مع اقتراب موعد التصويت فى الانتخابات النصفية الأمريكية، تزداد المخاوف فى أوساط المرشحين على من حدوث ما لا يتوقعونه من أحداث او نشر أخبار يمكن أن تؤثر على فرصهم فى الفوز.
وقالت صحيفة "ذا هيل" إن المخططين الاستراتيجيين والمراقبين السياسيين الأمريكيين من الديمقراطيين والجمهورين يستعدون لمفاجأت محتملة فى أكتوبر، الشهر الأخير قبل موعد التصويت فى الانتخابات النصفية، ويقلقون من أي شيء يمكن أن يقلب المشهد السياسى ويعيد تشكيل نتيجة الانتخابات.
وهناك بالفعل عدد من الأمور غير المتوقعة ففي الأسبوع الماضى، سرد تقرير إخبارى مزاعم بأن المرشح الجمهورى لمقعد الشيوخ عن ولاية جورجيا قد دفع نظير إجهاض صديقته السابقة قبل أكثر من 10 سنوات. وتبع هذا أنباء خفض منظمة أوبك وحلفائها إنتاج النفط، مما يبشر بارتفاع متوقع فى أسعار الوقود فى وقت حرج بالنسبة للسياسة الأمريكية.
ولا يزال هناك مزيد من الغموض، بحسب الصحيفة. فالمخاوف من الركود الاقتصادى المحتمل ترتفع، بينما يصعّد الرئيس الروسى خطابه مجددا ضد الغرب فى ظل استمرار الحرب فى أوكرانيا. كما أن لجنة مجلس النواب المختارة للتحقيق فى أحداث اقتحام الكونجرس يمكن أن تصدر تقريرها النهائي المنتظر بشدة قبل يوم الانتخاب.
وكل هذه التطورات الأخيرة واحتمال حدوث المزيد يمكن أن تجعل الانتخابات، التي لا يمكن التنبؤ بها بالفعل، أقل توقعا.
وبالنسبة للجمهوريين، خاصة المرشحين لأول مرة، فإن مبعث القلق الأكبر يتمثل فى كشف أي معلومات أو عثرات يمكن أن تقضى على فرصه فى الأسابيع الأخيرة، بحسب ما يقول المخطط الإستراتيجى الديمقراطى جون رينيش. فى حين أن الديمقراطيين تحت رحمة المشهد السياسى والاقتصادي الغامض. فلو حدث شيئا يؤثر على مزاج الأمة أو فى دائرة الأخبار، فإنه سيكون تطورا خارج سيطرتهم، مثل أسعار الطاقة أو قضية تتعلق بالسياسة الخارجية أو قضية اقتصادية.
ولا تعد مفاجآت أكتوبر، وهى المعلومات التي يكشف عنها فى الفترة الأخيرة التي تسبق الانتخاب شكل يمكن أن تؤثر على النتائج، ليست بالشىء الجديد.
ففي عام 2016، وقبل 11 يوما فقط من السباق الرئاسي، أعلن مدير الـ FBI السابق جيمس كومى أو وكالته فتحت تحقيقا فى استخدام المرشحة الديمقراطية فى هذا الوقت هيلارى كلينتون خادما خاصا خلال فترة توليها وزارة الخارجية. ولا يزال كثير من الديمقراطيين يحملون هذا الإعلان مسئولية خسارة كلينتون الانتخابات.
وقبل عامين فقط، انقلبت حملة المرشح الديمقراطى لمجلس الشيوخ كال كونينجهام فى نورث كارولينا بالكشف عن وجود علاقة له خارج الزواج، وسر السباق بعدها بشهر أمام الجمهورى توماس تيليس.
ويقول ديفيد جرينبرج، أستاذ التاريخ فى جامعة روتجيز، إن مفاجآت أكتوبر الأصلية حدثت قبل انتخابات الرئاسة عام 1980 عندما خشيت حملة رونالد ريجان أن منافسه فى هذا الوقت الرئيس جيمى كارتر يمكن أن ينقذ مساعيه المتداعية للفوز بفترة ثانية بتأمين إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين فى إيران، على الرغم من أن هذا السيناريو لم يحدث. ويتابع قائلا، إنه منذ هذا الوقت، أصبحت مفاجأت أكتوبر أي شيء يأتى فى وسائل الإعلام من فضائح لها علاقة بالمرشحين إلى أحداث سياسة كبرى.
ويقول جرينبيرج إنه يعتقد أنه بمرور السنوات، أصبح الإشارة إلى أي أخبار مفاجئة تأتى فى شهر أكتوبر والتي قد تؤثر على النتيجة فضفاضة. فالأخبار الكبرى تحدث فى أكتوبر ونسميها مفاجأة أكتوبر. وقد فقدت الكثير من معناها، كما أن هناك نقاشا حول مدى أهمية مفاجآت أكتوبر. فالبيئة السياسية أصبحت أثر استقطابا، وهناك عدد أقل من الناخبين المتأرجحين الذين يمكن أن يتم التأثير عليهم بكشف معلومات فى اللحظات الأخيرة عن مرشح أو حدث كبير.
من ناحية أخرى، وكما يقول جرينبيرج، فإن الأخبار أصبحت تأتى وتذهب بمعدل أسرع بكثير فى عام 1011 مقارنة بما كانت عليه قبل 20 عاما. وما يحدث فى أول أكتوبر، على سبيل المثال، ربما لا يظل فى أذهان الناخبين بعد شهر.