وجهت مديرية أمن القاهرة ضربة قوية لمافيا بيع الأعضاء البشرية، من خلال سقوط شبكة جديدة لبيع الأعضاء البشرية فى منطقة المرج، واتخاذهم من شقة مستأجرة مسرحاً لمزاولة نشاطهم الإجرامى، عن طريق قهوجى يستقطب الزبائن خاصة من فئة الشباب مقابل مادى، مستغلاً رثاثة حالهم.
كواليس الواقعة، بدأت بورود بلاغ إلى قسم شرطة المرج من الأهالى بارتيابهم فى شقة سكنية وقهوجى يستقطب الشباب ويطالبهم ببيع أعضائهم البشرية، ودلت تحريات أجهزة الأمن بمديرية أمن القاهرة إلى صحة البلاغ.
ووجهت مديرية أمن القاهرة حملة أمنية مكبرة، شارك فيها كافة قيادات المديرية بالتنسيق مع مباحث المرج بإشراف اللواء هشام العراقى، مدير مباحث العاصمة، حيث تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط "سمسار" يبلغ من العمر 38 عاما، وبرفقته شخص آخر يساعد السمسار فى اختيار الشباب وإقناعهم بإتمام عملية بيع الأعضاء البشرية فى موعدها، وإتمام التحاليل اللازمة للعملية، كما تم ضبط 4 أشخاص داخل الشقة، ثبت بيعهم لأعضائهم البشرية إلا أنهم لم يتمكنوا من الحصول على مستحقاتهم المادية المتفق عليها.
وكشفت تحقيقات أجهزة الأمن عن مفاجآت من العيار الثقيل فى القضية، حيث جاء بالمحضر رقم 6532، أن "السمسار" الذى تم ضبطه يقنع الشباب الذين تتراوح أعمارهم من 20 إلى 25 عاما، والذى يعملون أغلبهم باعة جائلين فى بيع المناديل وغيرها فى الطرق العامة، وتحديدا بمنطقة رمسيس والعتبة، ويتم إغراء الشباب ببيع أعضائهم البشرية مقابل منحهم 15 ألف جنيه مقابل "الكلى الواحدة".
- أقوال الضحايا
ومن جانبه، أكد أحد الضحايا التى تم ضبطه داخل شقة "السمسار"، أن المتهم الأول بالقضية، ويدعى عاطف، أقنعه بأن يجرى عدة تحاليل حتى يتمكن من إتمام العملية والحصول على المبلغ المادى، فى أسرع وقت.
- المستشفى الخاص بالمعادى
وكشف خلال المحضر، أن العمليات يتم إجراؤها فى أحد المستشفيات الخاصة بالمعادى، وقبل إجرائها يشترط المتهم على الضحية تقديم تنازل عن التبرع بكليته بالشهر العقارى، حتى لا تكون هناك شبهة جنائية عليه، وبالفعل تمت العملية على ما يرام، إلا أن المتهم يتهرب من الضحايا ولا يعطيهم حقوقهم المالية.
- أثار العملية ..
وتم توقيع الكشف المبدئى على أحد الضحايا، حيث عثر على جروح لآثار عملية جراحية بالبطن، حيث قام القسم بتحرير محضر، ومن المقرر استدعاء بقية الشهود للتعرف على تفاصيل الواقعة.
- صاحب الشقة يعترف
قال أحمد إسماعيل صاحب الشقة، إنه أجر شقته منذ عام للمتهم عبد الرحمن وشقيقه، وفى أحد الأيام سمع صوت ضجيج ومشادة كلامية بين المتهم وأحد الأشخاص يطالبه فيه بـ15 ألف جنيه ويتهمه بالنصب عليه، وتابع: "علمت أنا شقتى تستخدم فى تجارة الأعضاء وتجميع المواطنين من الفقراء لإقناعهم ببيع كليتهم فأبلغت الشرطة بالواقعة".
الضحايا يعترفون بتفاصيل الواقعة..
واستمعت النيابة لأقوال مصطفى أحمد 22 سنة سائق، والذى أكد فى أقواله أنه تعرف على المتهم عبد الرحمن وشقيقه محمد عاطف بميدان رمسيس، وأقنعونه ببيع كليته مقابل 15 ألف بسبب حاجته للمال وظروفه المعيشية السيئة، واتفقوا معه على التوجه إلى شقة بالمرج، ووجد آخرين غيره وأجرى تحليل دم، ثم اصطحبوه إلى أحد المستشفيات لإجراء العملية وبعد ذلك لم يعطوه شيئا.
كما استمعت النيابة لأقوال أحمد محمد لطفى 19 سنة قهوجى، والذى قال إنه تعرف على شخص اسمه كريم وكان وسيطا بينه وبين المتهم عبد الرحمن وشقيقه عاطف وأقنعوه بالتبرع بالدم.
وأضاف أنه توجه إلى الشقة بالمرج وتم إعطاؤه "حقنة مخدرة" وعندما استقيظ وجد نفسه "متعور" واكتشف عدم وجود كليته وكان ذلك فى شهر رمضان الماضى.
وأكد إبراهيم محمد حسن 16 سنة، عامل، أحد الضحايا فى أقواله فى النيابة، أنه تعرف على وسيط تجارة أعضاء بشرية وعرض عليه التبرع بكليته مقابل 15 ألف جنيه، وتابع: "وافقت نظرا لحاجتى للمال وأجريت التحاليل اللازمة ثم توجهت إلى شقة المتهم بالمرج ووجدت أشخاصا آخرين.
وتبين من التحريات والتحقيقات أن المتهمين كانوا يستهدفون المحتاحين للأموال والمتسولين فى ميدان رمسيس عن طريق شرائكهم السماسرة وإقناعهم ببيع كليتهم مقابل 15 ألف جنيه، ثم يتجمعون فى شقة المتهم عبد الرحمن بالمرج، ويتفقون مع أحد الأطباء فى مستشفى خاص لإجراء العملية مقابل عمولات.