- الحكومة ترحب بكافة الآراء والمقترحات الواردة والداعمة لزيادة تنافسية ومرونة الاقتصاد المصرى فى مواجهة التحديات العالمية الراهنة
تنطلق غداً الأحد فعاليات اليوم الأول من "المؤتمر الاقتصادي- مصر 2022"، الذى تنظمه الحكومة المصرية خلال الفترة من 23 إلى 25 أكتوبر الجاري؛ بتكليف من الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ رئيس الجمهورية، لمناقشة أوضاع ومستقبل الاقتصاد المصري، بمشاركة واسعة لنخبة من كبار الاقتصاديين، والمفكرين، والخبراء المتخصصين.
وتتضمن أجندة المؤتمر العديد من الجلسات على مدار أيامه الثلاثة، وفق ثلاثة مسارات أساسية، حيث يشمل المسار الأول، السياسات الاقتصادية الكلية، فيما يركز المسار الثانى على تمكين القطاع الخاص وتهيئة بيئة الأعمال، ويُخصص الثالث لصياغة خريطة الطريق المستقبلية للقطاعات ذات الأولوية فى برنامج عمل الحكومة للفترة المقبلة، وسيشهد هذا المسار انعقاد عدد من الجلسات الزمنية التفاعلية التى تناقش رؤى وأفكار الخبراء حول ماهية السياسات المطلوبة؛ لتحقيق المستهدفات القومية فى عدد من القطاعات ذات الأولوية بالنسبة للاقتصاد المصرى وطبيعة الإجراءات المطلوبة لتجاوز التحديات القائمة التى تواجه هذه القطاعات.
ومن المقرر أن يفتح "المؤتمر الاقتصادي- مصر 2022"، أبوابه أمام النقاشات والحوارات المتعمقة لعدد من الأوراق الخلفية الخاصة بجلسات المؤتمر والتى تلقى الضوء على موضوعات اقتصادية هامة، ومن أبرزها الورقة الخلفية الخاصة بجلسة "السياسات المطلوبة لتعزيز قدرة الاقتصاد المصرى على مواجهة الأزمات"، والتى تشير إلى أن التجربــة الاقتصادية والتنمويــة المصريــة قد شهدت فـى العقــود الأخيرة مراحــل مختلفــة اكتنفهــا العديــد مــن التحديـات الداخليـة والخارجيـة؛ فقـد عانـى الاقتصاد المصـرى لفتـرات طويلـة مـن عـدم اتسـاق السياسـات الاقتصادية الكليـة، إلى أن جـاء تطبيـق البرنامـج الوطنـى للإصلاح الاقتصادى والهيكلـى منـذ عـام 2016، والتى ظهـرت بالفعـل ثمـار التطبيـق الناجـح لهـذا البرنامـج، وبـدأ الاقتصاد المصـرى يسـتعيد عافيتـه، والتـى تجلّـت دلائلها فـى العديـد مـن المؤشـرات الإيجابية خصوصًـا فـى معدلات النمـو والتشـغيل، إلى أن ظهـرت تحديــات جديــدة وغيــر مســبوقة فرضتهــا الظــروف العالميــة، والتى تمثلــت فــى انتشــار جائحــة فيــروس "كورونــا" منــذ عــام 2020 التــى ضربــت دول العالــم أجمع ومــن بينهــا مصــر، واســتجدَّ عليهــا مؤخــرًا متغيــرات جيوسياســية فرضتهـا الأزمـة الروسـية ـــ الأوكرانية التـى طالـت تداعياتهـا مختلـف دول العالـم، إضافـة إلى التحديـات الناتجـة عـن تغيُّـر المنـاخ، والتوجُّـه إلى التعافـى الأخضر، هـذا إلى جانـب التحديـات الأخرى التـى تواجـه جهـود التنميـة فـى الدولـة المصريـة وفـى مقدمتهـا النمـو السـكانى المتزايـد الـذى يزيـد الخلـل بيـن حجـم السـكان والمـوارد المتاحـة، وينعكـس سـلبًا علـى نصيـب الفـرد مـن عوائـد التنميـة.
أما الورقة الخلفية الخاصة بجلسة "السياسات النقدية فى ظل التطورات العالمية"، فتشير إلى أن جائحة "كوفيد-19" قد أدت إلى تعطُّل سلاسل الإمداد، ومن ثمَّ انخفاض النشاط الإنتاجي، وفى المقابل ارتفع الطلب على السلع الاستهلاكية والسلع التكنولوجية، كما أدت الأزمة الروسيةـــ الأوكرانية إلى تفاقم معدلات التضخم؛ بسبب ارتفاع أسعار السلع الأساسية، واستجابة للتضخم المرتفع قامت معظم دول العالم بتشديد الأوضاع المالية، وزيادة معدلات الفائدة على أمل كبح جماح التضخم العالمي، والذى يتوقع أن يسجل 7.4% خلال عام 2022، ولأن مصر ليست بمعزل عن العالم، فقد قام البنك المركزى المصرى بتشديد سياسته النقدية، حيث رفع سعر الفائدة بمقدار 300 نقطة أساس منذ 21 مارس الماضى وحتى اجتماعه الأخير فى 22 سبتمبر 2022؛ وذلك للحد من ارتفاع معدلات التضخم، ووفقًا لصندوق النقد الدولى سيكون لتشديد السياسة النقدية تكاليفٌ اقتصاديةٌ حقيقيةٌ لا مفر منها، ولكن التأخر فى هذا الإجراء سيؤدى إلى تفاقم الأوضاع ويمكن أن يساعد دعم السياسة المالية الموجَّه للفئات الأكثر احتياجًا على تخفيف الأثر على تلك الفئات.
كما تشير الورقة الخلفية الخاصة بجلسة "وثيقــــــة ســــياســــة ملــــكية الدولــــــــة ودعم سياسات المنافسة"، إلى إدراك الدولة أن القطاع الخاص شريك رئيس فى دعم النمو الاقتصادي، وتحقيق التنمية الاقتصادية؛ لهذا أطلقت "وثيقة سياسة ملكية الدولة"؛ لاستكمال الإصلاحات التى تتبنَّاها الدولة فى إطار تعزيز دور القطاع الخاص فى النشاط الاقتصادي، ويأتى تفعيل سياسات الحياد التنافسى على رأس أولويات أجهزة حماية المنافسة حول العالم فى إطار ممارسة اختصاصاتها لتعزيز سياسات المنافسة؛ لذا اعتمدت الدولة المصرية استراتيجية جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية 2021 - 2025، والتى تتوافق مع رؤية مصر 2030 وأهداف التنمية المستدامة، والتى خصَّصت الهدف الاستراتيجى الثانى منها للحد من التشريعات والسياسات والقرارات المقيِّدة لحرية المنافسة، وهو ما درج تعريفه فى مجال المنافسة على أنه "دعم سياسات المنافسة والحياد التنافسي"، وتنفيذًا لذلك قام جهاز حماية المنافسة بوضع استراتيجية خاصة للحياد التنافسي، والتى تم تدشينها فى يونيو 2022.
وبشأن جلسة " فرص وآفاق التمويل الدولى لدعم القطاع الخاص"، فتؤكد الورقة الخلفية الخاصة بهذه الجلسة على دور شركاء التنمية متعددى الأطراف والثنائيين فى دعم جهود القطاع الخاص فى المشاركة فى العمل المناخي، والتحول نحو الاقتصاد الأخضر، ومواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية، ومناقشة الفرص المتاحة للاستثمارات الخاصة، بالإضافة إلى عرض قصص نجاح القطاع الخاص، ونماذج الشراكة بين القطاعين العام والخاص فى دفع أجندة التنمية من خلال استراتيجيات التعاون الإنمائى والشركات الدولية القائمة، واستعراض الأشكال الجديدة من الشراكات والأدوات المالية المستدامة، بما فى ذلك التمويل المبتكر، والاستثمار المؤثر، وأدوات التمويل المختلط وسبل الاستفادة منها، كما تقوم فى النهاية بتقديم التوصيات الخاصة بالإصلاحات اللازمة فى قطاعات الدولة المختلفة؛ لتحفيز استخدام التمويلات التنموية وأطر التعاون الإنمائي؛ لتعزيز مشاركة القطاع الخاص، والاستفادة من موارده وخبراته فى تحقيق أجندة التنمية مصر 2030.
وفى السياق ذاته، أشارت الورقة الخلفية الخاصة بجلسة " دور مصر الإقليمى كمركز للطاقة المتجددة"، إلى سعى الحكومة المصرية إلى تحقيق التنمية المستدامة، وتحسين مستوى المعيشة للمواطنين، فضلًا عن تهيئة مناخ الاستثمار والعمل على مشاركة القطاع الخاص فى مشروعات البنية الأساسية، والدفع بعجلة التنمية الصناعية والسياحية والتعدينية والعمرانية والزراعية فى توقيت واحد بمعدلات وسرعة تنفيذ غير مسبوقة، هذا وقد تم إصدار استراتيجية قطاع الطاقة حتى 2035 بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، وتم اعتمادها من المجلس الأعلى للطاقة، واختيار السيناريو الأمثل ليكون هو الأساس والمرجعية لتخطيط الطاقة فى مصر، وتتضمن الاستراتيجية تعظيم مشاركة الطاقة المتجدّدة فى مزيج القدرات الكهربائية لتصل نسبتها إلى 42% بحلول عام 2035، ونتيجة التغيرات الداخلية والخارجية المرتبطة بقطاع الطاقة، والتغيرات الاقتصادية العالمية، وظهور تكنولوجيات جديدة مثل الهيدروجين الأخضر، والتوجهات العالمية بشأن تغيير المناخ والاقتصاد الأخضر، وانخفاض أسعار الطاقات المتجدِّدة، أصبحت هناك حاجة ماسة إلى تحديث الاستراتيجية؛ للوقوف على مدى إمكانية زيادة مشاركة الطاقة المتجدّدة فى مزيج الطاقة المصري، وإدخال عنصر الهيدروجين الأخضر فى مزيج الطاقة.
وتستعرض الورقة الخلفية الخاصة بجلسة "الثروة العقارية وسبل التطوير وزيادة مساهمة القطاع الخاص"، ثلاثة محاور رئيسة، المحور الأول: أهم جهود الدولة المصرية منذ عام 2014 حتى 2022 فى مجال السوق العقارى والمردود الإيجابى على الاقتصاد القومي، من خلال عرض أهم الإحصاءات المرتبطة بالعوائد الاقتصادية لقطاع العقارات، كما تتضمن الجلسة الحديث عن جهود الدولة فى التمويل العقارى كإحدى الأدوات الرئيسة لتحفيز منظومة السوق العقارى والتشريعات المرتبطة بذلك، والمحور الثاني: تحفيز القطاع الخاص وتمكينه من المشاركة فى السوق العقاري؛ حيث يتضمن الحديث عن الشراكات المختلفة مع القطاع الخاص، والمرئيات المقترحة لتحسين آليات الشراكة؛ لضمان مردودها الإيجابى على المنظومة العقارية، والمحور الثالث: تصدير العقار وتشجيع الأطراف ذات الصلة فى منظومة متكاملة للتوسع فى تصدير العقار المصري، والوصول إلى خارطة طريق متكاملة ومحددة؛ لتطوير وتحسين كفاءة هذا القطاع.
فى حين تستهدف الورقة الخلفية الخاصة بجلسة "خارطة طريق نحو تعظيم الناتج الزراعى وتعزيز مستويات الاكتفاء الذاتي"، استعراض دور الدولة المصرية فى زيادة الإنتاج الزراعي، وإجراءات التعامل مع التحديات التى تواجه قطاع الزراعة المصري، مع استعراض الإجراءات الاستباقية للحد من مخاطر الأزمات التى تواجه ملف الأمن الغذائي، ووضع معالم لخارطة طريق نحو تعظيم الإنتاج الزراعي، وتعزيز مستويات الاكتفاء الذاتي، مع التوصل إلى درجة من التكامل الدائم بين مؤسسات الدولة والقطاع الخاص والمواطن المصرى والذى يمثل محورًا لسياسات الدولة الاقتصادية التى تهدف لتحسين مستواه المعيشي، وتطوير مستوى الخدمات المقدمة له، ومن ثم الخروج بمجموعة من التوصيات ومقترحات السياسات التى تتناسب مع أولويات الاقتصاد المصرى والظروف العالمية، وتتماشى مع رؤية مصر 2030 والتى تتخذ من التنمية المستدامة هدفًا تسعى لتحقيقه.
أما الجلسة الخاصة بعنوان "نحو خارطة طريق لتعظيم الصادرات عالية التقنية"، فتشير الورقة الخلفية الخاصة بها إلى وصول هذه الصناعة إلى تكوين كوادر بشرية قادرة على تحقيق نجاحات ملموسة على الساحة العالمية، بحيث يمكن القول بأنها أصبحت تشكِّل نواةً يمكن البناء عليها لتصبح مصر من الدول الرائدة فى هذه الصناعة الاستراتيجية على مستوى العالم، وقد توافَق هذا مع العديد من المتغيرات التى أدت إلى نمو الطلب العالمى بصورة غير مسبوقة؛ مما يشكل فرصة كبيرة أمام الصناعة المصرية، على أن اقتناص هذه الفرصة يحتم التحرك الفورى لإزالة المعوقات، ودعم الشركات القائمة، وتشجيع الشركات الناشئة، وتحفيز العمل الحر، واجتذاب الشركات الأجنبية؛ لفتح أفرع لها فى مصر، أما الورقة الخلفية الخاصة بجلسة "دور صــــندوق مصـــــر الســـــيادى وفرص المشاركة مع القطاع الخاص"، فتلقى الضوء على دور صــــندوق مصـــــر الســـــيادى كشريك التنمية فى مصر، وتستعرض أولويات الخطة الاستثمارية للصندوق وأبرز جهود الصندوق والمشروعات المستهدفة، هذا بالإضافة إلى التعرف على الشراكات الدولية للصندوق واستعراض أهم الممارسات الناجحة للصناديق السيادية عالميًّا فى جذب الاستثمارات.
كما تشير الورقة الخلفية الخاصة بجلسة "الفرص المتاحة لمشاركة القطاع الخاص فى قطاع النقل"، إلى الفرص المتاحة لمشاركة القطاع الخاص فى قطاع النقل فى المشروعات المتعلقة بكلٍّ من: الموانئ البحرية، والإنفاق والجر الكهربائي، والسكك الحديدية، والطرق والكباري، والموانئ الجافة والمراكز اللوجستية، والنقل النهري، والنقل الجماعي، فى حين أوضحت الورقة الخلفية الخاصة بجلسة "خارطة طريق لزيادة مشاركة القطاع الخاص فى قطاع الصحة"، أن وزارة الصحة والسكان المصرية تتبنّى منهجًا علميًّا فى وضع خارطة طريق لزيادة مشاركة القطاع الخاص فى الصحة، وذلك من خلال وضع الخريطة الصحية لمصر، والتى تقوم على حصر مقوّمات القطاع الصحى من حيث المنشآت والتجهيزات، وتوزيعها بمحافظات الجمهورية كافة، وهو ما سيؤهلها -عند اكتمالها - لإعطاء صورة واضحة عن الخدمات الصحية للمواطنين بجميع أنحاء الجمهورية، بجانب ربطها بقواعد بيانات خريطة الأمراض الصحية، بالإضافة إلى ما سبق، فإن وزارة الصحة والسكان تعطى اهتمامًا كبيرًا لمشاركة القطاع الخاص فى القرار الصحى من خلال الحرص على عقد اجتماعات دورية؛ لمناقشة مقترحاتهم، ووضعها موضع التنفيذ فيما يخص تحديات عمل القطاع الخاص فى الصحة، كما تحرص الوزارة على تمثيل القطاع الخاص فى العديد من مجالس الهيئات مثل التأمين الصحى الشامل وغيرها.
وبشأن جلسة "آليات تعزيز دور القطاع المالى غير المصرفي"، فتشير الورقة الخلفية الخاصة بهذه الجلسة إلى الدور المهم للقطاع المالى غير المصرفى فى تنميـــة القطاعـــات الاقتصادية، وفـى إطـار حـرص الدولـة المصريـة علـى تمكيـن القطـاع الخـاص وتعزيـز دوره فـى الاقتصاد المصـرى مــن خلال مشــاركته بشــكل أكبــر فــى تنفيــذ المشــروعات التنمويــة والخدميــة التــى تتــم من خلال هــذه الفتــرة، فقــد تبنــت الحكومــة المصريــة توجهــا لتنشــيط وتحفيــز ســوق الأوراق الماليــة، بيد أن جائحــة "كوفيــد-19" قــد أبطــأت مــن تلــك الجهــود لتداعياتهــا الحــادة علــى الســوق العالميــة، وفــى ظـــل مـــأزق التعافـــى البطـــيء مـــن الجائحـــة، الـــذى واكبتـــه أيضـــا التأثيـــرات الســـلبية للأزمة الروســـية الأوكرانية، فقـد تبنـت الدولـة خطـة عاجلـة لتنشـيط هـذه السـوق، والتعويـل عليهـا لدفـع جهـود التعافـى الاقتصادي، اتصالاً بذلك، تضمنـــت الخطـــة العاجلـــة لمواجهـــة الأزمة الاقتصادية العالميـــة-التـــى تـــم الإعلان عنهـــا فــى يونيــو 2022 - محــوراً رئيســا لتنشــيط وتحفيــز ســوق الأوراق الماليــة المصريــة لتعزيــز دورهــا فــى إنجـاز النمـو والتنميـة، مـن خلال زيـادة المعـروض فـى سـوق الأوراق الماليـة، وتطويـر البيئـة التشـريعية والمؤسسـية والإجرائية الخاصـة بهـا، مـع تنميـة قاعـدة المسـتثمرين، وتبنـى سياسـات اقتصاديـة كليـة مواتيـة لهـا. وعليـه، اشـتمل محـور تنشـيط سـوق الأوراق الماليـة علـى برنامـج عمـل يختـص باسـتراتيجية متكاملـة لتنشـيط سـوق الأوراق الماليـة، بالإضافة إلى الإعلان عـن برنامـج الطروحـات الحكوميـة.
ومن جانب آخر، تشير الورقة الخلفية الخاصة بجلسة "خارطة طريق لتطوير قطاع الصناعة: تحديات وآليات تحفيز القطاع"، إلى أن العولمـة الاقتصادية والتكنولوجيـة أدت إلى تسـارع الأزمات الماليـة والاقتصادية نظـراً إلى مسـتوى التعقيـد والتقـارب غيـر المسـبوق الـذى لحـق بالاقتصاد العالمـي، والـذى أدى إلى ظهـور ظواهـر جديـدة، مثـل تفـكك عناصـر وسلاسل الإنتاج ضمـن سلاسـل القيمـة العالمية، فضـلاً عمـا يشـهده العالـم مـن تحديـات مثـل جائحـة كورونـا والأزمة الروسـية الأوكرانية، ممـا يؤكـد علـى الحاجـة الماسـة إلى سياسـة صناعيـة شـاملة لتغييـر هيـاكل الإنتاج لزيـادة الاستثمارات الصناعيـة وهيـاكل الصـادرات.
وأوضحت الورقة الخلفية بهذه الجلسة أن مصــر تمتلــك كل المقومــات الصناعيــة التــى تؤهلهــا للريــادة إقليمياً حيث تتوافـر بهـا المـواد الخـام والكـوادر البشـرية المؤهلـة ومصـادر الطاقـة التقليديـة والمتجـددة، هـذا بالإضافة إلى سياسـة الدولـة الداعمـة للقطـاع الصناعـى مـن خـال بيئـة ملائمة وحـزم تشـريعية وإجرائيـة داعمـة للاستثمار الصناعـي، مؤكدة أن قطــاع الصناعــةّ يتميــز بالديناميكيــة والقــدرة علــى التكيــف الســريع مــع التطــورات التقنيــة فــى مجالات الإنتاج، وبارتفــاع إنتاجيتــه بالمقارنــة بباقــى القطاعــات الاقتصادية، علاوة علــى قــوة علاقاته التشــابكية، ممــا يجعلــه محفزاً نشطاً لنمـو غيـره مـن القطاعـات المرتبطـة بـه، سـواء بشـكل مباشر أو غيـر مباشـر.
تجدر الإشارة إلى أنه فى إطار حرص الحكومة على مشاركة مختلف الجهات المعنية، فقد أطلق مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، الموقع الإلكترونى الخاص بالمؤتمر الاقتصادي، بتاريخ 5 أكتوبر الجارى من خلال الرابط www.eec2022.gov.eg؛ وكذلك تطبيق على الهاتف المحمول تحت مسمى "المؤتمر الاقتصادي- مصر 2022"، بجانب تدشين عدد من الصفحات الخاصة بالمؤتمر على مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف إتاحة جميع المعلومات الخاصة بالمؤتمر لحظة بلحظة، وتسهيل عملية إطلاع جميع المعنيين عليها، بما يشمل: التفاصيل الخاصة بالمؤتمر، وجلساته المختلفة، وبث حى لفعاليات المؤتمر، ومنصة للتواصل مع أصحاب الرؤى والأفكار الهادفة إلى تعزيز أداء الاقتصاد المصري، كما يُتيح الموقع كذلك الاطلاع على الأوراق الخلفية الخاصة، بجلسات المؤتمر المُختلفة بما يشمل خلفية معلوماتية، وأهداف ومحاور كل جلسة، بما يسمح بتعزيز قنوات التواصل بين الحكومة والخبراء والمهتمين بالشأن الاقتصادى والاستفادة من آرائهم ومقترحاتهم فى هذا الصدد.
هذا وقد بلغ عدد مشاهدات الموقع خلال الفترة (5-21) أكتوبر 2022 أكثر من 110 ألف مشاهدة، وأنه وفقاً لتوجيهات الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، يقوم مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، بالرصد والتحليل الدورى لكافة المقترحات التى يتم تقديمها عبر الموقع الإلكترونى للمؤتمر الاقتصادي، وفحصها من قبل لجنة من الفنيين والتواصل مع أصحابها؛ تمهيداً لتقديم تلك الأفكار والمقترحات للحكومة للاستفادة منها وتضمينها فى سياق الرؤى والأفكار العملية التى ستعمل عليها الجهات المعنية خلال الفترة المقبلة، وذلك فى سياق حرص الحكومة على الاستفادة من مختلف قنوات التواصل الممكنة، ومن الرؤى والمقترحات التى يطرحها الخبراء للنهوض بالاقتصاد المصرى وتعزيز مرونته وصلابته فى مواجهة الأزمات الاقتصادية العالمية المتلاحقة.
كما قامت اللجنة الفنية حتى الآن بتلقى وفحص ما يزيد عن 450 مقترحاً اقتصادياً متميزاً وتصنيف تلك المقترحات بحسب الجهات المعنية، وجار التواصل مع أصحابها من قبل اللجنة المعنية من الفنيين وممثلى الوزارات والجهات المعنية المختلفة، بهدف بلورة تلك الأفكار والاستفادة منها فى دعم عملية صنع السياسات الاقتصادية.