مكامير الفحم ذات الطريقة التقليدية واحده من أخطر مصادر تلوث الهواء ، بسبب انبعاث الغازات الضارة ، التي تسبب اخطارا علي البيئة بشكل عام ، و علي المواطن المقيم في المنطقة بشكل خاص.
وهنا قرية التلين التابعة لمركز منيا القمح بالشرقية، بالتحديد علي حدود القرية ، نفذت أول مكمورة للفحم صديقة للبيئة بدون عودام أو أدخنة ضارة ، كبديل للطريقة التقليدية الضارة.
وانتقل انفراد إلي أول مكمورة صديقة البيئة بالشرقية، والتقي بـ سليم رأفت صاحب الفكرة، وأوضح أنها عبارة عن منظومة متكاملة تعمل على إنتاج فحم نباتي بجودة عالية وتقوم بمعالجة الغازات الناتجة عن التفحيم وتحويلها إلى غازات تخليقية تستخدم كوقود.
وأكد إنه بدأ حياته العملية كتاجر ومصدر للفحم المصري ، والذي يجد منافسة من بعض الدول المنتجة للفحم صديقة للبيئة وبسبب اننا نقوم بتصنيعه بالطريقة التقليدية التي تعتمد علي اشعال النيران في الأخشاب و تركها حتي تخمد تماما و يخرج منها الفحم و الذي يكون نسيته اقل بكتير من حجم الخشب الذي تم اضرام النيران ، كما انه يكون متفقد المميزات الجودة، بالإضافة إلي مساهمة تلك الطريقة في تلوث البيئة وتعرض العاملين فيه لمخاطر شديدة ، بسبب انبعاثات الادخنة التي تستمر لمدة 40 يوم متواصلة في الجو ، هو ما يؤثر علي صحة المواطنين في محيط المكمور بسبب استنشاق الغارات الضارة واصاباتهم بالامراض وايضا ضرر للبيئة بسبب مساهمة تلك الطريقة في تلوث الهواء .
ويقول: "استقريت في مصر منذ أكثر من 10 سنوات، وبدأت في تأسيس مكمورة للفحم، كنت رافضا تنفيذ النموذج البدائي الذي مازال موجودا، لما يسببه من ضرر للبيئة ، وبدأت في البحث عن النماذج المنفذة بعدد من الدول، والتعرف علي كل نموذج من حيث مميزاته وعيوبه التي أبرزها أن الضغط بالفرن عالي جدا، كواحد من ابناء المهنة ومتعمق فيها فكرت في تصميم نموذج متطور يتفادي كل العيوب التي رصدتها بالنماذج السابقة والاستفادة من الغازات الناتجة وتحويلها كوقود من خلال وحدة معالجة ملحقة بكل فرن .
وأشار إلى أن الطريقة البدائية تقوم علي وضع الأخشاب والتي يتم تشوينها لشهور طويلة لامتصاص الرطوبة منها ثم إشعال النار فيها التي تستمر الحريق مشتعلا لمدة 40 يوما، والذي يخلف الطن الواحد منه 140 متر مكعب غازات سامة مثل الكربون والنتروجين وغيرها في الجو، أما الفرن المطور دورة العمل 8 ساعات يوميا بدرجة حرارة متوسطة بدون اي انبعاثات ضارة وتقوم بتفحيم كل انواع الخشب حتي الاخضر منه وتنتج 3 أضعاف الطريقة التقليدية .
وتابع أن الأمر لم يكن بهذا السهولة بل استغرق سنوات من البحث وإعداد التجارب وفشل الكثير منها، إلي أن وصلت الفرن المستخدم حاليا والذي يتميز بإنتاج كميات كبيرة وبمواصفات عالية الجودة منافسة في السوق الدولي، حيث نسبة الكوبون في الفحم المنتج من الأفران صديقة للبيئة يكون عالي يصل إلي 85% وهي النسبة المطلوبة في السوق الدولي، لانه يجعل مدة اشتعال الفحم طويلة كما أن انبعاثات الأدخنة منه أقل، بخلاف المصنع من مكمورة البدائية التي تقوم علي الحرق المباشر يكون الكربون نسبة 60% أو أقل يسبب أدخنة كثيفة وعمر أقل .
وعن دورة العمل داخل الفرن، أوضح أنه عقب إعداد الاخشاب ووضعها بالفرن والتي تستوعب الواحدة كميات بالأطنان، يتم إشعال النار بواسطة الغاز الطبيعي لمدة ساعة أو ساعتين فقط، إلي أن يخرج الخشب الغاز الذي يخرج منه إلي الخزان ثم وحدة معالجة ليدخل الفرن مرة ثانية غاز طبيعي للاشتعال والذي يغذي الفرن طول دورة العمل التي تستغرق من 8 إلي 10 ساعات .
وأوضح أن مشروعه وجد استحسان من وزارة البيئة، منذ أن نفذه في 2015، حيث نظمت العديد من الزيارات الميدانية للمكمورة وكذلك طلب منا تنفيذ النموذج لعدد من مكامير في مختلف المحافظات، لتقنين أوضاعها وتكون صديقة للبيئة، حيث وصل العدد المنفذ إلي الآن أكثر من 120 نموذجا، قائلا: إنه يمد يد العون لأي مكمورة راغبة في التطوير، وتنفيذ النموذج و الاستفادة من التسهيلات التي توفرها وزارة البيئة للمنتجين الفحم لتطوير مكامير الخاصة بهم، وإنتاج منتج جيد و بمواصفات عالمية .
وفاز مشروع المكمورة الصديقة للبيئة، الخاص بالمحاسب سليم رأفت، ضمن أفضل المشروعات المتقدمة من محافظة الشرقية في المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية التي أقيمت تزامناً مع استعدادات مصر لاستضافة مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ COP 27 لتحقيق التنمية المستدامة تنفيذاً لرؤية مصر 2030.