استقبل أهالى قرية البقلية، بمركز المنصورة، المحريين الخمسة أبناء القرية الذين تم اختطافهم فى ليبيا أثناء عودتهم لقضاء إجازة العيد مع ذويهم بمصر بالأغانى والألعاب النارية فى مشهد مهيب، حملين لافتات الترحيب بهم، وتقدم موكب استقبالهم سيارات بمكبرات صوت، تبث أغاني ومعازف فرحاً بعودتهم.
واجتمعت سيدات القرية، وأطلقن الزغاريد، وتبادلن الرقص تعبيراً منهن عن فرحتهن بعودة أبنائهن، فضلاً عن تعليق العشرات من المنازل للزينات ابتهاجاً بمقدمهم إلى مسقط رأسهم.
وواصل قرية البقلية، حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء احتفالاتها، بعودة أبنائها الخمسة المختطفين، من ليبيا من قبل عصابات داعش، وحمل أهالى القرية أبنائها الخمسة العائدين بعد إطلاق سراحهم من قبل المخابرات، وطافوا بهم شوارع القرية، وسط هتافات مؤيدة للقوات المسلحة المصرية والمخابرات والرئيس عبد الفتاح السيسى.
وسادت حالة من الفرح، وتبادل أهالى القرية التهاني، ووزعت النساء الحلوى، وتناوبت والدة أحمد والسيد الشحات الشقيقين المختطفين الزغاريد مع نساء القرية.
فيما خرجت زوجة السيد رمضان أحد العائدين من الإختطاف بليبيا، عن عادات القرية، وقامت باعتلاء سيارة بها مكبرات صوت تبث الأغانى وتناوبت الرقص احتفالاً بعودة زوجها سالماً، وسط تصفيق حاد من السيدات والرجال بالقرية.
واحتشد أهالى القرية أمام منزل السيد رمضان، مرددين الأغانى الشعبية وهتافات باسمه مثل "سيد يا سيد"، ورددوا هتافات "الشعب والجيش إيد واحدة".
فيما احتضنت ليلى زوج صالح جابر نواره زوجها فى الشارع وسط تقبيل حاد ودموع الفرح بعودته سالماً، وقبل صالح رأس زوجته وأبنائه.
فيما انتابت زوجة شوقى عبد العليم، حالة من دموع الفرح بعودة زوجها وظلت ملاصقة له طيلة مكوثه بشوارع القرية هى وأبنائه وقام باحتضانها فور وصوله إلى القرية.
وصف شوقى عبد العليم 54 سنة، مقيم بقرية البقلية، بمركز المنصورة، بمحافظة الدقهلية، أحد المصريين الخمسة المحررين من الاختطاف بليبيا، والذين تمكنت المخابرات من إطلاق سراحهم بعد اختطافهم من قبل جماعات مسلحة من ليبيا، الأيام الماضية بالصعبة، وأنها كانت من أكثر الأيام سواداً فى نظره.
وروى "عبد العليم" تفاصيل اختطافه قائلاً، "توجهنا نحو الطريق الغربى للعودة إلى مصر، وأوقفتنا جماعات داعش، وقاموا بسلب كل ما كان بحوزتنا من أموال وملابس وأجهزة، وكل شئ، وسلمونا للعصابة التى قامت بوضعنا فى مكان مهجور، ومن ثم خندق، ومن ثم منزل به عدة أفارقة كانوا فى انتظارنا".
وأضاف عبد العليم، "بدأ مسلسل تعذيبنا منذ اللحظة الأولى التى وضعنا فيها فى حجز العصابة، وقاموا بصعقنا بالكهرباء وجلدنا وضربنا وسبنا، واستخدموا أبشع الطرق فى إذلالنا وتعذيبنا، ولم يراعو حرمة شهر رمضان الكريم، وظللنا بلا طعام لمدة 4 أيام، كانوا يحضرون جركن مياه مالحة، كل يومين للشرب، كنا 9 رجال فى حجرة واحدة، وكنا نشرب من الجركن جميعاً، ونحاول الاحتفاظ بأكبر كمية من المياه ممكنة للإفطار والسحور فى رمضان، وظلوا يسبون الشعب المصرى والحكومة المصرية، وكان كل قصدهم من اختطافنا الفلوس والحصول عليها".
وتابع "عبد العليم"، " لولا المخابرات مكناش خرجنا، كان هناك مصرى من كفر الشيخ، قاموا بإطلاق رصاصة على قدمه، حتى انتفخت قدميه، وسادت فيها الغرغرينا، وتركوه ينزف حتى مات، وذلك بسبب إن شقيقه قام بإبلاغ السلطات عن العصابة بعد تسليمه الفدية المطلوبة للعصابة، وكان معنا 2 سودانيين وشخص صومالى، منذ شهر ونصف لم يشربوا مياه نظيفة، ولم يستحموا، لا يوجد فى قلوبهم رحمة، يستخدمونهم فى أبشع الأعمال لأنهم يعلمون إنهم فقراء ولن يدفعوا فدية للخروج، وسلبوا كل ما كان بحوزتنا من أموال".
وقال "عبد العليم" ليبيا أصبحت دمار، ولم تعد دولة أنا سافرت قبل الثورة وبعد الثورة الليبية، الليبيون جميعاً يترحمون على معمر القذافى، لم تعد دولة، لايوجد أى أموال فى البنوك، كل شئ ارتفع ثمنه 6 أضعاف، ولا يوجد فيه أمان، الاختطاف على أشده، ومصر فى نعمة وأمان حتى لو هناك فقر بس أحسن من ليبيا، وأشكر المخابرات التى أطعمتنا وكستنا وأنقذتنا من العصابة.
بينما قال صالح جابر نوارة، مقيم بقرية البقلية، بمركز المنصورة، بمحافظة الدقهلية، أحد المصريين الخمس المحررين من الاختطاف بليبيا، والذين تمكنت المخابرات من إطلاق سراحهم بعد إختطافهم من قبل جماعات مسلحة من ليبيا، إن الموت أثناء إختطافهم كان أقرب إليهم من أى شئ.
وأضاف "نوارة" فى حديثه لـ"انفراد "،من فضل ربنا إن زعيم الصعابة الكبير كان فى تونس، لإنه لو كان موجود كان قتلنا، وقد أخبرنا الأفارقة الذين كانوا مختطفين قبلنا، إن أخاهم الكبير قتل 27 مصرياً قبل أن نذهب نحن بدم بارد، وكنا نتعامل مع أخيه الأصغر، والذى لما علم إن المخابرات المصرية، أقرب إليه، وبدأت تحدد مكانه ارتبك، ووافق على إطلاق سراحنا.
وتابع "نواره"، "أخذونا فى أكثر من مكان، نقلونا فى شنطة سيارة نحن الـ 6، ولا تسأل كيف ولكن هذا حدث، وخزنونا فى خندق فى الصحراء، وتحت الخندق مخزن للتهريب، ووضعونا مع آخرين كانوا ينوون السفر لإيطاليا، وتفننوا فى تعذيبنا وإذلالنا، ونقلونا مرة أخرى بعدما اتصلوا بهم معسكر به المخابرات الليبية، وأخبروهم أن المخابرات المصرية تستعد للهجوم عليكم، وأنتم مدون ضدكم 18 قضية، والأفضل أن تطلقوا سراحهم فاتصلوا بزعيم العصابة فى تونس فارتبك، وقال أطلقوا سراحهم".
واستطرد "نوارة" قائلاً "أول ما دخلنا ضربونا ضرب بشع بالسياط ودبشك الأسلحة النارية فى الرؤوس، وتفننوا فى تعذيب المجموعة الخاصة بنا بكل الأسلحة وكل الطرق، حتى حضرت المخابرات، وأخذتنا حتى وصلنا للقرية هنا، وشاهدت المصرى الذي قتلوه بالرصاص وهو من مدينة كفر الشيخ، وهم على اتصال بداعش، وظللنا بلا أكل ولا شراب، نسمع يومياً سب للشعب المصرى والحكومة المصرية.
وكشف "نواره" إن هناك فى محبس العصابة العديد من الأفارقة، ويستخدمونهم فى عمل السخرة كعبيد، وبعض الأعمال الأخرى المنافية للآداب.