ما أن تقع أحداث عنف فى دولة ما حتى تسارع الولايات المتحدة بإصدار تحذيرات لرعايا بعدم السفر إلى تلك البلد أو توخى الحذر. ومنذ أحداث ثورة 25 يناير 2011 أصدرت واشنطن العديد من هذه التحذيرات، وهى ذلك النوع من العزلة الذى يضر بصناعة السياحة بشدة.
وجاءت الاضطرابات التى وقعت فى مدينة دالاس الأمريكية، الأسبوع الماضى، لتتذوق الولايات المتحدة مرارة مثل هذه التحذيرات، حيث أصدرت 3 دول لمواطنيها الموجودين داخل الولايات المتحدة بتوخى اليقظة والحذر أثناء زيارتهم للمدن التى شهدت احتجاجات عنيفة.
وأصدرت الدول الثلاث، الإمارات العربية المتحدة والبحرين والبهاما، تحذيراتها فى أعقاب سلسلة من الاحتجاجات العنيفة على وحشية الشرطة الأمريكية ضد المواطنين السود، حيث سقط شابان من أصل أفريقى برصاص الشرطة فى ولايتى مينسوتا ولويزيانا الأسبوع الماضى. وخلال الاحتجاجات التى اندلعت فى دالاس، الخميس، قام شاب أسود بإطلاق النار على الشرطة وقتل خمسة ضباط.
دفعت هذه التطورات بمزيد من الاحتجاجات المنددة بوحشية الشرطة، فى أنحاء الولايات المتحدة، وشهدت بعض المناطق صدامات بين المتظاهرين وقوات الأمن حيث تصاعد التوتر عندما ظهر أعضاء مسلحون من حزب "الفهود السود" الجديد فى مواجهة شرطة مكافحة الشغب، علما أن قانون ولاية لويزيانا يسمح بحمل السلاح بارزا، وقامت الشرطة باعتقال العشرات.
وأصبحت الولايات المتحدة الآن محور قلق الحكومات الأخرى، سواء فى الشرق الأوسط أو منطقة البحر الكاريبى. فأصدرت جزر البهاما أولا، الجمعة، تحذيرا لمواطنيها بتوخى الحذر عند زيارة المدن الأمريكية التى شهدت إطلاق نار من جانب الشرطة ضد السود.
وأعقب ذلك تحذيرات من دولة الإمارات العربية ومن البحرين، مستخدمين تلك اللغة التى استخدمتها الولايات المتحدة المتحدة قبلا تجاه البلدان التى تشهد اضطرابات سياسية أو أعمال عنف، وعلى رأسها مصر والدول العربية.
وعادة ما تكون السياحة هى الضحية الأولى لأى اضطرابات أو أعمال عنف، فعلى الرغم من أن ولاية نيويورك، ضمن الولايات التى لم تشهد أى اضطرابات خلال الأيام الماضية، لكن بحسب صحف أمريكية فإن بعض السياح، فى ميدان تايمز سكوير، أعربوا عن تخوف من التوتر وأعمال العنف الأخيرة.
ونقلت صحيفة "يو.إس.إيه توداى" عن سائحة أيرلندية قولها "لا أحب أن أتواجد فى الأماكن المزدحمة بعد الآن".