كثفالرئيس الأمريكى جو بايدن من تنقلاته الانتخابية قبل المعركة المصيرية التى ستبدأ الأسبوع المقبل على تجديد نصف مقاعد الكونجرس ومجلس الشيوخ، ويحاول بايدن بزيارته لنيومكسيكو وكاليفورنيا وإلينوى وبنسلفانيا كمحطات أخيرة، أن ينقذ الديمقراطيين من خطر هزيمة شبه محققة ومن سيطرة جمهورية على مفاتيح صنع القرار فى البلاد.
وفى المعسكر المضاد، خاطب دونالد ترامب الرئيس السابق أنصاره بقوله "استعدوا.. سأترشح على الأرجح" لانتخابات 2024 الرئاسية، فيما وصفهاباللحظة الحاسمة بالنسبة إلى الديمقراطية الأمريكية، يحاولالرئيس جو بايدن إنقاذ الديمقراطيين من هزيمة فى انتخابات منتصف الولاية الأسبوع المقبل.
كان بايدن متوجها إلى ولايات نيومكسيكو وكاليفورنيا وإلينوي، قبل أن يُنهى السبت فى بنسلفانيا تنقلاته الكثيرة فى المعركة الانتخابية الحاسمة، ويمضى الرئيس الأمريكى الكثير من الوقت فى حملته الانتخابية فى مناطق تُعتبر معاقل الديمقراطيين - مثل كاليفورنيا - ما يشير إلى اعتماد الحزب سياسة دفاعية، وفقا لفرانس برس.
من جهته، انتقل الرئيس الجمهورى السابق دونالد ترامب الذى لا يزال يتمتع بقبضة قوية على الحزب الجمهوري، إلى مرحلة الهجوم. وخلال تجمع فى ولاية ايوا لم يُبقِ ترامب الكثير من الشكوك فى ما يتعلق بخططه السياسية وقال لمؤيديه "سأترشح على الأرجح" للانتخابات.
وأضاف: "استعدوا، هذا كل ما يمكننى قوله سوف نستعيد أمريكا، والأهم من ذلك، فى العام 2024 سوف نستعيد بيتنا الأبيض الرائع"، وأشار ترامب إلى أن عام 2022 سيكون العام الذى سنستعيد فيه الجمهوريين الكونجرس وقال: " سوف نستعيد مجلس الشيوخ".
وتُرجّح استطلاعات الرأى فوز الجمهوريّين بمجلس النواب وربّما مجلس الشيوخ. حاليا، يحظى الديمقراطيون بغالبية ضئيلة فى المجلسَين، لكنالحزب خسر شعبيّته بسبب غضب شعبى من التضخم المرتفع.
وقالت شبكة سى أن أن، إن الجمهوريين يحتاجون فقط إلى ربح صافٍ قدره خمسة مقاعد والتى ستترجم لأغلبية كبيرة فى مجلس النواب ويمكنهم الفوز بمقاعد كافية فى نيويورك وحدها للقيام بذلك.
وأكد بايدن فى خطاب ألقاه فى واشنطن مساء الأربعاء، أن منافسة الأسبوع المقبل تتجاوز كونها مجرد سياسات انتخابية، مشيرا إلى أن مئات المرشّحين الجمهوريّين لمناصب فى جميع أنحاء البلاد انضموا إلى نظرية المؤامرة الكاذبة لليمين المتطرف التى يقودها ترامب ومفادها أن الانتخابات الرئاسية عام 2020 كانت مزوّرة.
على الجانب الآخر، عاد ترامب ليبرز كأقوى شخصية فى الحزب الجمهوري، حيث يتوقع كثيرون إعادة ترشحه فى عام 2024، على الرغم من خضوعه للتحقيق بتهمة الاحتفاظ بوثائق سرّية جدا فى منتجعه فى فلوريدا وتعرّضه للمساءلة مرّتين خلال ولايته الرئاسية.
ومع انتقاد المحافظين للإدارة الأمريكية بشأن التضخم والجريمة والهجرة غير الشرعية، استخدم بايدن (79 عاما) خطابه لمهاجمة ترامب وأنصاره، واصفا إياهم بأنهم يطرحون تهديدا أكبر على البلاد.
وقال بايدن "هناك مرشحون يتنافسون على مناصب من كل المستويات فى أمريكا... لا يلتزمون قبول نتائج الانتخابات التى يخوضونها".
وأضاف أن هدفهم كان اتباع نهج ترامب ومحاولة "تخريب النظام الانتخابي"، مشيرا إلى أن هناك أكثر من 300 جمهورى ينكرون نتائج الانتخابات يشاركون فى السباقات الانتخابية فى كل أنحاء البلاد هذا العام.
وتابع "لقد شجعوا على العنف وترهيب الناخبين والمسؤولين عن الاقتراع" بعد أقل من عامين على قيام حشد من أنصار ترامب بالهجوم على مبنى الكابيتول فى محاولة لإلغاء نتيجة انتخابات عام 2020، وقال "هذا هو السبيل إلى الفوضى فى أمريكا. إنه أمر غير مسبوق وغير قانونى ومنافٍ لقيم أمريكا".
فى أعقاب هجوم عنيف على زوج رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسى بيلوسي، زاد بشكل كبير من مخاوف الخطاب السياسى المشحون، دعابايدن الأمريكيين على الاتحاد دفاعا عن الديمقراطية.
وأوضح "علينا أن نقف صفاواحدا لنبذ العنف السياسى وترهيب الناخبين. نقطة على السطر".
وبعد 22 شهرا على الهجوم على مبنى الكابيتول، أظهرت استطلاعات الرأى أن الناخبين الأمريكيين أكثر اهتماما بالاوضاع الاقتصادية، حيث تعد أسعار الغاز والسلع الاستهلاكية هى القضية الاقتصادية الأكثر إلحاحا بالنسبة إليهم.
وردا على خطاب بايدن، اتهم زعيم الجمهوريين فى مجلس النواب كيفين مكارثى الرئيس برفض "معالجة مخاوف الأمريكيين الرئيسية".
وكتب مكارثى على تويتر "بعد ستة أيام، سيفوز الجمهوريون بشكل مقنع وسيساعدون فى إعادة وضع أمريكا على المسار الصحيح".
وأشارت الشبكة الامريكية إلى أن خسارة أى من المجلسين ستكون كارثية بالنسبة للرئيس، الذى يستعد لسيل من التحقيقات الجمهورية التى تستهدف إدارته، وتعامله مع الانسحاب الأمريكى من أفغانستان والشؤون التجارية لابنه هانتر بايدن، الذى يخضع للتحقيق من قبل الحكومة.