فى مناورة جديدة تستهدف العودة التدريجية إلى الشارع المصرى مرة أخرى، عقد ما يسمى بـ" تيار التغيير بجمـــاعة الإخوان المسلمين" اجتماعاً أمس السبت فى تركيا، انتهى إلى إصداره وثيقة "الإصدار السياسى" التى حاول من خلالها ارتداء ثوب المدنية فى محاولة لكسب تعاطف الشباب خلال الفترة المقبلة.
ويعد "تيار التغيير" الذى أطلق عليه "تيار الكماليين" نسبة إلى محمد كمال، الذى نظم عمليات إرهابية واسعة فى مصر فى أعقاب عام 2014، أحدث الانشقاقات داخل جماعة الإخوان الإرهابية، ويتزعمه محمود الجمال، أحد القيادات القطبية المتشددة داخل التنظيم الإرهابى، وإحدى الخلايا فى تنظيم محمد كمال المسلح، ويسعى هذا التيار إلى دخول المشهد الإخوانى عبر تفعيل الخط الثالث، المعروف بتيار التغيير، وإحياء أجندة كانت معطلة لدى جبهتى إبراهيم منير ومحمود حسين.
وأكدت مصادر أن هناك محاولات خارجية لدعم "تيار التغيير" بهدف السيطرة على الجبهتين المتصارعتين، وتشكيل مجموعات لإحياء فكر سيد قطب ومحمد قطب ومحمد كمال، وتنفيذ وصايا الأب الروحى للمجموعة النوعية محمود عزت، مشيرة إلى أن هذا التيار يضم عدد من قادة "الإخوان"، من بينهم نزيه علي، ومحمد منتصر، المتحدث الرسمى السابق باسم جماعة الإخوان.
ووفقاً لمتابعة ما يحدث داخل جماعة الإخوان الإرهابية، فإن "تيار التغيير" أو "تيار الكماليين" موجود منذ سنوات داخل الجماعة، الا أن ظهوره فى الوقت الراهن هو جزء من مناورة سياسية يقوم بها عدد من قادة الجماعة الإرهابية للعودة إلى المشهد السياسى مرة أخرى، تمهيداً إلى العودة إلى العنف وتحريض الشعب المصرى للخروج من جديد فى احتجاجات، عبر القفز على الجبهتين المناوئتين، اللتين تتخذان خطا أقل تشددا حاليا، حيث يسعى "الكماليون" إلى سحب البساط من تحت جبهة منير وحسين، سعيا إلى استمالة أنصارهم، نحو العنف.
ومنذ ثورة 30 يونيو 2013 والتى أطاح خلالها المصريين بحكم جماعة الإخوان الإرهابية، ظهرت حركات مسلحة مختلفة، تحمل أسماء متعددة لكن ما يجمعها أنها خرجت جميعاً من عباءة الإخوان، ويقودها ويمولها عناصر إخوانية، منها "لواء الثورة"، و"أجناد مصر"، و"المقاومة الشعبية"، و"العقاب الثوري"، و"كتائب حلوان".
ويحمل تيار الكماليون أفكارا راديكالية، أطلق عليها "التغيير الثوري"، أى تغيير الواقع بالقوة المسلحة، مستشهدا بحديث للبنا ونظريات سيد قطب، مؤكدين أن الوسائل التى تحقق هذه الأفكار الحقيقية للإخوان تم الاتفاق عليها فى اللحظة التى تلت فض اعتصار رابعة المسلح، ونتيجة قطع محمود حسين التمويل عن التيار وتساقط العديد من عناصره فى قبضة الأمن المصري، فشل الكماليون فى تحقيق مخططاتهم، فقرروا الابتعاد والاكتفاء بالإعلان عن أنفسهم عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وتزامنت هذا الظهور مع تأكيدات لعناصر إخوانية أن "تيار الكماليون" تلقى خلال الفترة الماضية تدريبات وتمويلات مكثفة، تعتمد على خطة تتمثل بالعودة التدريجية للتظاهرات فى الشارع المصري، بالتزامن مع حملات دعائية مكثفة لتشويه الدولة وضرب الثقة فى مؤسساتها، والعمليات التى تستهدف المؤسسات بهدف تعطيل جهود الدولة فى الاستثمار والسياحة وإحداث أزمات اقتصادية واجتماعية، خاصة أن "تيار التغيير" يؤمن بالعنف والعمل المسلح.
ومن خلال بيان أصدره "تيار التغيير" ونشره على "فيس بوك" الأسبوع الماضى، فإن "تيار التغيير بجماعة الإخوان المسلمين قد عمل خلال السنوات الأربعة الماضية على ضبط تشكيلاته وتطويرها وفقًا لمتطلبات العمل الثورى ومتطلبات المرحلة، فضلًا عن تحديث لوائحه الداخلية بما يُكسب الحركة مرونة تتناسب مع الوضع الراهن داخل مصر وخارجها".
يذكر أن الصراع بين جبهتى إسطنبول ولندن كان شهد هدوءا مؤقتاً فى الفترة الأخيرة، بعد أن زعم كل منهما وصول رسالة دعم وتأييد له من جانب مرشد الجماعة الإرهابية المسجون محمد بديع، إذ أكدت جبهة اسطنبول تلقيها رسالة دعم من المرشد لزعيمها من محمود حسين ومطالبته بوقف أى انقسام فى صفوف التنظيم وبذل كل الجهد لحل أزمة المعتقلين، وهو ما ذكرته أيضا جبهة لندن.