عادة ما تمثل الأسابيع القليلة التي تسبق انتخابات التجديد النصفى في الولايات المتحدة فترة نشاط قوى للرئيس الأمريكي لحشد الدعم لمرشحى حزبه الذى غالبا ما يواجه تهديدات قوية في السيطرة على مجلسى الكونجرس. ورغم كل المخاطر التي يواجهها الديمقراطيون في انتخابات نوفمبر المقبل، واحتمال فقدانهم أغلبيتهم في أحد أو كلا المجلسين، إلا أن بايدن بعيد بشكل كبير عن المشاركة في الفعاليات الانتخابية الشعبية، ويقتصر وجوده على أحداث رسمية يتحدث فيها عن الإنجازات التي حققها في العامين الماضيين.
وسلطت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الضوء على غياب بايدن عن المشاركة في الحملات الانتخابية للمرشحين الديمقراطيين في الانتخابات النصفية المقرر إجراؤها بعد أقل من ثلاثة أسابيع.
وقالت الصحيفة إن بايدن لم يعقد أي فعالية انتخابية منذ الرابع من سبتمبر الماضىى، حتى على الرغم من أن مستقبل أجندته ومسيرته السياسية الخاصة على المحك في تلك الانتخابات. ورأت الصحيفة أن عدم ظهوره بشكل بارز يعكس مدى تراجع معدلات شعبيته المنخفضة، ويقول مسئولو البيت الأبيض إن الرئيس حرص على إلقاء خطاب عن إنجازات الحزب بدلا من المشاركة في الفعاليات التي ترعاها الحملات السياسية.
ومع إجراء الانتخابات في الثامن من نوفمبر المقبل، وما تشير إليه استطلاعات الرأى من ضعف الحماس الديمقراطى، فإن استراتيجية بايدن واضحة، وهى أنه سيساعد الديمقراطيين في جمع الأموال ويواصل جولاته حول البلاد للحديث عن البنية التحتية وأسعار الدواء التي تم التفاوض عليها وتخفيف ديون الطلاب والاستثمار في تصنيع رقائق الكمبيوتر.
إلا أن قراره بعدم المشاركة، على الأقل حتى الآن، في الفعاليات الانتخابية يسلط الضوء على عدم استطاعته فعل شيء لمساعده حزبه الديمقراطى، حتى بالرغم من وجوده في المكتب البيضاوى.
ورأت الصحيفة أن جهود بايدن قليلة في ظل مواجهته ما يمكن أن يكون واحدا من أكبر التوبيخات لمسيرته السياسية، حيث يستعد الجمهوريون لاستعادة السيطرة على أحد مجلسى الكونجرس أو كليهما، وهى نتيجة من شأنها أن تعيد تشكيل السياسة في واشنطن، وتنهى على الأرجح أي أمل للديمقراطيين في إحراز تقدم في حقوق الإجهاض والحد من الأسلحة وإصلاح الشرطة وحقوق التصويت العدالة الضريبية.
لكن بايدن في نفس الوقت لا يمكث في واشنطن، ففي الأسبوع الماضى توجه إلى كولورادو وكاليفورنيا وأوريجون. ويتوجه الخميس إلى فيلادليفيا لدعم المرشح الديمقراطى على مقعد مجلس الشيوخ جون فيترمان، لكن لن يكون هناك حشدا مزدحما من الناخبين، ولا شعارات انتخابية، ولا دعوات رئاسية تحث الناخبين على التصويت تسجلها كاميرات التلفزيون. بل إن بايدن وفيترمان، نائب حاكم الولاية حاليا، سيجتمعان في حفل استقبال مغلق أمام عدد معين من الضيوف المدعوين، وسيسجل كلمة الرئيس عدد قليل من الصحفيين الذين سيتم إخراجهم من الحفل قبل استكماله. كما سيلقى بايدن أيضا خطابا رسميا عنم البنية التحتية في بيتسبيرج يوم الخميس، قبل ساعات من حفل الاستقبال الخاص.
وتقول نيويورك تايمز إن خطط بايدن للمرحلة النهائية من الاستعداد للانتخابات النصفية تتناقض تماما مع ما فعله أسلافه من كلا الحزبين. فبالنسبة للرئيس السابق جو بايدن، فقد عقد 26 فعالية في أكتوبر 2018 منها تسع في الأيام الأربعة الأخيرة قبل إجراء الانتخابات النصفية في هذا العام. كما عقد أوباما 16 فعالية في أكتوبر 2010، حتى على الرغم من أن معدلات تأييده كان نفس شعبية بايدن في الوقت الراهن، عند 44%.
في المقابل، يشارك عدد من الديمقراطيين البارزين في الفعاليات الأخيرة من الموسم الانتخابى. فقد أعلن مكتب الرئيس الأسبق باراك أوباما مشاركته في أربع تجمعات انتخابية كبرى قبل يوم الانتخاب. بينما شارك آخرون في جميع التبرعات من بينهم وزير النقل بيت بوتيجيج، والذى كان مرشحا رئاسيا من قبل، فقاد مسيرة للحث على التصويت في كنساس، والسيناتور بيرنى ساندرز، الذى عقد نحو 19 فعالية على الأقل عبر البلاد.
ويرفض مساعدو بايدن فكرة أنه لا يشارك بقوة، ويقولون إنه وضع إستراتيجية للانتخابات النصفية تناسب اسمه كسياسى يحاول أن يكون فوق الانقسامات السياسية، ويجادلون بأن الرئيس والديمقراطيين قد أنجزوا أكثر من أسلافهم في وقت قصير، وأنه من الأفضل التفاخر بتلك الإنجازات في أماكن رسمية وليس في مناطق حزبية للغاية.