حذرت وزارة الصحة والسكان من زيادة عدد المدخنين مؤكدة زيادة عدد المدخنين عالميا، وأضافت: كان عدد المدخنين عام 1990 يتجاوز 870 مليون مدخن وفى عام 2015 أصبح 933 مليون وحاليا بلغ 1.3 مليار مدخن حول العالم، وطالبت وزارة الصحة المواطنين بالإقلاع عن التدخين.
وأوضحت وزارة الصحة والسكان فى تقرير لها أنه يتم حاليا رفع الوعى الصحى للمجتمع، لافتة إلى أن الحملات التى تقودها الوزارة تتضمن نشر المواد التوعوية المُصممة لمعالجة المخاطر الصحية لجميع منتجات التبغ، مع مراعاة جميع المعايير الاجتماعية والاقتصادية، وذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعى، بالإضافة إلى البرامج التليفزيونية والإذاعية، للوصول إلى الشباب خاصة الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما.
وأضاف التقرير أن ظاهرة التدخين باتت تشكل خطرا على الدول والأفراد بشكل عام، بسبب الأضرار الصحية والبيئية والاقتصادية التى يحدثها التبغ، حيث إنه بالإضافة إلى خطورة التدخين على تصلب الشرايين وأمراض القلب وغيرها، فإن تدخين الأفراد وتصنيع التبغ ومخلفاته الناتجة عن الاستخدام والتصنيع من قبل شركات صناعة التبغ، تسبب ضررا على كوكبنا البيئى، ما يستدعى الحاجة إلى تشديد الرقابة على هذه الممارسات والعمل على الحد منها، لافتاً إلى تكبد الدول خسائر اقتصادية فى القضايا العلاجية والبيئية بسبب آثار التدخين.
وأشار التقرير إلى أن الدراسات الطبية على مر العصور، أثبتت أن التدخين أحد العوامل الرئيسية المسببة للعديد من الأمراض، مثل سرطان الرئة والنوبات القلبية، إلا أن أعداد المدخنين فى تزايد مستمر حول العالم خاصة فى الدول النامية.
وتابع التقرير: متوسط الإنفاق السنوى على التدخين للأسرة المصرية التى بها فرد مدخن أو أكثر بلغ نحو 6 آلاف جنيه، مشيراً إلى تقرير الجهاز المركزى للإحصاء بنسبة الأسر التى بها فرد مدخن على الأقل يصل لنحو 41.3% من الأسر على مستوى الجمهورية، وهو ما يعنى أن هناك نحو 24 مليون فرد غير مدخن ولكنه عرضه للتدخين السلبى بسبب وجود فرد مدخن داخل الأسرة.
وقال إن التدخين أحد أكبر الأسباب للوفيات حول العام، إذ يتوقع أن يؤدى بحياة مليار شخص فى القرن الحادى والعشرين، مضيفا ارتفاع نسبة التدخين بين البالغين، إذ وصلت النسبة فى مصر إلى ما يقرب من 22 %.
ولفت إلى أهمية الحملات التوعوية فى رفع وعى الشباب للوقاية من الدخول فى دائرة التدخين ومساعدة المدخن للتوقف عن التدخين، قائلا " هدفنا نصل بالمليار مدخن إلى صفر".
ولفت إلى ضرورة حماية الفئات الأكثر عرضة لاستهلاك منتجات التبغ، وهم المراهقين، مشيرا إلى حجم الإنفاق على دوائر التبغ والتى تبلغ مليارات الجنيهات فى الترويج والدعاية لمنتجات التبغ، لاستهداف فئة المراهقين والشباب، مشيرة إلى المحاولات الخادعة التى تستخدم شتى السبل المباشرة وغير المباشرة لجعل التبغ واحد من العادات والأعراف المقبولة فى المجتمع.
ونوه إلى أن مصر واحدة من أوائل الدول التى صدقت على الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ فى عام 2005، مشيرة إلى العواقب الاقتصادية والبيئية لاستهلاك التبغ، وضرورة وضع برامج فعالة للتثقيف والتوعية، موضحة أن واحدة من أهم التدخلات والتدابير زيادة مستوى الوعى بتغيير الثقافة المجتمعية ضد التبغ، مؤكدة التزام منظمة الصحة العالمية بدعم جهود مكافحة التبع فى جمهورية مصر العربية.
وأوضح التقرير أن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء أعلن أن نحو 17.7٪ من إجمالى السُكان فى مصر فى الفئة العمرية من 15سنة فأكثر «مدخـنون»، وهو ما يمثل حوالى 18 مليون نسمة وتبلغ نسبة المدخنين بين الذكور 35.6٪، مقابل 0.3٪ بين الإناث.
واشار إلى أن نسبة المدخنين فى الفئة العمرية (45-54 سنة) تبلغ 23.2% يليها الفئة العمرية (35-44 سنة) حوالى22.5% ثم الفئة (25-34 سنة) حوالى 20.8% وهى نسب مرتفعة خاصة أن هذه الفئات العمرية هى الفئات الشابة التى تعتبر قوام قوة العمل الرئيسية فى المجتمع.
وعن علاقة التدخين بالتعليم ذكر التقرير أن أعلى نسبة مدخنين بين الحالات التعليمية المختلفة كانت لمن يحمل شهادة محو الأمية بنسبة 30.1%، يليها من يقرأ ويكتب حيث تبلغ نسبة المدخنين بينهم 27.5%، وأقل نسبة مدخنين على الإطلاق توجد بين الحاصلين على شهادة جامعية فأعلى 12.7%.
وذكر أن الأمراض غير المعدية تعتبر هى السبب الرئيسى للوفاة فى مصر، ومسئولة عن أكثر من 80% من إجمالى الوفيات حيث تعتبر أمراض القلب، والأوعية الدموية مسئولة عن معظم الوفيات بنسبة 46%، ويليها السرطان بنسبة 14%، والأمراض الصدرية المزمنة بنسبة 4% والسكر 1%، لافتا أنه يمكن الوقاية من نحو ثلاثة أرباع حالات الأمراض القلبية والسكتة الدماغية والسكرى من النوع الثانى، و40% من حالات السرطان حال التخلّص من التدخين وتعاطى الكحول وتدنى النظام الغذائى والخمول البدنى.