مازالت أزمة نقص ألبان الأطفال المدعمة مستمرة وتلقى بظلالها على كثير من الأسر المصرية، التى تعانى عند محاولة الحصول على "علبة اللبن" المدعم منذ ما يقارب العام، ويعانى الآباء والأمهات من الوقوف لساعات طويلة، فى طوابير تمتد لعشرات الأمتار ليلا ونهارا بهدف الحصول على "علبة اللبن" وذلك مقابل شهادة ميلاد الطفل.
وأصبح المواطنون يسيرون الآن فى الشوارع، ويتنقلون وفى حقائبهم شهادات ميلاد أطفالهم، الذين يعيشون على اللبن المدعم، وحتى الآن لم تستطع الحكومة إيجاد حلول إيجابية للخروج من تلك الأزمة التى تزيد يوما من بعد يوم.
وقوف الآباء والأمهات أو الأقارب فى الطوابير تصاحبها مشاكل أخرى نتيجة الزحام تتمثل فى وقوع المشادات الكلامية وربما التشابك بالأيدى، وأحيانا تصل لاستخدام الأسلحة البيضاء، بسبب السباق فيما بينهم على أولوية الحصول على علب اللبن.
وقالت إحدى الأمهات فى حديثها لكاميرا "فيديو 7" قناة انفراد المصورة، إنها جاءت إلى مقر الصيدلية منذ التاسعة صباحا وفى كل مرة يخبرونها بضرورة التوجه إلى العجوزة، مضيفة أن طفلها "مرحلة أولى".
وسألت أم أخرى تحمل طفلها على كتفها "سعر اللبن فى الأسواق غالى جدا ولو جيبناه من برة هناكل منين ونشرب منين؟!".
وطالبت سيدة أخرى بتوفير الألبان لأن الزحام يكون رهيبا خصوصا فى فترة بعد الظهر، مضيفة قولها: "باجى من أكتوبر علشان أجيب لبن لحفيدى، وبفضل واقفة تلات وأربع ساعات وفى الآخر مش بلاقى، ولما نروح الصيدلية نجيب العلبة بـ69 جنيها والطفل بياخد فى الأسبوع علبتين أو تلاتة، هنجيب منين لكل الفلوس دى وادينا شايفين حال البلد".
وأكدت والدة طفل حديث الولادة أنها دائما ما تجد وزارة الصحة تؤكد توافر لبن الأطفال المدعم، مضيفة أن هذا يتنافى مع الحقيقة لأن منظومة اللبن المدعم بها عجز واضح.
وأضافت أن طفلها يعتمد على الألبان الصناعية من يوم الولادة بسبب مرضه عقب ولادته واستحالة الرضاعة طبيعى بجانب الأدوية التى يتناولها، لافتة إلى أنها تعتمد على اللبن المدعم بشكل جزئى عقب انتهاء العلبة التى يتراوح سعرها حوالى 17 جنيها.
وأضاف أحد الآباء أن علب اللبن المدعم غير متوفرة بسهولة فى الصيدليات الخاصة ولا تمنح تلك الصيدليات الطفل أكثر من علبتين أسبوعيا.
وقال آخر "إحنا بنيجى من جميع المحافظات للحصول على علبة اللبن المدعم للأطفال، ونطالب الحكومة ووزارة الصحة بتوزيع جفرافى تحت إشراف الوزارة بالمحافظات والأقاليم لتوفير لبن الأطفال.. إحنا نموت بس أطفالنا تعيش".
وفى الشهر الماضى أمر أحمد ابو سريع وكيل أول نيابة قليوب برئاسة تامر محمود مختار بحبس "صاحب كافتيريا" أربعة أيام على ذمة التحقيق لقيامه بتحطيم صيدلية وإطلاق الرصاص من بندقية خرطوش لعدم عثوره على لبن الأطفال المدعم.
وفى مايو الماضى وافق الدكتور أحمد عماد وزير الصحة والسكان على إصدار أمر توريد لـ 18 مليون علبة لبن صناعى، شبيه لبن الأطفال للشركة المصرية للأدوية بـتكلفة 50 مليون دولار.
وقال مصدر مسئول بوزارة الصحة والسكان فى تصريحات خاصة لـ "انفراد" إن الوزارة خفضت كميات الألبان المستوردة إلى 18 مليون علبة مقارنة بالعام الماضى والذى تم فيه استيراد 21 مليون علبة بعد تشكيل لجنة فنية بالوزارة قدمت تقرير يفيد بأن نسبة الأطفال الذين يحتاجون ألبان الأطفال 10 % من المواليد سنوياً وليس 12 % منهم وفقاً لحسابات اللجان السابقة.
وأضاف المصدر أنه سيتم توريد 12 مليون علبة لبن مدعمه كلياً للأطفال تحت 6 شهور، مشيراً إلى أنه سيتم استيراد 6 ملايين علبة للأطفال فوق سن الـ6 شهور، مشيراً إلى أنه سيتم صرف الألبان من مكاتب الصحة فى بالوزارة.
وكشف المصدر، أنه جار حالياً ميكنة صرف ألبان الأطفال لـ 10 % من الأطفال ممن يحتاجون إلى الألبان الصناعية ليبدأ الصرف من 1100 وحدة صحية بالجمهورية عن طريق الكارت الذكى، مشيراً إلى أنه لن يتم صرف الألبان الجديدة من الصيدليات الخاصة.
جدير بالذكر أن الوزارة حصلت على سعر 26 جنيها للعلبة من الشركة شامل النقل والتخزين والتوزيع وفتح الاعتماد البنكى، وسيتم بيعها للمستهلك بـ3.5 جنيه ونصف فقط، وتم تغير مواصفات الألبان حتى يكون مثل المواصفات الأوروبية، بمشاركة عدد من الخبراء ووزارة التجارة والصناعة وتم وضع شرط آخر أن يكون اللبن المستورد متداول فى البلد المنشأ وتم توفير 56 مليون جنيه لميزانية الدولة بعد هذا الأمر.
ومن المقرر أن تورد الشركة المصرية لوزارة الصحة أصناف "ليبتوميلك 1&2 سويسرى الصنع، وسويسلاك برايمر 1& 2 هولندى الصنع، وبيوميل 1&2 بلجيكى الصنع، ناكتاليا 1&2 تركى الصنع.
يشار إلى أن المخزون الاستراتيجى لألبان الأطفال شبيهة لبن الأم من سن يوم إلى 6 شهور "العلبة الحمراء دعم كلى" يكفى لمدة 6 شهور، وأيضاً من سن يوم إلى 6 شهور "العلبة الخضراء دعم جزئى" يكفى لمدة 8 شهور، ومن سن 6 إلى 12 شهرا "العلبة الزرقاء دعم جزئى" يكفى 10 شهور.