نظم حزب التجمع، ندوة علمية حول نشأة ومسيرة الراحل خالد محي الدين، مؤسس الحزب، السياسية والوطنية، في إطار احتفال الحزب بمئوية ميلاد مؤسسه وزعيمه الراحل خالد محيي الدين، تحدث خلالها الدكتور عاصم الدسوقي استاذ التاريخ المعاصر ، وسيد عبد العال رئيس حزب التجمع ، والكاتبة أمينة النقاش القيادية بالحزب ، وعدد من أعضاء وقيادات التجمع، والذي أكد أنه عاش يحلم بالديمقراطية ويبحث عن العدالة الاجتماعية.
وأكد سيد عبد العال، رئيس حزب التجمع، أنه كان رجلا يمتلك من الشجاعة، لأن يعيش بمبادئه لمبادئه، وتتلمذ على يديه أجيال عديدة، تعلمت منه حب الوطن والاهتمام بالعمل السياسي والحلم بوطن يتمتع بالعدالة الاجتماعية والحرية والديمقراطية، مشددا أن هذه القيم التى تعلمناها في مدرسة الزعيم "خالد محيى الدين" فهو أسست لنا مدرسة سياسية مازلنا نتعلم منها ونقتدى بها.
وتابع قائلا "تعلمنا منه كيف نعارض ونستخلص الرؤية من ممارسة السياسة الجماهيرية ..تعلمنا منه أن الخلاف بين القوى الوطنية هو اختلاف بين خصوم وليس أعداء ,تعلمنا أن نختلف لصالح الوطن وليس عليه"، معتبرا مواقفه كلها لا ينطلق فيها من خلفية أيديولوجية أو عقيدة فكرية معينة، ولكن ينطلق من الواقع ,فالواقع يمكن تغييره وهذا هو المبدأ الذى قام عليه حزب التجمع الذي يضم كل الوطنيين المصريين من منابع فكرية مختلفة, والدرس الثانى الذى تعلمناه منه أن قوة الحزب لن تأتى بأضعاف الطرف الأخر بينما بمدى قدرته فى التأثير على الجماهير ,أما ضعف الحكومة أو المعارضة فلن يكون مؤشرا على قوة الحزب.
ولفت إلى أن خالد محيى الدين ترك لنا تراث و مازال باقيا فى نفوسنا، ومدرسته السياسية باقية نتعلم منها ونقتدى بها، ويقوم عليها برنامج حزب التجمع الذي يتضمن فى جوهره أن الآمال لن تتحقق إلا بشعب يتمتع بالعدالة الاجتماعية.
وتطرقت الكاتبة أمينة النقاش، والقيادية بحزب التجمع ورئيس مجلس ادارة جريدة الأهالي، للبيئة التى نشأ فيها فارس الديمقراطية "خالد محيى الدين"ونشأته الصوفية التى لعبت دورا مهما فى تشكيل وجدانه وشخصيته، والذي شب على ثقافة التطوع والعمل الاجتماعى، موضحة أنه كان واحدا من الضباط الأحرار الذين اهتموا بالثقافة هو ومعه :جمال عبد الناصر,واحمد حمروش ، وثروت عكاشة، باعتبارها اساس للمشروع الوطنى الذى تبنوه، وهو أول من كتب بيان الثورة.
وأضافت "النقاش"، رغم أنه كان ينتمى إلى أسرة ثرية تمتلك 92 فدان،وكان يعيش حياة مطمئنة خالية من المشكلات، إلا أنه لم يكن يرضى بذلك ، ولم تؤثر هذه الحياة عليه وترك هذا الترف وسار ضد مصالحه الشخصية لخدمة الوطن وخدمة أبنائه.
فيما أكد المؤرخ الدكتور عاصم الدسوقى، أن خالد محى الدين، تفتح وعيه السياسى مبكرا عام 1931، عندما اندلعت مظاهرات ضد حكومة اسماعيل صدقى باشا بسبب الغاء دستور 1923,و وضع دستور 1931 الذى أعطى الملك سلطة مطلقة ,وكان خالد محى الدين وقتها طفلا عمره 11 عام ولكنه شهد هذه المظاهرات وأدرك أن الشعب يخوض مظاهرات ضد الحكومة فهو واعى للاحداث السياسية الكبرى فى هذه السن المبكرة دون أن يدرك حقيقتها .
وأكد أن كراهيته تبلورت مبكرا ضد الإنجليز بعد معاهدة 1936 التى أبقت على قواتهم فى البلاد ولم تنتهى بالجلاء، مشيرا إلى أن الزعيم خالد محى الدين كان مرتبطا بالطريقة النقشبندية وتكيتها وكان شيخها جده لأمه ولذلك كان يرفض أعمال القتل والاغتيال وازهاق الارواح لدرجة انه كان ضد اعدام الملك فاروق نفسه بعد قيام الثورة , قائلا "هذا البعد الدينى فى شخصيته والتكوين الصوفى لفت نظر ...الضابط عبد المنعم عبد الرءوف عضو جماعة الاخوان المسلمين لتجنيده فى الجماعة وكان ذلك نهاية عام 1944 ..إلا أن المحاولة لم تتم وتركهم لغياب البرنامج الاجتماعي.. لتتبلور لديه بعد ذلك فكرة تحرير الوطن من حكم الملك والانجليز وتحرير المواطن من الاستغلال".
وتابع عاصم الدسوقى، قائلا: عندما انضم خالد محيي الدين إلى الخلية الأولى لتنظيم الضباط الأحرار التى تكونت فى عام 1949 كانت الاشتركية قاعدته الفكرية..وفى تنظيم الضباط الأحرار بدأ خالد ينشط حيث قام بتكوين خلية سلاح الفرسان واشترك فى صياغة أول منشور أصدره التنظيم عام 1950 وشارك فى إرساله إلى كل القيادات العسكرية ..وأعد برنامجا بمشاركة أحمد فؤاد فى سبتمبر 1951 بأهداف التنظيم يدعو إلى القضاء على الاستعمار الأجنبى وأعوانه وتكوين جيش وطنى ...وبعد قيام الثورة اصطدم خالد بتكوينه اليسارى تدريجيا مع مجلس قيادة الثورة فكان وحده من أنصار دعوة البرلمان للانعقاد ,وكان اعتقاده انه لا ينبغى القضاء على الديمقراطية والثورة قامت لتنادى بها".
ولفت إلى أن خالد محي الدين ظل محتفظا بنقائه الثورى، ورفض أن يستثمر أحد خلافه مع عبد الناصر، وعاد إلى مصر أواخر 1955لبيدأ صفحة جديدة من حياته بعيدا عن السلطة ودخل الحركة السياسية وخاض الانتخابات البرلمانية عن دائرة كفر شكر وظل يفوز بها، مشددا أنه ظل مؤمنا بالتعايش السلمى، طريقا لتحقيق التحرر الوطنى والتقدم الاقتصادى والاجتماعى, مؤمنا بأن طريق الديمقراطية مرهون بتحقيق العدالة الاجتماعية .
ويختتم حزب التجمع في السادسة من مساء السبت 15 أكتوبر، احتفالاته بمئوية مؤسسه وزعيمه الراحل خالد محيي الدين ، بعقد مؤتمر سياسي وجماهيري بالمقر المركزي للحزب بميدان طلعت حرب بالقاهرة.