نقلا عن العدد اليومى...
قالت الدكتورة مرفت التلاوى، مديرة منظمة المرأة العربية، والرئيس السابق للمجلس القومى للمرأة، المنظمة تعمل من أجل تعزيز التعاون بين النساء بالوطن العربى، ونقل التجارب الناجحة بين النساء فى الدول العربية، والعمل على تقدم المرأة العربية من مختلف النواحى العملية، وأخذ التجارب الناجحة لتعميمها على الدول العربية الأخرى، مشيرة إلى أن المنظمة أخذت بتجربة مدونة الأسرة فى المغرب كمثال ناجح لقانون الأحوال الشخصية، وتجربة الأردن فى إشراك المرأة فى قوات حفظ السلام، بتعيينهم سيدة لرئاسة قوات حفظ السلام بكوسوفو، فضلا عن أن وجود 31% من أعضاء البرلمان بالجزائر من السيدات، نموذج على الدول العربية أن تحتذى به، إلى جانب العديد من القضايا المهمة المتعلقة بالمرأة التى تطرقت إليها فى حوارها لـ«انفراد».
ونسألها فى البداية عن أهم القضايا التى تركز عليها المنظمة؟
من أهم القضايا التى تركز عليها المنظمة فى الوقت الحالى هى وضع المرأة فى حالات النزاع المسلح فى ظل ما تمر به المنطقة العربية من أحداث غير مسبوقة أدت لنزوح ولجوء كثير من المدنيين، حيث تمثل النساء 80% من سكان المخيمات، والمنظمة زارت 4 دول بها لاجئون سوريون، هى «لبنان، والأردن، والعراق، ومصر» للتعرف على أوضاع اللاجئات، واكتشفنا أن أبناء اللاجئات لم يلتحقوا بالتعليم منذ 5 سنوات.
ما الذى يمكن للمنظمة تقديمه للاجئات بالوطن العربى؟
اللاجئون فى حاجة لتوفير كل الخدمات، ونسعى للفت نظر الرأى العام الإقليمى والدولى للجانب الإنسانى لأوضاعهم، خاصة فى ظل التحركات الدولية التى كانت تتجه لضرب داعش دون مراعاة الجانب الإنسانى للمدنيين، فالمجتمع الدولى منذ 5 سنوات من حرب سوريا لم يلتفت للجانب الإنسانى لأوضاع اللاجيئن إلا بعدما اتجه اللاجئون لأوروبا.
ماذا عن أعداد اللاجئين بالوطن العربى وأوروبا؟
لا يتعدى عدد اللاجيئن فى أوروبا مليون لاجئ، بينما لبنان بها مليون ونصف، والأردن مليون ونصف، والعراق أكثر من مليون، ومصر بها أرقام كبيرة، وبالرغم من ذلك لم يهتم أحد بالقضية إلا عندما وصلت بشاير اللاجئين وصلت إلى أوروبا.
وتسعى المنظمة لمطالبة الأمم المتحدة تنفيذ قرارات مجلس الأمن الخاصة بحماية المرأة والطفل فى أوقات الحروب، بالإضافة إلى جمع أموال للاجئين لإجراء مشروعات صغيرة للاجئات بالمعسكرات والمخيمات، وإمداد السيدات العرب بتدريبات حفظ السلام بمعهد فض النزاعات التابع للخارجية المصرية.
ماذا عن دور الحكام العرب تجاه قضايا اللاجئين؟
الكويت كانت الدولة الوحيدة التى نظمت 4 مؤتمرات دولية لبحث قضايا اللاجئين السوريين، ودول الخليج تبرعت بأموال، ولكن يبقى العبء الأكبر على الدول المضيفة للاجئين، و27 دولة بالاتحاد الأوروبى مستحملوش 200 ألف لاجئ، وتركيا تعاملت مع قضايا اللاجئين كسبوبة، وطالبات أوروبا الغربية بـ6 مليارات يورو سنويا لاستضافة اللاجئين.
ومن وجهة نظرى على الدول العربية مطالبة مجلس الأمن بتوفير الحماية الكافية وتوفير مناطق حماية وآمنة للاجئين، خاصة أن هناك 4.5 مليون مهاجر سورى خارج بلادهم، و7 ملايين ونصف نازح داخل سوريا، ولابد من حل سياسى للأزمة السورية والتضامن الدولى مع قضايا المرأة السورية.
ماذا عن دور المنظمة فى التمكين الاقتصادى والسياسى للمرأة؟
المنظمة مهتمة بالتمكين الاقتصادى للمرأة، وتنسق للقاءات بين سيدات عربيات ناجحات فى إدارة الأعمال، لعرض تجاربهن للأخريات، بالإضافة لتدريب وبرامج تدريبية للمرأة فى الدعم السياسى حول إدارة الحملات الانتخابية ومخاطبة الجماهير العريضة، وبرنامج للشباب لإخراج أجيال جديدة متفهمة لمعنى المساواة وعدم التمييز والعنصرية
من وجهة نظرك ما أكبر المشاكل التى تواجهها المجتمعات العربية فى الوقت الحالى؟
الثقافة المجتمعية والعادات والتقاليد البالية فى الثقافة المجتمعية مازالت سائدة، وعلى المجتمع قبول السيدة ويعرف أنها مواطنة ولها وعليها، ولا يجب أن تكون عرضة للإهانة أو الضرب أو العنف، ولكن الثقافة المجتمعية كثيرا ما تنحاز ضد المرأة، على الرغم من أن هناك سيدات كثيرات أنجح من الرجال.
كيف تلقيتِ ما حدث لـ«سيدة المنيا»؟
حسيت إننا ماشيين ناحية أفغانستان، وإن الثقافات متردية ضد المرأة، وأننا نتعامل مع المرأة كوسيلة للانتقام من الأسرة، ونتراجع فكريا وأخلاقيا ونقلد تقاليد أعمى من المجتمعات البدائية والهمجية.
فلا قانون ولا شرع ولا دين يقبل بما حدث لسيدة المنيا، وما تعرضت له فوضى وهمجية وسوء أخلاق تتطلب الحزم وتطبيق القانون وعقاب سريع على مرتكبيه، فالواقعة عكست انحطاط الأخلاق، ولابد من وقفة شديدة، فالبلد لا تزدهر إلا بالأخلاق.
كيف ترين فترة حكم الإخوان والأصوات التى تنادى بالصلح مع تلك الجماعة؟
مفيش صلح مع الإخوان المسلمين حتى الممات، لإن عمرهم ما هيرجعوا فى عقيدتهم، كما أضروا بالبلد وقتلوا الشباب وحرقوا المصانع، فهم أكثر عداء للبلاد من الارهابيين
هل الثقافة الذكورية مازالت سائدة فى المجتمع رغم ما حققته المرأة المصرية من نجاحات؟
مازلت الثقافة الذكورية سائدة، كما أننا نرجع للوراء، رغم كل العظمة اللى عاملها الرئيس، وكل ما نحتاجه وقفة للأخلاق والتعليم.
كيف ترين ما يحدث فى التعليم وبالأخص الثانوية العامة وحالات الغش وتسريب الامتحانات؟
إزاى تبقى غشاش فى بداية حياتك، وهطمن عليك تعملى عملية فى قلبى ولا تبنى بيتا، لابد من معاقبة المسؤولين عن تسريب الامتحانات بأقصى عقوبة، لأنه بأفعاله يتحدى الدولة وأمنها ومستقبل أولادنا.
ماذا عن دور المنظمة فى انتخابات المحليات، وهل هناك كفاءات من السيدات المؤهلات للدخول فى المجالس المحلية؟
المحليات هى أساس السياسة وأكثر أهمية من البرلمان، ونمتلك من السيدات الكوادر الشابة والناجحة المؤهلة للمجالس المحلية، والستات فى مصر هيا اللى شايلة الشيلة فى ظل تراجع من الرجال، والستات قايمين بمهام كثيرة فى البيت والشارع والمصنع وبشهادة رجال الأعمال، وتخصيص 13500 مقعد للمرأة بالمحليات مسؤولية كبيرة على المرأة وربنا يعين المجلس القومى للمرأة فى انتخابات المحليات.
كيف ترين الهجوم على الجمعيات الأهلية فى الفترة الأخيرة واتهام بعضها بتلقى تمويلات من الخارج؟
قضية الجمعيات الأهلية ليست بالجديدة وتفاقمت خلال السنوات الأخيرة، فى ظل وجود أيادى خارجية تتلاعب داخل المجتمع، وما يحدث فى مصر من قضية ريجينى وسقوط الطائرة ليس مصادفة، خاصة أن مصر هى الوتد للمنطقة العربية وهناك تربص لها، ولذلك هناك جمعيات تخدم المجتمع وتساعد الدولة، وهناك قلة لا تتعدوا الـ20 جمعية بيكتبوا تقارير يتسغلها الأجانب ضد مصر، ولأن الجمعيات دائما شريكة فى التنمية، فلابد أن تعلن عن مصادر تمويلها.
فأذكر عندما كنت وزيرة شؤون اجتماعية، ومبارك طلب منى أروح أشوف جمعيات تسمى نفسها «بيت أموال المؤمنين» فى التسعينيات، ولقيتهم ناس بتلم فلوس من القرى والريف وتشترى بيها أسلحة وبتدرب الناس فى المعسكرات، ومبترفعش علم مصر فى المدارس التابعة لها.
ماذا عن قضايا المرأة المصرية فى الريف والعشوائيات والقرى والنجوع؟
المرأة ثروة بشرية، ولكنها مهملة وتواجه العديد من المشاكل خاصة فى الريف والعشوائيات، والكثير من السيدات البسطاء لا يعرفن طريق البنك، وليس لديهن بطاقة شخصية، وهو ما دفعنى فى سنة 2000 بإطلاق برنامج لإطلاق بطاقات الرقم القومى للسيدات فى الريف والنجوع، والست فى المناطق الشعبية ست جدعة وقوية وتتحمل وتعول وعلينا أن نرفع لها القبعة.
وماذا عن قضية الزيادة السكانية وتحديد النسل؟
تحديد النسل قضية مهمة، والأزمة الاقتصادية لا تتحمل نسبة الزيادة السكانية مهما عمل الرئيس، فهناك 2.5 مليون ساكن جديد كل سنة، وهو عبء كبير على الدولة، ومش هنقدر نحسن الوضع لو جاب الرئيس أينشتاين يعمل الاقتصاد، ولازم نحدد النسل وكفاية عيلين تعلمهم كويس أفضل من 7 جاهيلن
ماذا عن قضية العشوائيات وانتشار العشوائيات فى العديد من المحافظات؟
لابد من الانتهاء من العشوائيات زى الرئيس ما قال، ولا نسمح بعشوائيات جديدة فالعشوائيات شوهت مصر.
كيف ترين قضية ختان الإناث التى يقع ضحيتها الكثير من الفتيات وكان آخرها «فتاة السويس»؟
قضية ختان الإناث فى تزايد من أول ما «سى» مرسى مسك البلد، والفتاوى اللى طلعت فى وقته وربطوها بالدين وتركيا وإندونيسيا، وقضية ختان الإناث عادة متركزة فى مصر والسودان وبعض الدول الأفريقية، والإخوان أرادوا ببرلمانهم الذى لم يتعدى الـ5 شهور إلغاء العقوبة على الطبيب الذى يخرى عمليه ختان الإناث، وتصدى لهم المجلس القومى للمرأة، وأعتقد أنه لمواجهة قضية ختان الإناث لابد من زيادة حملات التوعية للأمهات والأباء، وتغيير الثقافة المجتمعية، والخروج من الكبوة التى وضعنا فيها الإخوان.
ماذا عن قانون الأحوال الشخصية ومشاكل المرأة فى محاكم الأسرة؟
قانون الأحوال الشخصية محتاج يتغير، خاصة أنه صادر من عام 1929، إلى جانب الاهتمام بالجوانب الاجتماعية ومواجهة الجهل والأمية وانحطاط الأخلاق، والمناداة بثورة ثقافية أخلاقية.