أعلنت الجزائر الانتهاء من كافة التحضيرات الخاصة بعقد القمة العربية فى دورتها الـ31 يومى الأول والثانى من نوفمبر المقبل، وهى أول قمة عربية رقمية بدون أوراق، وأكد القادة والزعماء العرب مشاركتهم، والعمل على إنجاحها، للخروج بنتائج ترتقى إلى تطلعات الشعوب العربية.
وقد تنقل مبعوثو الجزائر الدبلوماسيون إلى العواصم العربية لتسليم الدعوات الخاصة بحضور القمة، وأكد ملوك و رؤساء الدول العربية دعمهم للمساعى النبيلة التى تبذلها الجزائر للم شمل الأمة العربية، مؤكدين مشاركتهم وعملهم على إنجاح هذا الاستحقاق العربى الهام.
فرصة للم الشمل
أكد مراقبون جزائريون وأساتذة العلاقات الدولية، أن القمة العربية التى ستحتضنها الجزائر فى الفاتح من نوفمبر الداخل، تعتبر فرصة لتوحيد المواقف ولم الشمل العربي.
وفى هذا السياق، قال الدكتور إدموند غريب أستاذ العلاقات الدولية بجامعة جورج تاون الأمريكية بواشنطن، أن "القمة العربية هى فرصة للقيادات العربية لطرح القضايا التى تهم العالم العربى على غرار قضايا الطاقة والغذاء وأيضا القضية الفلسطينية التى تعتبر من أهم القضايا التى ستناقش خلال هذه القمة"، وفق إذاعة الجزائر.
وتابع"هذا اللقاء يعتبر الأول بعد جائحة فيروس كورونا لذلك يجب أن يستغل لفتح المجال لكل النقاشات التى تهم القادة العرب والشعوب العربية من أجل لمّ الشمل العربي".
فى سياق متصل، إعتبر الدكتور إدموند غريب أنه "حان الوقت للعرب لوضع خلافتهم جانبا والتحرك سريعا لتوحيد مواقفهم، خاصة وأن هناك بوادر صراع جديد قائم بين الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها مع الصين".
جهود إنجاح القمة
وكانت أول دعوة للمشاركة فى القمة قد وجهت لرئيس دولة فلسطين، محمود عباس، وذلك لكون القضية الفلسطينية ستكون نقطة مركزية ضمن جدول اعمال موعد الجزائر.
كما سلم وزير الخارجية رمطان لعمامرة أيضا، دعوة رسمية إلى الرئيس، عبد الفتاح السيسي، الذى ثمن جهود ومساعى رئيس الجزائر لتوفير عوامل نجاح القمة العربية المقبلة، مؤكدا حرصه على المشاركة والمساهمة شخصيا فى دعم هذه الجهود لضمان تكليل هذا الاستحقاق العربى الهام بنتائج تكون فى مستوى تطلعات الشعوب العربية.
من جهته، سلم وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب، أمير الكويت، الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، دعوة المشاركة فى القمة، الذى "ثمن الجهود الحثيثة التى تبذلها الجزائر من أجل إنجاح هذا الاستحقاق العربى الهام". وأكد على أن "الكويت ستكون أول الحاضرين وآخر المغادرين"، كما تضمنت زيارات مبعوثى رئيس الجزائر إلى كل من الإمارات وسلطنة عمان وموريتانيا والبحرين.
كما أكد وزير الخارجية التونسى عثمان الجرندى، محادثة هاتفية مع نظيره الجزائرى رمطان لعمامرة تمحورت حول الاستعدادات الجارية للقمة العربية المقبلة التى ستستضيفها الجزائر، قدرة الدولة على إنجاح القمة، مشيرا إلى أن تونس متيقنة بقدرة الجزائر على إنجاح هذا الموعد العربى الهام وجعله محطة فارقة على درب لمّ الشمل العربي، بما يكفل خلق ديناميكية جديدة على مستوى العمل العربى المشترك فى ظل التحديات التى تشهدها المنطقة والعالم بأسره فى الوقت الراهن.
من جانبه أكد رئيس الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مشاركته شخصيا فى قمة الجزائر، واستعداد بلاده "للعمل على عدة أصعدة لإنجاح هذا الموعد العربى الهام وتطلعه إلى أن تتمخض عنه نتائج تكون فى مستوى التحديات وتستجيب لتطلعات الشعوب العربية".
وبمسقط، سلم الوزير عرقاب الدعوة لسلطان عمان، هيثم بن طارق المعظم، وذلك خلال استقباله من طرف أسعد بن طارق آل سعيد، نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولى والممثل الخاص للسلطان، الذى أكد مشاركة بلاده فى القمة، "فى سياق عربى ودولى يقتضى التفاهم والتوافق أكثر من أى وقت مضى".
من جهته، تلقى الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، دعوة المشاركة فى قمة الجزائر، سلمها له وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، ابراهيم مراد، حيث أكد الرئيس حضوره أشغال القمة.
كما استقبل وزير الطاقة والمناجم بالمنامة من طرف الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، الممثل الخاص لملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، حيث سلمه الرسالة الموجهة من قبل رئيس الجمهورية إلى ملك البلاد.
وأثنى الشيخ بن مبارك آل خليفة بالمناسبة على "المجهودات التى تبذلها الجزائر لتهيئة كل الظروف لجعل القمة العربية محطة لتصفية الأجواء
فى الوطن العربي"، مؤكدا أن البحرين "على استعداد تام للانخراط فى هذا المسعى الحميد بما يصب فى مصلحة جميع الدول العربية".
من جانبه، أعرب العاهل الاردنى الملك عبد الله الثانى بن الحسين، عقب استقباله لوزير العدل، حافظ الأختام، عبد الرشيد طبى وتلقى الدعوة، عن استعداده للمشاركة فى القمة، "تقديرا منه ودعما للجهود الحثيثة التى تبذلها الجزائر للم شمل الدول وتعزيز قيم التعاون والتضامن فى الفضاء العربي".، كما قام وزير الداخلية بتسليم دعوة رئيس الجمهورية لنظيره التونسى قيس سعيد.
وببيروت، سلم السيد طبى رسالة الدعوة للرئيس اللبناني، ميشال عون، الذى أثنى على "الجهود الكبيرة والمساعى الحثيثة" التى بذلتها الجزائر لتوفير كافة شروط نجاحها، معربا عن "استعداد لبنان للمشاركة والمساهمة الفاعلة فى إنجاح هذا الحدث العربى الهام".
من جانبه، شدد رئيس مجلس السيادة الانتقالى السوداني، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، لدى استقباله لوزير التجارة وترقية الصادرات، كمال رزيق، الذى سلمه دعوة المشاركة فى موعد الجزائر، على "حرص بلاده على العمل على إنجاح هذا الموعد العربى الهام".
كما سلم رزيق الدعوة إلى رئيس جيبوتي، اسماعيل عمر جيله، الذى اعرب عن استعداده التام للمشاركة فى القمة، واصفا الموعد بـ"التاريخي".
بدوره، تعهد الرئيس العراقي، برهم صالح، لدى تسلمه دعوة المشاركة فى موعد الجزائر، بأن يكون للعراق "حضور مميز و مشاركة فاعلة"، معربا عن "تطلعه للقاء الرئيس عبد المجيد تبون والعمل على إنجاح هذا الاستحقاق العربى الهام".
وبالرياض، قام السيد طبى بتقديم دعوة رئيس الجمهورية إلى خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود. ونوه وزير الدولة للشؤون الخارجية وعضو مجلس الوزراء بالمملكة، عادل الجبير، الذى استلم الدعوة الموجهة للملك سلمان، ب"الجهود المكثفة التى يبذلها الرئيس تبون من أجل توفير أحسن الظروف لتنظيم قمة عربية استثنائية تكون محطة فارقة للم الشمل العربي".
و تسلم الرئيس السنغالي، ماكى سال، دعوة الرئيس تبون لحضور القمة العربية كضيف شرف، بصفته الرئيس الحالى للاتحاد الإفريقي. وأكد الرئيس السنغالى حرصه على المشاركة شخصيا "لمساندة الجهود التى تبذلها الجزائر من أجل مد جسور التعاون والتضامن بين الفضاءين العربى والافريقي".