الرمال السوداء.. الحلم المؤجل منذ عقود يظهر للنور.. 6 معادن رئيسية تخرج من أرض مصر ومياهها لتساهم فى الاقتصاد القومى وتوفير العملة الصعبة.. وتدخل فى 49 صناعة استراتيجية أهمها السيراميك والبويات وأجسام

أساتذة هيئة المواد النووية يفرحون بحلمهم المؤجل منذ 30 عاما رئيس الهيئة: ناس توفت وناس خرجت على المعاش على مدار عقود حتى تحقق الحلم فى عهد الرئيس السيسى كان حلما منذ عدة عقود، وحينما كنت فى الكلية اخترت القسم الخاص الذى سيلحقنى بذلك المشروع، وانتهيت من الكلية، ومررت بمراحل العمل المختلفة، ولم يكن ذلك الحلم قد تحقق بعد، ورغم كل الوعود حينها بأنه مشروع سيحقق لمصر ملايين الدولارات، وسيصنع قيمة مضافة فى المنتج المصرى، إلا أن الإرادة وقتها لم تكن تتوفر لتنفيذ ذلك المشروع الوطنى الضخم، بتلك الرواية المتوافقة تقريبا بين أعضاء هيئة المواد النووية، كان حديثهم معنا حول شركة الرمال السوداء، والتى تعد منجزا مصريا جديدا فى غاية الأهمية، والتى تفتح المجال أمام توفير الاستيراد بكميات مليونية من تلك المعادن الجديدة على السوق المصرى، ويفتح الطريق أمام ساحة كبيرة للتصدير يمكنها جلب العملة الصعبة فى الوقت الصعب. والرمال السوداء مصطلحا عالميا، له ارتباطات بسوق واسع المجالات فى العديد من الصناعات الضخمة ذات الاهمية الاستراتيجية، والرمال السوداء نفسها تكونت عبر مئات السنين من الترسبات والتآكلات الصخرية، وكون هذا التفاعل عدد من المعادن ذات الاهمية الواسعة، ونظرا للقيمة الاقتصادية المرتفعة، وحرص الدولة على ثرواتها المعدنية، فقد قامت هيئة المواد النووية بإجراء دراسة استكشافية شاملة لمناطق تواجد الرمال السوداء على شواطئ البحرين الأحمر والمتوسط، وحيث يستخرج من الرمال السوداء 6 معادن رئيسية تخدم فى أكثر من 49 صناعة استراتييجية. فيما تم التعاون مع شركة استرالية عالمية لاعداد دراسات الجدوى، والتى أثبتت تواجد الرمال السوداء فى منطقة البرلس، بينت أيضا تلك الدراسات التى تقع فى مجلدات أن المشروع ذو جدوى اقتصادية عالية جاذبة للاستثمار، وحيث اعتمدت فكرة الإنشاء على استخلاص المعادن الاقتصادية من الرمال السوداء سواء من سطح الأرض أو من المياه وفصلها، وتسويق منتجاتها محليا وعالميا، كما تم تعظيم القيمة المضافة لخامات المعادن المستخلصة من الرمال السوداء، وتحويلها إلى منتجات جاهزة للعمليات الصناعية المختلفة بدلا من تسويقها كمادة خام. تأسست الشركة المصرية للرمال السوداء كاحدى شركات جهاز مشروعات الخدمة الوطنية عام 2016 برأس مال مصدر قدره نصف مليار جنيه، تم زيادته ليصبح 4 مليارات جنيه موزعة بين جهاز مشروعات الخدمة الوطنية وهيئة المواد النووية ومحافظة كفر الشيخ والشركة المصرية للثروة التعدينية وبنك الاستثمار القومى، كما تم تأسيس الشركة المصرية الصينية للرمال السوداء، بهدف سرعة تغطية معظم مناطق الرمال السوداء على أرض مصر، وخاصة منطقة غليون بما يسمح بالحصول على عائد اقتصادى وعدم تعطيل خطة التنمية بالدولة، والحصول على تكنولوجيا منافسة للتكنولوجيا الاسترالية. وتتمثل أهم المعادن المستخلصة من الرمال السوداء فى 6 معادن رئيسية وهى الألمانيت والزيركون والجارنت والروتيل والمونازيت والمجانتايت، وكلها معادن ذات أهمية استراتيجية حول العالم، وحيث يستخدم معدن الالمنيت فى إنتاج التيتنايوم الأسفنجى وأجسام الطائرات والصواريخ والغواصات، ويدخل فى صناعات البويات والورق والجلود، فيما يستخدم معدن الزيركون فى السيراميك والادوات الصحية والزجاج وتبطين المفاعلات النووية، وصناعة الحراريات، فيما يستخدم معدن الجارنت فى احجار التجليخ واوراق الصنفرة وفلاتر المياه. كما يستخدم معدن الماجنيت فى صناعة الحديد الأسفنجى، وتغليف انابيب البترول والخرسانات الثقيلة، فيما يستخدم الروتايل فى صناعة فلز التيتانيوم والأصباغ والبويات واسياخ اللحام، بينما يستخدم معدن المونازيت كمصدر مشع لليورانيوم والتوريوم، وكذلك الصناعات عالية التقنية. ويعتبر موقع الشركة فى منطقة البرلس من المناطق الواعدة فى عملية الاستثمار الخاص بالرمال السوداء، وحيث تم الانتهاء من تنفيذ الأعمال الإنشائية والبنية التحتية وتركيب المصانع. يقول اللواء مجدى الطويل، رئيس الشركة المصرية للرمال السوداء، أن صناعة الرمال السوداء تعتبر صناعة جديدة فى السوق المصرى، وكانت حلم على مدار عقود، حتى تم توفير التكنولوجيا للقيام بتلك الصناعة، وبدأ الاعتماد على تلك الرمال السوداء تترسب عند مصبات الانهار وحيث تتكون مع الوقت معادن رملية وصخرية على الشواطئ. وأضاف اللواء مجدى الطويل، أنه المشروع اعتمد على التعاون مع شركة استرالية كبيرة فى المجال وهى شركة ميترال ميتولجى، وحيث اثبتت الدراسات الاقتصادية أن المشروع ذات عائد مالى جاذب للاستثمار، وقامت الشركة على استخلاص الرمال السوداء من سطح الأرض ومن المياه وحيث يتم تعظيم القيمة المضافة بدلا من تصدير الخام، وحيث يتم استخراج 6 معادن رئيسية من الرمال. وعن تنفيذ المصنع، يذكر اللواء مجدى الطويل، أنه تم تنفيذ المصنع بطريقة فريدة فى مصر، حيث يستلزم تنفيذ المشروع فى البحيرة المائية بأبعاد خاصة، وكان هناك مأزق فى تنفيذ ذلك نظرا لعوامل الامان وغيرها، فكان التفكير فى تجميع المصنع فى حوض جاف، أى حوض بدون مياه، وفى نفس الوقت تم ملئ البحيرة، وحينما تم الانتهاء من إنشاء المصنع، تم فتح الحاجز بين البحيرة والحوض الجاف، وتم تعويم المصنع، وهو الأمر الذى اشادت به الشركة الأسترالية، وأوصت بتنفيذه فى مشاريعها المستقبلية، مشيرا إلى أن نجاح عملية التكويد عالميا، ساعدت فى جذب أسواق عالمية لمتابعة المشروع. ويكشف رئيس الشركة المصرية للرمال السوداء، أن المصنع احتاج لكراكة بمواصفات خاصة، فتم التوجيه بشراء الكراكة تحيا مصر والتى تم تصنيعها فى هولندا، وهى أول كراكة فى العالم صديقة للبيئة تعمل بالكهرباء بدلا من الديزل بطاقة إنتاجية 2500 م فى الساعة. فيما يقول المهندس رضا حماد، مدير المشروع: "حينما التحقت بكلية الهندسة، كان الطلاب يتجهون للأقسام الجاذبة، واتجهت أنا وزملائى لقسم الفلزات، وذلك لان وقتها كان يردد أن مصر ستتجه لمشروعين رئيسيين وهما مجال اختصاص القسم، أحدهما مشروع الرمال السوداء، ورغم أن وقتها لم يخرج المشروع للنور، فقد ظل يتنقل فى حلمه، حتى تحقق ذلك فى 2017، حينما قررت الدولة المصرية إنشاء الشركة الوطنية للرمال السوداء، حتى يتحقق حلمه وحلم زملاءه الذى خرج للنور بعد عدة عقود". فى سياق متصل قال الدكتور حامد ميرة، رئيس هيئة المواد النووية، أن المشروع يعتبر نموذج حى لتطبيق البحث العلمى التطبيقى ويجسد العلاقة بين هيئة المواد النووية والشركة الخاصة بالرمال السوداء، حيث تم استكشافه عبر الطائرات لمادة المعادن السوداء على ساحل مصر، وتم وضع دراسة جدوى بالتعاون مع كبرى مراكز البحث فى العالم، واتخاذ قرار إنشاء الشركة بدعم من قيادة سياسية واعية، وهو تحقيق لحلم طال تطبيقه. وأضاف الدكتور ميرة أن هذا الحلم حقق لمصر ملايين الأموال المهدرة سابقا، كما أن المشروع له بعد بيئى فى غاية الأهمية، حيث يحقق تقليل تعرض الساحل للمعادن الاشعاعية، وكما يقلل الانبعاثات، مما يضع المشروع فى مصاف المشروعات القومية الكبرى فى الاقتصاد الأخضر، كما يمثل المشروع بعدا اجتماعيا كبيرا فى المنطقة التى اقيم بها المشروع. من جانبه قال الدكتور هشام النحاس، من هيئة المواد النووية، إن المشروع الحالى كان حلم لهيئة المواد النووية عبر أجيال، وخروجه للنور كان على أساس علمى بحت، وحيث تم الاعتماد على دراسات متعددة متعاقبة، ومن ضمن الأماكن التى كانت واعدة للغاية منطقة البرلس، وحيث وضعت الهيئة دراسة جدوى من عام 2003، والتى حصلت من خلالها على اعتمادات دولية.


















الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;