تترقب القارة الأفريقية مؤتمر الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ(COP27) الذى سيعقد بمدينة شرم الشيخ فى الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر، من أجل وضع حلول بيئية لإنهاء معاناة الملايين من آثار التغير المناخى المتمثلة فى الجفاف والفيضانات والتى تؤدى بدورها إلى انتشار الجوع وظاهرة النزوح.
وتعد أفريقيا الضحية الكبرى للانبعاثات، فرغم مساهمتها بـ4% فقط من الانبعاثات الكربونية العالمية، فإنها تواجه آثار التغير المناخى التى تعيق جهود التنمية، لذا تضع مصر على رأس أولوياتها التحديات التى تواجهها القارة السمراء، وذلك تكريسا لاستراتيجية قيادة القارة والتحدث بلسانها فى المحافل الدولية.
وتستعد الدول الافريقية بمشاركة فعالة فى مصر، بدورها أكدت الحكومة النيجيرية أنها ستشارك بشكل مكثف، معتبرة أن القمة تمثل فرصة مهمة للنظر فى آثار تغير المناخ فى إفريقيا، مشيرة إلى أنها أدرجت أهم التوقعات والأولويات التى تأمل فى تحقيقها من اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.
وقال وزير البيئة النيجيرى محمد عبد الله " أن القمة تمثل فرصة نادرة للخبراء والمسؤولين للالتقاء والتصدى لتحد يؤثر على الإنسانية، تهدف إلى إظهار الوحدة ضد تهديد وجودى لا يمكن التغلب عليه، إلا من خلال العمل المنسق والتنفيذ الفعال، موضحا أن الأولويات والتوقعات القصوى لنيجيريا من المؤتمر تشمل توفير جناح وطنى فى كوب 27، سيكون بمثابة قاعدة لاستضافة جميع أنشطة الوفد النيجيرى خلال المؤتمر لعقد اجتماعات ثنائية.
كما سيوفر أيضا مكانا للتواصل مع المستثمرين المحتملين والفرص ذات الصلة للنيجيريين، مشيرا إلى أن الترتيبات الخاصة باستضافة الأحداث الجانبية فى جناح نيجيريا من قبل أصحاب المصلحة المهتمين تتم مناقشتها، قائلا "ستتعلق الأحداث الجانبية التى سيتم استضافتها فى الجناح بعرض أفضل الممارسات النيجيرية والتبادلات مع المجتمع الدولي".
وكشف أن نيجيريا ستستضيف، تحت رعاية اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، اجتماعا جانبيا رفيع المستوى وهو متابعة لجلسة الرئيس محمد بخارى فى الدورة الخامسة عشرة لمؤتمر الأطراف فى اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحّر فى أبيدجان فى كوت ديفوار فى مايو الماضي.
وفى السنغال أعرب الرئيس السنغالى ماكى سال على هامش منتدى داكار للسلم والامن الدولى عن تطلعه أن مصر ستكون صوت إفريقيا فى مؤتمر المناخ القادم، مشيراً إلى أهمية المشاركة الفعالة لمحاربة التغير المناخى من أجل التنميه الإفريقيه المستدامة.
وتستعد غانا لاول مرة فى تاريخها لعرض فيلم وثائقى عن البيئة وتغير المناخ من إنتاج مصورى الفيديو الشباب الغانيين، فى المؤتمر بحسب موقع ذا غانيان ستاندارد الإخباري، ويتألف الفيلم الوثائقى من 12 فيلما منفصلا تسلط جميعها الضوء على تأثير تغير المناخ على البيئة وسبل العيش، لا سيما بين المجتمعات الساحلية التى ضربتها أمواج المد العاتية وارتفاع منسوب مياه البحر .كذلك يتناول الفيلم، تدابير التخفيف من آثار تغير المناخ التى يتخذها الأفراد والمنظمات، بما فى ذلك اعتماد أنظمة الزراعة الذكية مناخيا لتحسين إنتاج الغذاء.
وقبل أيام من القمة، تجرى الدولة المصرية أنشطة مكثفة فى افريقيا للتعريف بأهمية المؤتمر وفى هذا الاطار قامت سفارة مصر بإثيوبيا تنظم الجلسة السابعة لفعاليات المناخ فى مؤتمر COP 27، واستعرض السفير د. محمد جاد، سفير جمهورية مصر العربية لدى إثيوبيا ومندوبها الدائم لدى الاتحاد الأفريقي، خلال الجلسة، حرص الرئاسة المصرية المقبلة للمؤتمر وجهودها لتضمين كافة الأطراف فى عمل المناخ، وانطلاقاً من تركيز الرئاسة على محور التنفيذ والانتقال من مرحلة التعهدات، مبرزاً فى هذا الإطار تعيين الرئاسة المصرية مبعوثاً خاصاً للشباب فى سابقة لمؤتمرات المناخ، فضلاً عن الاهتمام بقضايا المرأة والأطفال فى سياق تغير المناخ باعتبارهما أقل الفئات قدرة على التعامل مع تداعيات المناخ فى القارة الأفريقية والدول النامية عموماً.
وفى غينيا الاستوائية نظمت السفارة المصرية عدد من الفعاليات تحت عنوان" الطريق إلى شرم الشيخ" فى كلية علوم البيئة بالجامعة الوطنية الاستوائية UNGE، فى إطار الترويج للمؤتمر وأشار السفير حداد عبد التواب الجوهري، سفير جمهورية مصر العربية فى مالابو، فى كلمته إلى أهمية استضافة مصر الدورة الـ 27 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ Cop27 بالنيابة عن القارة الأفريقية، والتأكيد على حرص مصر على خروج المؤتمر بأفضل نتائج جادة تهدف إلى الحفاظ على مصالح الدول الأفريقية المتعلقة بتغير المناخ، وتراعى خصوصية الأوضاع التى تمر بها، واستعداد الرئاسة المصرية لتقديم كافة التسهيلات لضمان أوسع مشاركة ممكنة من كافة الدول والمنظمات غير الحكومية المعنية بموضوعات البيئة وتغير المناخ.