مثلث التوافق فى القمة العربية.. الدعوة لتحقيق الاكتفاء الذاتى عبر بناء تكتل اقتصادى عربى.. والتمسك بمبادرة السلام العربية كأساس لعملية السلام فى الشرق الأوسط.. ومجابهة تحديات المناخ قبل انعقاد Cop27 ب

حالة من التوافق العربى شهدتها اجتماعات مجلس الجامعة العربية على مستوى القمة، وهو ما بدا فى الموضوعات التى طرحت خلالها، والتى دارت حول دعم فلسطين، بالإضافة إلى الحاجة الملحة إلى تحقيق التكامل بين الدول العربية لمجابهة التحديات المشتركة، وعلى رأسها الأوضاع الاقتصادية التى تأثرت بصورة كبيرة إثر جائحة كورونا من جانب وكذلك الأزمة الأوكرانية من جانب آخر. ولعل أبرز الدعوات التى انطلقت من القمة العربية، تجسدت فى بناء تكتل اقتصادى عربى موحد، يؤهل العالم العربى للتواجد بقوة على الساحة الدولية، وذلك على خلفية تعاظم التحديات الداخلية والخارجية فاقمت الأوضاع مع زيادة الاستقطاب وتاثيره فى تصعيد الأزمات، وهو ما يبدو فى أزمة الأمن الغذائى. وكشف مدير إدارة المنظمات والاتحادات العربية بجامعة الدول العربية محمد خير عبد القادر عن تأييد كافة الدول العربية للمبادرة التى تقدمت بها السودان حول قضية الأمن الغذائى العربي. وأضاف عبد القادر، فى تصريح لـ"انفراد"، أن القرار المرتقب صدوره خلال القمة العربية بخصوص المبادرة يتضمن 4 نقاط أساسية، وهى الترحيب بالإرادة السياسية لحكومة السودان لتنفيذ المبادرة، كما دعوا مؤسسات التمويل والقطاع الخاص لدعم المبادرة. وأوضح أن مشروع القرار يحمل مطالبة للحكومة السودانية بتهيئة المناخ للاستثمار الزراعى، بالاضافة إلى تشكيل لجنة من الدول العربية والجهات المعنية لمتابعة تنفيذ المبادرة. وبالتالى يبقى الهدف الرئيسى وراء هذا التكتل هو تحقيق الاكتفاء الذاتى وهو ما يساعد الدول العربية على مواجهة الضغوط الدولية المتزايدة فى الآونة الأخيرة، عبر تدعيم التجارة البينية، وتحقيق أكبر قدر من التكامل الاقتصادى، وهو الامر الذى يمكن من خلاله تجاوز الخلافات البينية فى المنطقة العربية. من جانبه، قال الرئيس التونسى قيس سعيد، إن جميع القضايا الجوهرية مازالت معلقة، فى الوقت الذى يفترض فيه المزيد من التكامل على القواسم والمبادئ التى تجمع العرب ولا تفرقهم، مؤكدا أن الوقت حان حتى تستعيد سوريا عافيتها واليمن سعادته وليبيا استقرارها. وشدد على الحاجة لإرادة حقيقية لتجاوز الأزمات، مشددا على ضرورة وجود نظام اقتصادى مشترك من شأنه تحقيق التكامل ومجابهة الضغوط الدولية، حيث تبقى الحاجة لقرارات فعالة من شأنها تحقيق الاكتفاء الذاتى والامن المائى. بينما تبقى فلسطين هى الآخرى أحد أركان معادلة التوافق بين الدول العربية، وهو ما بدا فى أحاديث القادة، ومن قبلهم خلال الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية، حيث شهدت الجلسة الافتتاحية دعوة صريحة من قبل الرئيس الجزائرى عبد المجيد تبون بالتمسك بمبادرة السلام العربية باعتبارها الأساس لتحقيق السلام فى منطقة الشرق الأوسط. فى هذا الإطار، قال وزير الخارجية الفلسطينى رياض المالكى أن القمة العربية هى "قمة فلسطين" بامتياز، موضحا أن اجتماعات وزراء الخارجية العرب شهدت إجماعا على كافة مشروعات القرارات المتعلقة بفلسطين، موضحا أن لم تشهد أى خلافات على الإطلاق، سواء فيما يتعلق بمحتواها أو صياغتها. وأكد المالكى، على أن القضية الفلسطينية تحظى باستثنائية كبيرة خلال اجتماعات الوفود العربية، حيث شهدت قراراتها امتياز يتمثل فى الإجماع على القرارات المتعلقة بها. أما الضلع الثالث من أضلاع التوافق العربى، فيدور حول قضية المناخ وهو ما يتزامن مع استضافة مصر لقمة شرم الشيخ بعد أيام، وهى المرة الأولى التى تستضيف فيها دولة عربية هذا الحدث، خاصة وأن دول المنطقة العربية من أكثر مناطق العالم تأثرا بظاهرة التغيرات المناخية. وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن الغذاء والطاقة والمناخ تُمثل حلقة متصلة، ومنظومة مترابطة فإنتاج الغذاء يعتمد على أسعار الطاقة، واستقرار المناخ، والتغير المناخى يتأثر فى الأساس بالانبعاثات المتولدة عن إنتاج الطاقة، والعناصر الثلاثة صارت عنوانًا للأزمة العالمية التى نشهدها حاليًا بكل تبعاتها الاقتصادية والإنسانية التى تتحملها الشعوب، والتى قد تشتد وطأتها فى هذا الشتاء ولا شك أننا نتابع جميعًا الآثار المزدوجة للجائحة والحرب فى أوكرانيا.. وما أفرزته ولا تزال من تبعاتٍ اقتصادية سلبية صار واضحًا أن العالم أجمع سيضطر للتعامل معها لفترةٍ طويلة قادمة.








الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;