شرطة عصرية من الجنسين تعمل بكفاءة وعلم وتستوعب التكنولوجيا، وتلتزم بالقانون وتراعى حقوق الإنسان، كان هذا شعار حفل تخرج دفعة جديدة من كلية الشرطة 2022، ضمن مشاهد تدعو للإعجاب، خريجو شرطة عصرية يجمعون بين الكفاءة واستيعاب القانون والتطورات الحديثة، طالبات الكلية مع الطلاب على أعلى مستوى من الكفاءة والتدريب.
حفل تخرج دفعة جديدة فى كلية الشرطة كان بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى، ورئيس الوزراء، واللواء محمود توفيق وزير الداخلية، وعدد من الوزراء والشخصيات العامة والرموز الوطنية وأهالى الخريجين.
حرص الرئيس السيسى، على تقديم التحية للشهداء الذين كانت أرواحهم ثمنا لحماية الوطن واستقراره، وكتب خريجو كلية الشرطة بأجسادهم: «أرواح الشهداء.. نجوم مضيئة»، وعن الشهداء وأسرهم قال الرئيس «لن ننساكم أبدا»، ووجه حديثه لرجال الشرطة والخريجين بأن يلتزموا فى عملهم بالكفاءة والقانون «عايزين واحنا بنتعامل مع المواطنين دائما نكون منتبهين إننا موجودين فى الشارع ونتعامل مع تحديات كثيرة.. والرفق والتزام القانون فى التعامل حتى مع المخالفين، بالأداء الراقى، وأن يكون شعاركم علم وأخلاق وواجب».
وقد تضمنت دفعة هذا العام 1273 طالبا من طلاب كلية الشرطة، بينهم 48 طالبا وافدا من فلسطين وتشاد بنسبة نجاح 98.9 %.. وتخريج 1084 من الحاصلين على ليسانس الحقوق جميعهم على درجة الماجستير فى القانون، و258 طالبا وطالبة من الضباط المتخصصين، وحصلوا جميعا على دبلوم إدارة الأزمات والكوارث، و156 ضابطا من الحاصلين على الدبلومات الشرطية.. ونجح مركز بحوث الشرطة فى تدريب 932 متدربا يمثلون 41 دولة أفريقية هذا العام.
نحن أمام شرطة عصرية بالفعل تجمع بين الكفاءة والقوة والاستيعاب والانصياع للقانون والالتزام بقواعد حقوق الإنسان حتى فى مواجهة الخارجين على القانون، كل هذا باحترافية وقدرة على ضبط النفس.
وحسب ما أعلنه اللواء هانى أبو المكارم، مساعد وزير الداخلية رئيس أكاديمية الشرطة، فإنه فى إطار دعم خطط الدولة فى التحول الرقمى تم الانتهاء من تصميم وإعداد برنامج لطلاب كلية الشرطة يعمل على تقديم صورة وصفية تحليلية متكاملة لكل طالب دون تدخل بشرى.
ظهر التحديث فى عروض صعبة من طلاب وطالبات الكلية على اجتياز الموانع المائية والقدرة على الاستطلاع ورصد العناصر الإجرامية، ضمن فرقة عمليات الشرطة التى يحصلون عليها أثناء الدراسة بالكلية، والقدرة على القنص واستخدام مهارات الإخفاء والتمويه، فى التعامل مع الخارجين على القانون، والعناصر التى تتحرك من خلال الإخفاء الشجرى، وكيف يتم إخلاء المدنيين، وظهرت قدرة طالبات الكلية فى حماية الشخصيات والحراسات الخاصة، ودعم العناصر الشرطية، ضمن برنامج الكلية لإعداد الشرطة النسائية، فى ظل استعداد الدولة لتنظيم مؤتمر المناخ العالمى خلال الشهر المقبل.
وإذا كان من الطبيعى أن يكون الشباب على هذه الدرجة من الكفاءة فإن الخريجات قدمن عروضا لأول مرة، ورياضة الباركور الصعبة التى تتضمن قفزات الحواجز ومسافات، الشرطيات على نفس مستوى الكفاءة والقوة فى كل التدريبات التى قدمها الخريجون، فى تأكيد على أن كلية الشرطة لا تقتصر على الرجال فقط، فالطالبات والخريجات فى نفس الميدان مع الشباب وبنفس الكفاءة فى الحراسات الخاصة والرماية من السيارات والرصد والاقتحام، من خلال نشاط مشترك من الجنسين وبنفس القوة.
اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، أكد أن وزارة الداخلية تتحرك فى سبيل تحقيق مفهوم الأمن الشامل، بالتحديث المستمر لكل مفردات منظومة مواردها البشرية لإعداد رجل شرطة عصرى لديه المقومات القادرة على استيعاب ومجابهة التطور اللامحدود فى الجريمة، عبر برامج تدريبية تخصصية تعتمد على استخدام التقنيات الحديثة وأساليب المحاكاة الواقعية لسيناريوهات العمل الأمنى، للتفاعل مع المجتمع وتحدياته ومواجهة عالم الجريمة الذى بات يوظف التكنولوجيا المتقدمة كأداة للنشاط الإجرامى والإرهابى.
«الداخلية» حسبما يؤكد الوزير انتهجت منظومة متكاملة لتوظيف معطيات العلم بهدف تزويد ضباط الشرطة بالدرجات العلمية العليا التى تؤهلهم لتطبيق السياسة الأمنية الحديثة، وأشار وزير الداخلية إلى أن الخريجين من طلبة كليات الحقوق قد حصلوا على درجة الماجستير فى القانون، وخريجى قسم الضباط المتخصصين على دبلوم الدراسات العليا فى المجالات المرتبطة بالعمل الأمنى، ودور كلية الدراسات العليا بأكاديمية الشرطة فى تيسير إجراءات حصول الضباط على الدراسات العليا فى المجالات القانونية والأمنية، وفى مجال الحماية المدنية وأعمال الإنقاذ، تزامنا مع انضمام الوزارة لعضوية الهيئة الاستشارية الدولية للبحث والإنقاذ التابعة للأمم المتحدة، وتم استحداث برنامج تدريبى متكامل لطلبة كلية الشرطة ومعاهد معاونى الأمن فى تخصص الحماية المدنية.
ووجه الرئيس السيسى، رسالة للمصريين قائلا: «نعمل على تطوير كل القطاعات.. عملية التطوير مستمرة، الدنيا تتغير، ويجب أن نتطور نحن أيضا، والدولة تتحرك فى تطوير قدراتها وأدائها ولكن من غير ضوضاء».
كان حفل تخريج دفعة من طلاب كلية الشرطة تجمعا للطلاب والطالبات، الذين قدموا عروضا صعبة تشير إلى قدرة وكفاءة، وتعلم واستيعاب، تأكيدا لدورهم فى حماية الأمن، وأيضا تقديم الخدمات للجمهور بشكل عصرى وإنسانى.