أعلن ديفيد كاميرون، اليوم الاثنين، عن أنه سيتقدم باستقالته رسميًا يوم الأربعاء المقبل لتخلفه فى منصب رئيس وزراء بريطانيا المرشحة "تيريزا ماى" وذلك بعد انسحاب منافستها "أندريا ليدسوم" من السباق الانتخابى الذى كان من المقرر أن يُحسم فى سبتمبر القادم.
وقال كاميرون - فى تصريحات صحفية اليوم - إنه لن يكون هناك داعٍ من الخضوع لفترة انتقالية طويلة وذلك بعد استقالة "ليدسوم" والذى أشار أنه "قرار سليم جدًا" حيث إن منافستها "ماى" تتمتع بالدعم الأكبر من حزب المحافظين بالبرلمان وأنه "سعيد" أنها ستخلفه فى المنصب.
وقد رشحت وزيرة الداخلية "ماى" نفسها رئاسة حزب المحافظين ومن ثم لمنصب رئيس الحكومة البريطانية، وقد وصلت إلى المرحلة النهائية أمام وزيرة الطاقة "أندريا ليدسوم" التى فاجأت الجميع اليوم باستقالتها غير المتوقعة ولو أن المرشحة كانت قد دخلت مؤخرًا فى أزمات بسبب تصريحات لها أحدثت لغطًا.
وعقب انسحاب "ليدسوم"، قالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية: إن اليوم هو يوم "ماى" وأنها كانت المرشحة المفضلة والأوفر حظًا فى السباق الانتخابى، حيث جنت 199 صوتًا أمام "ليدسوم" التى جنت 46 صوتًا فقط قبل تأهيلهما لجولة الإعادة.
وبانسحاب "ليدسوم" - التى انضمت إلى السباق الانتخابى متأخرة - أصبحت المرشحة "ماى" هى المؤهلة الوحيدة لتقلد منصب رئيس الوزراء، ولكنها لم تنج من الانتقادات خاصًة من الحزب المنافس "الديمقراطيين الأحرار".
وقال تيم فارون رئيس حزب الديمقراطيين الأحرار: إنه "من غير المعقول أن تتوج "تيريزا ماى" كرئيسة للوزراء دون حتى أن تفوز فى الانتخابات التشريعية داخل حزبها"، حسبما نقلت صحيفة الجارديان.
وأضاف فارون: "يجب أن تكون هناك انتخابات ويجب عدم السماح للمحافظين تجاهل حق الناخبين.. بريطانيا تستحق أفضل من ذلك".
وتعليقًا على تلك الانتقادات، صرّح النائب عن حزب المحافظين "جراهام برادى" أن: "الأمر بسيط، فلقد كان لدينا مرشحان، أحدهما كان يتمتع بدعم أكبر من قبل الحزب، بينما قرر الآخر أن ينسحب من السباق".
وقد تفاعل الكثير من السياسيين وأعضاء حزب المحافظين بشكل إيجابى لتأهل "ماى" للمنصب. فقد صرَّح النائب والسياسى "بوريس جونسون" أنه على يقين أن "تيريزا ماى" سوف تمثل قيادة قوية "لتوحيد حزب المحافظين وتأخذ البلاد إلى الأمام فى الأسابيع والأشهر المقبلة"، حسبما نقلت عنه صحيفة التليجراف.
من هى تيريزا ماى؟
ولدت "تيريزا ماى" فى أكتوبر 1956 وقد تولت منصب وزيرة الداخلية البريطانية عام 2010، وبحسب صحيفة الإندبندنت، تعتبر "ماى" هى أطول من خدم فى الوزارة، كما أن بتعيينها رئيسة للحكومة فستكون ثانى امرأة فى منصب رئيس وزراء بريطانيا بعد " المرأة الحديدية" مارجريت تاتشر.
على الرغم من أن "ماى" كانت ضمن المؤيدين للبقاء فى الاتحاد الأوروبى، إلا أنها أكدت على أنها ستعمل على توحيد الطرفين (مؤيدى الخروج والبقاء) مؤكدة أنه لن يكون هناك اعادة للاستفتاء قائلة: "الخروج من الاتحاد الأوروبى يعنى الخروج.. وسوف نحقق منه نجاحًا"، بحسب صحيفة الإكسبرس.
وقد فازت بإشادة واسعة فى عام 2013 بعدما أمنت ترحيل الإسلامى المتشدد أبو قتادة إلى الأردن للمحاكمة بعد معركة قانونية طويلة امتدت لعشر سنوات فى بريطانيا، وهو الإنجاز الذى اعتبره الكثير فشل فيه مسئولون قبلها.
وعرفت "ماى" بأناقتها وحسن اختيارها لملابسها، وقد عرَّفها الكثير على مواقع التواصل الاجتماعى بأنها "أيقونة الموضة والأزياء".
أزمة تصريحات ليدسوم و"معايرتها" لـ"ماى" بالأمومة
ويأتى انسحاب "ليدسوم" عقب أيام من هجوم حاد من قبل عدد كبير من النواب عن حزب المحافظين بسبب ما صرحت به عن جدارتها لتقلد منصب رئيس وزراء بريطانيا لأنها أم لثلاثة أطفال.
وتقدمت "ليدسوم" اليوم الاثنين باعتذار لمنافستها "ماى" على التصريحات التى وصفها البعض بـ"المهينة والحقيرة" خاصًة أنها تأتى بعد أيام من تصريحات "ماى" عن شعورها بالأسى لأنها لم تكوِّن أسرة مع زوجها.
ولم تكن أزمة تصريحات "الأمومة" هى آخر ما واجهته "ليدسوم"، حيث إن تعليقها على عدم سعادتها بقانون زواج المثليين قد لاقى رد من رئيس الوزراء المستقيل ديفيد كاميرون الذى أكد أن القانون يلقى دعمًا كبيرًا من البرلمان واستبعد أى محاولة لإلغائه.
وعقب انسحاب "ليدسوم" ومع اقتراب "ماى" من منصب رئيسة الوزراء، أشارت وكالة الأنباء البريطانية رويترز إلى ارتفاع الجنيه الاسترلينى يوم الاثنين، حيث نقلت عن بعض المتعاملين أن انسحاب "ليدسوم" من شأنه أن "يبدد الغموض السياسى الذى أضر العملة البريطانية فى الأسابيع القليلة الأخيرة".