تشهد محافظة الفيوم خطوات جادة، وحقيقية نحو التحول الرقمي، فى مختلف القطاعات، وبدأت أولى هذه الخطوات بإطلاق منصة إليكترونية للمشروعات القومية، ثم عدة أنظمة توعوية وثقافية، حول التحول الرقمى ودوره فى صناعة القرار، وتأتى خطوات المحافظة فى التحول الرقمي، بالتعاون مع جامعة الفيوم، وذلك لما بدأته الجامعة من تطبيق التحول الرقمى بالعديد من أنشتطتها وخدماتها بكافة كليات الجامعة، ومن الواضح أن مخافظة الفيوم لن تسمح بأية عوائق تحيل دون تنفيذ التحول الرقمي، خاصة أن محافظ الفيوم أكد انه لم يعد نوعا من الرفاهية، وان العمر السنى ليس عقبة فى تعلم التكنولوحيا.
وأضاف الدكتور أحمد الأنصارى محافظ الفيوم، أن المحافظة والجامعة هما جناحا العمل التنموى على أرض الفيوم، مستعرضاً تجربته الحياتية فى الاستفادة من تكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمي، بداية من دراسته بالمرحلة الثانوية، ثم الجامعية، مروراً بمرحلة الدراسات العليا، وبعثته العلمية بأمريكا، وصولاً إلى حياته العملية بهيئة الإسعاف، ثم عمله محافظاً لسوهاج والفيوم.
وأكد المحافظ، أنه تم عقد عدة ندوات تم خلالها استعراص مفهوم عملية صناعة القرار، ومكونات هذه العملية، ودور تكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمى فى صناعة القرار، والتحديات التى تواجه عملية صناعة القرار، والسلبيات التى قد تنتج عن استخدام التكنولوجيا، وكيفية الاستفادة من تحليل نقاط القوة والضعف والفرص والتحديات بمنظومة العمل، لإنجاز الأعمال بالكفاءة والسرعة المطلوبة.
وأكد محافظ الفيوم، أنه لا يمكن الاعتماد على الدراسة الأكاديمية فقط، وإنما لا بد من صقلها بالتعلم المستمر والإطلاع والثقافة، إلى جانب التدريب والعمل التطوعي والخبرات الحياتية المكتسبة من مجالات العمل المختلفة، مستعرضاً عدداً من النماذج الإدارية المختلفة لشخصيات ناجحة ومؤثرة على مستوى العالم، مثل ستيف جوبز، وبيل جيتس، وايلون ماسك، لافتاً إلى أن معايير ومقاييس النجاح تختلف من مجتمع لآخر ومن حقبة زمنية لأخرى.
وأضاف، أن العالم يشهد حالياً طفرة كبيرة في تداول المعلومات، مؤكداً أن استخدام التكنولوجيا لم يعد نوعاً من الرفاهية، وأنه لا توجد عوائق أو موانع من تعلم واستخدام التكنولوجيا مهما اختلفت الأعمار السنية، خاصة أنها تسهم في تقليل الوقت والجهد، والقضاء على الفساد الإداري.
وأشار " الأنصاري"، إلى أن مصر مثل دول العالم الأخرى تعيش ظروفاً استثنائية، تحتاج إلى وعي دائم بالتحديات المحيطة وتضافر جهود الجميع لتجاوزها، مؤكداً أن شعب مصر قادر على حمايتها بالإرادة والوعي والعمل الدؤوب والإخلاص، موضحاً أن ما شهدته مصر خلال الأعوام السبعة الماضية يمثل إنجازاً غير مسبوق في مختلف المجالات، ونجحت بفضل من الله ثم بجهود أبنائها فى تجاوز التحديات والصعوبات التي واجهتها منذ عام 2011، مختتماً حديثه بالدعاء بأن يحفظ الله مصر وقيادتها وشعبها من كل مكروه وسوء.
وقال الدكتور ياسر مجدي حتاتة رئيس جامعة الفيوم ، أن التحول الرقمي أصبح أمراً حتمياً، والجامعة ملزمة بتطبيقه على المستويين العلمى والعملي، بجانب المستوى الإداري، للانتقال بجامعة الفيوم لتكون جامعة إلكترونية، سواء على مستوى المناهج الدراسية، أو مستوى إدارة الكليات، مشيراً أن مركز معلومات الجامعة يقدم العديد من الخدمات منها منصة جوائز البحث العلمي والإرشاد الأكاديمي، والتسجيل الإلكتروني لطلاب الدراسات العليا، والدفع الإلكتروني للمصاريف الدراسية، واستخراج الكارنيهات الجامعية للطلاب، والكشف الطبي الرقمي، والاختبارات الإلكترونية، وتعليم البرمجة للأطفال، كما قام المركز بتدشين مبادرة العمل الحر لتدريب خريجات الجامعة على متطلبات سوق العمل، والتنسيق مع المحافظة لإنشاء منصة إلكترونية لمشروعات المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" بالفيوم.
ولفت رئيس الجامعة إلى أن الجامعة عقدت عدة ندوات حول"التحول الرقمي ودوره في صناعة القرار"،ثرية بالمعلومات والأفكار البناءة في إطار علمي ممنهج، وانه يقدم الشكر لمسئولي مركز المعلومات بالجامعة لجهدهم المتميز ودورهم الفاعل في تنظيم هذه الندوات مثمناً جهود الدكتور أحمد جابر شديد رئيس جامعة الفيوم السابق، في تطوير مركز معلومات الجامعة، ليكون على أعلى مستوى في صورته الحالية بوحداته المختلفة.
وأوضحت الدكتورة رانيا أبو السعود مدير عام مركز معلومات جامعة الفيوم، أن نشاطات المركز تأتي في إطار توجيهات القيادة السياسية بتطبيق التحول الرقمي على كافة المستويات ومنها الجامعات، لجعل الجامعات المصرية في مصاف الجامعات العالمية الرقمية، ومواكبة الجيل الرابع لتكنولوجيا العصر، لافتة إلى أن مركز معلومات الجامعة يضم عدد 96 موظفاً وموظفةً، بعدد 7 وحدات.
وأضافت، أنه تم إجراء اختبارات إلكترونية لعدد 15189 طالب وطالبة بالكليات الطبية المختلفة بجامعة الفيوم "الطب البشري، والصيدلة، والتمريض، وطب الفم والأسنان"، وجاري التنسيق لإعداد اختبارات إلكترونية لطلاب التخصصات غير الطبية، من خلال 11 معملاً مجهزاً بعدد 1580 جهاز كمبيوتر.
وكان عقد الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، اجتماعاً مع رؤساء القطاعات، ورؤساء مجالس المدن، لمتابعة آليات إطلاق المنصة الإليكترونية الرقمية للمشروعات القومية، ومشروعات المبادرة الرئاسية "حياة كريمة، وذلك بالتعاون مع جامعة الفيوم، تحت إشراف الدكتور ياسر حتاتة رئيس الجامعة، والدكتور محمد خفاجي عميد كلية الحاسبات والمعلومات.
جاء ذلك بحضور الدكتور محمد عماد نائب المحافظ، والدكتور محمد التوني معاون المحافظ، والدكتور أحمد سلامة بكلية الحاسبات والمعلومات جامعة الفيوم، والأستاذ إسلام عبد التواب منسق مبادرة "حياة كريمة" بالمحافظة، والدكتورة وسام سعيد مسئول المنصة الإليكترونية.
خلال الاجتماع، استعرض الدكتور أحمد سلامة، آلية عمل النسخة التجريبية من المنصة الإليكترونية لمنظومة التحول الرقمي التي تم إعدادها لجميع المشروعات القومية على أرض المحافظة، والبيانات والإحصائيات الخاصة بمشروعات المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، التي يجري تنفيذها بمركزي إطسا ويوسف الصديق، وكيفية دخول المواطنين على المنصة لتقديم الشكاوى والمقترحات، وإتاحة الفرصة أمامهم للتعرف على نسب تنفيذ المشروعات ومتابعة معدلات الإنجاز.
وأشار محافظ الفيوم، أن المنصة الإليكترونية لمنظومة التحول الرقمي، تهدف إلي رفع الوعي لدى المواطنين بالمشروعات القومية التى يجري تنفيذها، ومنها مشروعات المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، في ظل توجه الدولة المصرية نحو التحول الرقمي، مؤكداً على ضرورة إتاحة المعلومة للمواطن، لضمان مشاركته في تقديم المقترحات، والرد على شكواه.
وأوضح المحافظ، أن المحافظة تسعى لإطلاق منصة متكاملة لإدارة كافة موارد المحافظة، والموارد البشرية، والبنية التحتية والفوقية، من خلال خريطة رقمية تفاعلية، وإعداد قاعدة معلومات وخريطة جغرافية بما يجري تنفيذه على أرض المحافظة، للتيسير على متخذي القرار، لافتاً إلى التعاون مع كليتي الحاسبات، والآداب، ومركز معلومات جامعة الفيوم، ووزارة الاتصالات، في هذا الشأن.
وأضاف، أن استخدام المواطنين لهذه المنصة الإليكترونية سيتيح لهم التعرف على ما تم إنجازه من مشروعات، وسهولة التواصل مع المحافظة لتقديم المقترحات والشكاوي والاستفسارات المتعلقة بمشروعات المبادرة الرئاسية حياة كريمة، كما ستتيح المنصة آليات إدارة مشروعات المبادرة إليكترونياً، من خلال التواصل الفعال بين كافة الجهات التنفيذية، لتيسير الإجراءات والإسراع في معدلات تنفيذ كافة الأعمال.
ووجه محافظ الفيوم، رؤساء القطاعات، بسرعة ترشيح مندوب عن كل قطاع، للمشاركة في البرنامج التدريبي حول آليات التعامل مع المنصة الإليكترونية، تمهيداً لإطلاقها بالتنسيق مع وزارة الإتصالات.