على مدى سنوات أطلقت الدولة عددا من المبادرات الرئاسية فى مجال الصحة، التى تعد أحد أهم الحقوق الاجتماعية والاقتصادية، المبادرات الرئاسية نجحت بشكل كبير، ومثلت قاعدة لتتابع المبادرات التى تمثل قاعدة لبناء نظام صحى، وصولا لتطبيق نظام التأمين الصحى الشامل.
ويتم اتخاذ شهر أكتوبر من كل عام، شهرا للتوعية بمخاطر سرطان الثدى، ضمن مبادرة عالمية بدأت منذ أكتوبر 2006، ضمن حملة خيرية دولية من أجل رفع التوعية والدعم وتقديم المعلومات والمساندة ضد هذا المرض، والواقع أن مصر قطعت شوطا مهما فى هذا السياق، من خلال المبادرة التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى عام 2019، ضمن استراتيجية المبادرات التى حققت نجاحا كبيرا فى مواجهة تهديدات صحية خطيرة، وقفزت على الكثير من المعوقات.
المبادرات الرئاسية تتخذ أهميتها من أنها تصل إلى كل المناطق فى أعماق الريف والمدن، حيث يصل الكشف والعلاج إلى ملايين، وفى حالة سرطان الثدى كانت هناك ملايين لا يعرفن إصابتهن، ووفر الكشف المبكر التعرف على المرض مبكرا، وتقديم العلاج فى الوقت المناسب، خاصة لمئات الآلاف من النساء فى القرى والعزب، وبعضهن لا يمتلكن إمكانات الكشف، وتضمنت المبادرة عملية توعية ضاعفت وشجعت النساء على إجراء الكشف وتلقى العلاج.
مبادرة إنهاء فيروس الكبد الوبائى سى، إحدى أهم هذه المبادرات، خاصة أن فيروس سى كان يمثل تهديدا لنسبة لا يستهان بها، تراوحت ما بين 8 ملايين - فى بعض التقديرات - وضعف هذا الرقم فى بيانات وإحصائيات أخرى، ونجحت المبادرة فى علاج ملايين المصريين، بالمجان، بينما كان الدواء يباع بعشرات الآلاف فى دول أخرى.
وفى نوفمبر 2019 أعلنت منظمة الصحة العالمية خلال فعاليات الجمعية العامة خلو مصر من مرض فيروس سى، ووصفت المنظمة العالمية حملة مصر بأنها أكبر حملة فى تاريخ البشرية من حيث العمل، والكفاءة، والسرعة، وصدر تقرير المنظمة الدولية بعد رصد استمر 7 أشهر، وقام به 55 خبيرا دوليا تابعوا حملة مصر، ووصف المنسق المقيم للأمم المتحدة فى مصر وقتها، حملة القضاء على «فيروس سى» بأنها أفضل حملة فى العالم ومثال يحتذى به.
أسفر نجاح مبادرة القضاء على فيروس سى عن إطلاق مبادرة «100 مليون صحة»، التى نجحت فى اكتشاف وعلاج ملايين المرضى، بل ووقاية ملايين آخرين من خلال اكتشاف وتشخيص بدايات الأمراض المزمنة، مثل الضغط والسكر، وتولدت عنها مبادرات إنهاء قوائم انتظار عمليات القلب وعلاج مرض الضمور العضلى وعلاج التقزم وضعف السمع فى الأطفال، والكشف عن الفشل الكلوى، وتهدف إلى اكتشاف كل الأفراد المحتمل إصابتهم بالفشل الكلوى، ثم مبادرة فحص السيدات المبكر للوقاية من سرطان الثدى، والتى وصلت إلى فئات لم تكن على خارطة الاهتمام.
وحسب التقارير الخاصة بالمبادرة من «صحة المرأة» بوزارة الصحة والسكان، فقد انخفضت نسبة اكتشاف أورام الثدى فى مراحلها المتأخرة «الثالثة والرابعة»، من 58.5 % من الحالات إلى 29.5 %، حيث تم فحص 28.9 مليون بداية من سن 18 عاما، وارتفعت نسبة اكتشاف الإصابة بالأورام فى المراحل المبكرة إلى 70.5 %، بنسبة زيادة تصل إلى 44.8 %، بفضل ارتفاع مستوى الوعى بضرورة الكشف المبكر عن أورام الثدى والمتابعة الدورية السنوية، من خلال الوحدات الصحية والفرق الطبية المتنقلة والرائدات الصحيات، حيث تضمنت الحملة 3538 وحدة صحية على مستوى محافظات الجمهورية، و102 مستشفى، لتقديم الخدمة، وحسب ما أعلنه الدكتور أحمد مرسى المدير التنفيذى للمبادرة، فقد تم إجراء 246.9 ألف أشعة ماموجرام، منذ إطلاق المبادرة، وسحب 21.4 ألف عينة أورام لتحليلها، وتقديم العلاج «مجانا» للحالات التى تأكدت إصابتها بسرطان الثدى.
نجاح هذه المبادرة وغيرها من المبادرات الرئاسية، وبتكاليف عشرات المليارات، يمثل تجربة قابلة للتوسع والتطبيق، للعلاج والصحة، كأحد أهم الحقوق الاجتماعية والاقتصادية.
قبل أيام تسلم الرئيس، الجائزة الدولية للأولمبياد الخاص، وتمثل الجائزة تقديرا للدولة المصرية لجهودها فى تمكين وإنصاف ذوى الهمم فى كل المجالات، وهذه الجائزة تتويج لجهد تسع سنوات، خاصة أن تقدم الأمم يقاس بمدى ما تقدمه من إمكانيات للبشر، وما توفره من حقوق للمواطنين، وعلى رأسها العلاج.