فى الوقت الذى تتجه فيه أنظار العالم إلى شرم الشيخ حيث تنعقد قمة الأمم المتحدة للمناخ COP27 فى نوفمبر المقبل، تتعالى أصوات التحذير وأجراس الإنذار من الوصول إلى مرحلة اللاعودة فى قضية المناخ، وتؤكد الحاجة إلى العمل الجماعى بشكل لم يشهده العالم منذ الحرب العالمية الثانية.
وقالت دراسات دولية كبرى إن الوقت ينفذ سريعا أمام العالم ليتحرك إزاء أزمة المناخ، محذرة من انهيار مناخى لا رجعة فيه، بحسب ما ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية.
وقال أحد أبرز علماء المناخ فى العالم إن أزمة المناخ قد وصلت إلى مرحلة قاتمة حقا، وذلك بعد التقارير التى كشفت عن مدى اقتراب كوكب الأرض من كارثة. وقال البروفيسور جوان روكستورم إن هناك حاجة الآن لعمل جماعى من دول العالم أكثر من أى وقت مضى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، لتجنب المرحل الحرجة للمناخ، إلا أن التوترات السياسية كبيرة.
وقال العالم البارز إن العالم يقترب للغاية من تغييرات لا رجعة فيها، محذرا من أن الوقت ينفد بشكل سريعا جدا جدا.
ويجب أن تنخفض الانبعاثات للنصف بحلول 2030 لتحقيق الهدف المتفق عليه دوليا برفع درجة الحرارة 1.5 درجة مئوية فقط، إلا أن الانبعاثات لا تزال ترتفع، كما أظهرت الدراسات، وذلك فى الوقت الذى يجنى فيه عمالقة النفط أموال هائلة.
فشهدت شركتا شيل وتوتال النفطيتين مضاعفة أرباحهما الربعية أمس الخميس لتصل إلى 10 مليارات دولار تقريبا. ومن المتوقع أن يحقق القطاع النفطى بشكل عام 4 تريليون دولار فى 2022، بحسب الجارديان، مما يعزز الدعوات المطالبة بفرض ضرائب كبرى على تلك الشركات لمعالجة أزمة تكاليف المعيشة وتمويل التحول إلى الطاقة النظيفة.
وكانت ثلاث من وكالات الأمم المتحدة قد أعدت تقارير مشؤمة فى اليومين الماضيين. فقد وجد تقرير وكالة البيئة الأممية أنه لا يوجد طريق صادق للوصل إلى هدف 1.5 درجة مئوية، وأن التقدم غير الكاف على الإطلاق فى خفض الانبعاثات يعنى أن الطريق الوحيد للحد من أسوأ آثار أزمة المناخ هو التحول السريع للمجتمعات.
كما ذكرت وكالة المناخ الأممية أن التعهدات الحالية للعمل بحلول 2030، حتى لو تم تحقيقها بالكامل، ستعنى ارتفاعا فى الحرارة العالمية بمقدار 2.5 درجة مئوية، وهو المستوى الذى يدفع العالم إلى انهيار مناخى كارثى.
أما وكالة الأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، فقد ذكرت أن الغازات الرئسية المسببة للاحتباس وصلت مستوى قياسى فى عام 2021، مع ارتفاع مقلق فى انبعاثات الميثان، أحد الغازات الدفيئة.
من ناحية أخرى، قدم تقرير الطاقة العالمية الصادر عن وكالة الطاقة الدولية بصيصا من التقدم، حيث قال إن ثانى أكسيد الكربون الناجم عن الوقود الاحفورى يمكن أن يبلغ ذروته بحلول عام 2025، حيث تدفع أسعار الطاقة المرتفعة الدول نحو الطاقة النظيفة، على الرغم من أنه حذر من أنه لن يكون كافيا لتطنب التأثيرات المناخية الشديدة.
وقال روكستروم، مدير معهد بوتسدام لأبحاث المناخ فى ألمانيا، إنها لحظة قاتمة حقا، ليس فقط بسبب التقارير التى تظهر ان الانبعاثات لا تزال فى ارتفاع، ولا لأننا لم نحقق أى من اتفاقات باريس أو جلاسكو المناخية، بل إننا لدينا المزيد من الأدلة العلمية أننا قريبون للغاية من التغييرات التى لا رجعة فيها، نحن نقترب من نقاط التحول.
ووجد بحث أجراه روكستورم وزملائه ونشر فى سبتمبر الماضى أن خمس نقاط تحول خطيرة فى المناخ ربما قد تم تجاوزها بالفعل بسبب الاحتباس الحرارى العالمى الذى سببه البشر حتى الآن، بما فى ذلك انهيار القمة الجليدية فى جرينلاند، مع خمسة نقاط أخرى محتملة فى ظل الوصول إلى هدف 1.5 درجة حرارة.
ويقول العالم إنه إلى جانب ذلك، فإن العالم للأسف فى وضع غير مستقر سياسيا، لذلك عندما يكون هناك حاجة للعمل الجماعى على المستوى العالمى، ربما أكثر من أى وقت سابق منذ الحرب العالمية الثانية، من أجل إبقاء الكوكب مستقرا، فإننا نواجه انخفاضا غير مسبوق فى قدرتنا على العمل معا.
وختم العالم الألمانى قوله إن الوقت ينفذ حقا بشكل سريع للغاية، وأضاف: يجب أن أقول إنه فى حياته العلمية كعالم مناخ، هذه نقطة منخفضة، والنافذة للوصول إلى هدف 1.5 درجة مئوية تنغلق ، وهذا صعب حقا.