لم تبق سوى بضعة أيام تفصلنا عن قمة المناخ، تلك القمة التى تنوب فيها مصر كل القارة السمراء، وتتحدث باسم الدول النامية وتنسق المفاوضات فى قيادة الملف البيئى، قمة التغيرات المناخية الخاصة بالاتفاقية الاطارية للأطراف للأمم المتحدة لتغير المناخ، والتى ستستصفها مصر، خلال الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر المقبل على أرض مدينة السلام مدينة شرم الشيخ.
ليست قمة مثل أى قمم عقدت، وأنما تحمل معنى ومضمون عالمى يحسب لمصر مع انتهاء انعقادها، ولم يتوقف دور مصر فيها على تنسيق احداث المؤتمر، وإنما تجاوز وفاق كل التوقعات، حيث بدأ يشكل وجدان العالم نحو قدرة مصر على الحشد والتعبئة لقضية مصيرية مرتبطة باستمرار العالم ، وهى قضية البيئة والتغيرات المناخية.
ويعد تضافر كافة الجهود الدولية والاقليمية والوطنية الرسمية وغير الرسمية لإعادة صياغة منظومة متكاملة تسمح للأجيال الحالية بالحصول على حقوقها الطبيعية في التنمية والعيش حياة خالية من التلوث وتنعم بالموارد الطبيعية، ومواجهة التحديات البيئية في وطننا العربي لتعزيز العمل الدولي العربي، هو أساس لإنجاح التجارب والمحاولات .
فى هذا الإطار بذلت مصر العديد من الجهود للخروج، ببعض المكتسبات على المستوى العربى لاستضافة قمة المناخ ومايسبقها من أحداث، وما يليها من تبعات، سواء فى طرح الاحتياجات العربية فيما يخص قضايا البيئة، وتغير المناخ خاصة في التكيف والتخفيف والخسائر والاضرار، ونقل التكونولوجيا وآليات التمثيل في مؤتمري المناخ COP27 بمصر وCOP28 بالإمارات، واستضافة السعودية للدورة الـ ١٦ لمؤتمر الامم المتحدة للتصحر لعام ٢٠٢٤، آمين ان تخرج هذه المؤتمرات بنتائج تفيد كافة الدول العربية..
رحبت مصر باستضافة مقر الأمانة التأسيسية لمرفق البيئة العربية، واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للتوقيع على النظام التأسيسي لها، بالإضافة إلى التنسيق مع كافة الدول لوضع الخطوط العريضة للاستراتيجية العربية للمخلفات الصلبة متضمنة المخلفات البلاستيكية.
أعلنت مصر دعمها للمملكة العربية السعودية في استضافة الدورة القادمة من مؤتمر الأمم المتحدة لاتفاقية التصحر، والتي تعول فيه المنطقة العربية على السعودية، من أجل تسخير إمكانياتها لتسليط الضوء على أهمية قضية التصحر والحلول المطلوبة لمواجهتها.
كما أعطت مصر أولوية لاعداد الاستراتيجية العربية لتمويل المناخ في الدول العربية، بالتعاون مع الاسكوا في إعداد هذه الاستراتيجية، وحثت الدول العربية على اعتمادها.
مصر في ظل استضافتها لمؤتمر المناخ القادم COP27 كمؤتمر للتنفيذ تحرص على وضع أولويات واحتياجات الأجيال العربية القادمة في قلب العمل المناخي، اكدت مصر على مقترح انشاء اللجنة العلمية العربية لتغير المناخ للاستفادة من مراكز الأبحاث العلمية لتوحيد الرؤى العربية.
الاتحاد العربي للمحميات الطبيعية له أهمية ، باعتباره حلم عربى ، خرج إلى النور من خلال جامعة الدول العربية.
وتاتى أهمية إظهار الاتحاد فيه، خاصة مع انتظار اعتماد خارطة الطريق لما بعد ٢٠٢٠ للتنوع البيولوجي خلاله، مشيرة إلى أن موضوع التنوع البيولوجي والمحميات الطبيعية هو قضية هامة لوطننا العربى، ولكن بدون التركيز فى ذلك جنبا إلى جنب مع التحديات البيئية العالمية الأخرى ، لن نستطيع أن نصل إلى مسارات التنمية النستدامة التى نرغبها لنا ولأجيالنا القادمة، متوجهة بالشكر لكل الدول العربية التى ساعدت فى صياغة إستراتيجية تمويل المناخ، ونحن لا تفصلنا إلا ايام قليلة على انعقاد الدورة ال٢٧لمؤتمر الامم المتحدة لتغير المناخ بشرم الشيخ، وأنه يتم التركيز على إطلاق مجموعة من الرسائل الهامة فى هذا المؤتمر ، والذى سيطلق عليه مؤتمر التنفيذى، والانتقال العادل والطموح.
كما اتخذت مصر كافة الإجراءات للتوقيع على النظام الأساسي للانضمام للاتحاد، خاصة، وأن في نهاية عام ٢٠٢٢ سيتم إقامة مؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي COP15.
ما يحدث فى العالم حالياً من حرائق للغابات وفيصانات وسيول، وجفاف للتربة وغيرها، ما هى إلا مؤشرات وإنذار لكوارث بيئية حتمية وملحة ، وتعد دولنا العربية من أكثر المناطق المتأثرة بآثار تغير المناخ مع وجود التحدى الخاص بهذه المنطقة وهى ندرة المياه، ومن هنا تأتى أهمية ان نكون وسائل التنفيذ من تمويل المناخ، ونقل التكنولوجيا، وتنمية القدرات فى قلب الاحداث الخاصة ، بمؤتمر المناخ COP27.
وقدو حرصت الرئاسة المصرية فى صياغة الأيام الموضوعية الخاصة بالمؤتمر أن تكون متوافقة مع أولويات واحتياجات الدول النامية والدول العربية والأفريقية، حيث تم التركيز فى صياغة هذه الأيام على موضوعات التكيف، فهناك يوم للمياه فالأول مرة تضع جمهورية مصر العربية قضية المياه، فى قلب المفاوضات والمناقشات الخاصة بتغير المناخ فهى قضية ملحة على مستوى العالم اجمع، كما تتناول الأيام الأخرى موضوعات الزراعة والأمن الغذائي والتكيف، فعام ٢٠٢٢هو عام للعالم كله لاطاقة والأمن الغذائي.
والتركيز فى هذا الشأن على أهمية أن يكون التنوع البيولوجي هى المحطة التى نتحدث فيها فى cop27، مروراً بمؤتمر التنوع البيولوجي cop15،لذا فى هذا الشأن تم الربط بين موضوع التنوع البيولوجي والبيئة البحرية ، واستخدامات الأراضى والتصحر، فالمشكلات البيئية العالمية جميعها تتكامل مع بعضها البعض لذا يجب ان يتم النظر اليها نظرة شمولية.
الدول التى لديها أجنحة فى المنطقة الزرقاء، ستركز على توضيح قصص نجاحها والشراكات التى قامت بها هذه الدول فى نفس الأيام الموضوعية، لكى يكون مؤتمر للتنفيذ يعطى للعالم صورة بكيفية تآزر العمل المناخى العربى،فالخروج بتوصيات وبيانات الخاصة بالدول على المستوى الوطنى سيعطى حالة من الزخم الخاص بالتنفيذ ، وأيضا كان من الضرورى الاهتمام بعرض الابتكارات والمقترحات الخاصة بالفئات الأكثر تأثرا، لذا تم وضع يوم للمجتمع المدنى ، ويوم الشباب، ويوم المرأة .
جدير بالذكر أن مصر استضافت أول منتدى عربي للبيئة بالتنسيق مع الأمانة الفنية والاسكوا وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، وبمشاركة العديد من الوزراء وممثلى الدول والمنظمات والمجتمع المدني، و ركز على موضوعات البيئة كتغير المناخ والتنوع البيولوجي والتصحر، والتأكيد على أولويات المنطقة العربية ومنها قضية التصحر وجفاف التربة، وتم خلاله مناقشة مقترحات المواجهة.