تحمل كثير من الأعاصير أسماء مؤنثة، عل أبرزها "ساندى" الذى هاجم عددا من الولايات الأمريكية على مدى سنوات متعاقبة، إضافة إلى إعصار "جوليا، ووعدد من الأعاصير التى شهدتها دول أمريكا اللاتينية والوسطى.
ورغم ما ينتج عن تلك الأعاصير وما يصاحبها من فيضانات عارمة وما ينجم عنها من ضحايا فضلا عن تدمير المنازل والانهيارات الأرضية، فإن كثيرين يتوقفون عند تسمية تلك الظواهر الطبيعية .
لم يكن ساندى وجوليا الإعصارين الوحيدين اللذين يحملان اسم "مؤنث" فلسنوات عديدة أصبح يعتاد على إطلاق اسم مؤنث على العديد من الظواهر الجوية التى أدت إلى اعاصير اجتاحت البلاد، ووجدت دراسة أجريت عام 2014 أن الأعاصير التى يطلق عليها اسم أنثى تسبب عددًا أكبر من الوفيات، وذلك لأنه يُنظر إليها على أنها أقل خطورة، وبالتالى أقل استعدادًا لها، وفقا لصحيفة "إيه بى سى" الإسبانية.
أصل التسمية
ولكن لماذا تسمى الأعاصير والعواصف الإستوائية بأسماء النساء؟ ففى هذا الصدد، يقول كليمنت وراج، وهو عالم أرصاد أسترالى، إنه بدء بإعطاء أسماء مؤنثة للعواصف الإستوائية قبل نهاية القرن التاسع عشر، نسبةً إلى استخدام إسم امرأة لعاصفة فى رواية "العاصفة" لجورج ستيوارت عام 1941، وهى تورية عن غضب المرأة وإنفعالها. ومنذ تصويرها من قبل والت ديزنى، خلال الحرب العالمية الثانية أصبحت هذه الممارسة واسعة الانتشار فى مناقشات خريطة الطقس بين المتنبئين وخاصة الجيش والأرصاد الجوية البحرية، حيث رسموا تحركات العواصف على مساحات واسعة من المحيط الهادئ، وسموها بأسماء النساء.
ومن أمثلة تسمية الأعاصير والعواصف بمسميات النساء، إعصار هارفى الذى ضرب ولاية تكساس وألحق ضرراً كبيراً بها، وهارفى هو اسم سيدة.
وإعصار كاترينا الذى ضرب خليج المكسيك وبعض دول أمريكا الجنوبية، ولا سيما الولايات المتحدة، وألحق اضرار بالغة، وكان ذلك فى عام 2005 حيث تعرض 1800 شخص للموت تصنيفه على أنّه أكثر الكوارث الطبيعية تكلفة فى تاريخ الولايات المتحدة، وسبب الإعصار العديد من المشاكل الصحية العامة، وتمّ تسمية الإعصار بهذا الاسم من قِبَل المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
وأيضا اعصار ساندى ، الذى ضرب الساحل الأطلسى، فهو من أكثر الأعاصير فتكاً بدولة كوبا، وجامايكا، والباهاماس، ثم مدينة نيوجيرسى ومدينة أتلانتيك بالولايات المتحدة. ويعد "ساندى" ثانى أكبر إعصار تواجهه أمريكا.
اما اعصار نورا فهو ضرب إعصار المكسيك في أغسطس العام الماضي، ويعتبر من أشد الأعاصير التي حدثت خلال الفترة الماضية، حيث إنه وقع عدد كبير من الضحايا، بجانب اقتلاع الأشجار من مكانها وانقطاع الكهرباء لفترة طويلة وساد الظلام فى المكسيك بنسبة 75%.
إعصار فيونا وجوليا
دفع إعصار فيونا ، الذي وصل إلى بورتوريكو في 18 سبتمبر ، الحكومة إلى إعلان حالة كارثة كبرى ، حيث تسبب في فيضانات وترك 1.4 مليون شخص بدون كهرباء.
من ناحية أخرى ، في الآونة الأخيرة ، تم تصنيف العاصفة الاستوائية جوليا كإعصار من الفئة 1 ، حيث أوصت حكومة كولومبيا بأن يحتمي سكان جزيرتي سان أندريس وبروفيدنسيا وأن يلتفتوا إلى مؤشرات الكيانات المحلية ووكالات الطوارئ.
وادى جوليا الى وفاة حوالى 35 شخص فى فنزويلا وفقدان 52 آخرين ، كما ادى الى عدد من الوفيات الاخرى فى دول السلفادور وجواتيمالا ، بالاضافة الى دمار عدد من الاشجار.
الأعاصير وضحاياها
مؤخرا شهدت عدة مناطق أعاصير مدمرة ففى فنزويلا ، اعلنت السلطات الحداد الوطنى ثلاثة أيام ، وارتفع عدد ضحايا الفيضانات التى اجتاحت الى 35 شخصا، كما لا يزال 52 فى عداد المفقودين ، بعد هطول امطار غزيرة فى بلدة لاس تيجرياس فى فنزويلا، حسبما أكد ريميجيو سيبالو، نائب رئيس أمن المواطنين، وأشارت قناة تيلى سور الفنزويلى، إلى أن الأمطار الغزيرة أدت إلى تدفق 5 مجارى وأنهار صغيرة فى منطقة لاس تيخيراس فى ولاية اراجوا، ما أدى إلى فيضانات عارمة وانهيارات أرضية، وغمرت الشوارع بالمياه.
وأوضحت القناة على موقعها الإلكترونى، أن سكان المنطقة فى فنزويلا، يعانون من عدم وجود كهرباء أو اتصالات، ونشر رئيس فنزويلا، نيكولاس مادورو، صورًا للكارثة على تويتر وأعلن كارثة طبيعية ، بالإضافة إلى الإعلان عن حداد وطني لمدة ثلاثة أيام .
وقال مادورو "نظرًا للوضع الخطير الناتج عن الانهيار الأرضي الواسع النطاق الناجم عن الأمطار ، فقد أصدرت مرسومًا في المجتمعات التي تشكل لا تيخيراس ، وهي منطقة كوارث طبيعية وكارثة ، و 3 أيام من الحداد الوطني"، واضفا الوضع بالصعب والمؤلم.
وقال خوسيه سانتياجو ، أحد الناجين إنه أمضى 40 دقيقة وهو يحاول النجاة ، متشبثًا بالحياة ، بينما كان يشاهد المياه تجتاح العديد من المنازل ، بما في ذلك منزله.
من جهتها ، أكدت نائبة الرئيس التنفيذي ، ديلسي رودريجيز ، أن الحكومة ستقيم ملاجئ في ولاية أراجوا لنقل جميع من فقدوا منازلهم، مشيرة إلى أن "الانهيار الأرضي الكبير" تسبب في "خسائر بشرية" وأضرار مادية جسيمة.
وأضافت رودريجيز أيضًا أن العديد من التجار فقدوا أعمالهم ، تمامًا كما رأى الفلاحون أن محاصيلهم تتأثر ، وقد أفاد بأن الحكومة ستقدم المساعدة من خلال البنوك العامة.
وتسببت الأمطار الغزيرة في الأسبوعين الماضيين في مقتل أكثر من 40 شخصًا في مناطق مختلفة من فنزويلا ، وفقًا للوكالات الوطنية.