تحقيقات النيابة تكشف إجراء عملية الختان للضحية بمستشفى خاص صادر لها قرار بالإغلاقة
شقيقة الضحية التوائم: لن أنسى نظرات توأمى قبل وفاتها بدقائق
لأول مرة داخل محاكم مصر تشهد محكمة جنايات السويس محاكمة متهمين بالقيام بإجراء عملية ختان إناث تسببت فى وفاة طالبة 17 عاما هى الضحية "ميار محمد موسى"، التى توفيت بسبب تعرضها لعملية ختان داخل أحد المستشفيات الخاص بالسويس، وكشفت تحقيقات النيابة العامة بالسويس أن شقيقة الضحية التوائم قامت هى الأخرى بإجراء عملية ختان فى نفس يوم وفاة الضحية "ميار" فى حضور والدتهم التى دخلت للسجن وتم إحالتها للمحاكمة.
وقررت النيابة العامة بالسويس اليوم، الأربعاء، إحالة 4 من المتهمين فى قضية وفاة "ميار محمد موسى" ضحية ختان الإناث بالسويس إلى الجنايات لأتهامهم بأحداث جرح قطعى أفضى إلى موت الفتاة.
وقال مصدر قضائى، إن المتهمين الصادر قرار بإحالتهم لمحكمة الجنايات، التى سيتم تحديد أولى جلسات محاكمتهم هم، الطبيبة "ن . أ" طبيبة جراحة، التى أجرت عملية ختان الإناث و"أ. م . ع" والدة ميار ضحية الختان، و"س . أ" طبيب التخدير و"ر. أ" مسئولة بمستشفى خاص اجريت بها عملية الختان.
وقال أسامة الباز، محامى والدة ضحية ختان الإناث، إن هذة القضية شهدت خلال تحقيقات النيابة قبل إحالتها للمحاكمة اهتمام كبير وكشفت التحقيقات أن مفتش الصحة بالسويس قال بشكل صريح خلال تحقيقات النيابة العامة أنه قام بتحرير محضر عقب محاولة مسئولى المستشفى الخاص، التى أجريت بها العملية الجراحية لـ"الضحية" ميار من أجل التأثير علية والسماح بدفن الجثة.
وكشف أسامة الباز، أن المتهم الأول فى القضية هى الطبيبة "ن.أ"، التى أجريت العملية، كما دخل فى القضية طبيب التخدير متهم، بجانب والدة الفتاة، وأيضا تم إحالة مسئولة بالمستشفى الخاص، إلى محكمة الجنايات لتورطها فى القضية .
وأكد الباز، أن التحقيقات أثبتت أن المستشفى الخاص التى أجريت بها العملية لـ"الضحية" كانت تعمل بالرغم من صدور قرار بإغلاقها بسبب عدم توافر الاشتراطات الصحية والطبية بالمستشفى.
وكانت والدة "ميار محمد مرسى" ضحية ختان الإناث بالسويس قامت بالأدلاء بأقوال كاملة أمام النيابة العامة بالسويس، كشفت من خلالها تفاصيل قيام المستشفى الخاص، الذى أجرى به عملية بمحاولة التخلص بأى طريقة من الفتاة ميار عقب وفاتها وإخراجها من المستشفى، ومحاولة مسئولى المستشفى التأثير على مفتش الصحة بالسويس من أجل الموافقة على دفن الفتاة.
أدلت والدة ميار محمد مرسى ضحية الختان بالسويس، بأقوال جديدة كاملة أمام النيابة العامة بالسويس، كشفت خلالها تفاصيل قيام المستشفى الخاص، التى أجرت بها العملية، بمحاولة التخلص بأى طريقة من الفتاة عقب وفاتها وإخراجها من المستشفى، ومحاولة مسئولى المستشفى التأثير على مفتش الصحة من أجل الموافقة على دفن الفتاة.
وقالت "انتصار. م. ع" ممرضة والدة ميار محمد موسى ضحية الختان، الحقيقة أنه عقب وفاة ابنتى ميار خلال اجراء العملية لها، قامت الطبيبة بالإلحاح من أجل نقل ابنتى من المستشفى بعد وفاتها، وأكدوا لى ضرورة عدم بقاء البنت بالمستشفى.
وقالت انتصار، إن مسئولى المستشفى أكدوا لى أنه عقب قيامى بنقل ابنتى إلى منزل أسرتنا، سيحضرون مفتش الصحة وسيتولون إقناعه بإصدار تصريح دفن حتى لا نقع جميعا تحت طائلة القانون وحتى لا أتعرض للحبس.
وتابعت والدة ميار، ذهبت بابنتى وشقيقتها التى أجرت العملية فى نفس اليوم داخل المستشفى الخاص إلى منزل والدتى بمدينة الكوثر بالسويس، وقامت إدارة المستشفى بإرسال طبيب والاتصال بمفتش الصحة بالسويس، وبعد قدوم مفتش الصحة إلى منزل والدتى أصر على تحرير محضر بقسم شرطة فيصل وذهبت معه إلى القسم وقام فعلا بتحرير المحضر، ثم تم نقل ابنتى إلى مشرحة مستشفى السويس العام حتى تم الكشف عليها ثم دفنها.
وأوضحت والدة ميار، أن إدارة المستشفى الخاص كان ما يشغلهم فقط إخراج ابنتى من المستشفى، وقاموا بتخويفى أن ابنتها ستتعرض للتشريح.
وشددت انتصار فى أقوالها، على أن العملية كانت لإزالة زوائد فقط من بناتى الاثنين ميار ونهال، مؤكدة أنها تعيش أصعب أيام حياتها، وأكد مصدر بالنيابة العامة بالسويس، أن المسجل فى تذكرة دخول ميار للمستشفى هو إجراء عملية إزالة كيس دهنى، وكل المتهمين فى أقوالهم، قالوا إزالة زوائد وفى كل الأحوال أجريت العملية على خلاف المذكور فى المستندات.
وفى سياق متصل، قررت محكمة السويس رفض استئناف قرار حبس "انتصار. م. ع " ممرضة والدة ميار محمد موسى ضحية ختان الإناث بالسويس وأستمرار حبسها لمدة 15 يوما على ذمة التحقيقات، وقال مصدر قضائى، إن المحكمة رفضت الأستئناف خلال الجلسة التى شهدت حضور والدة ضحية ختان الإناث، ومن المقرر أن تعرض والدة ضحية الختان على محكمة السويس يوم 23 يونية خلال جلسة تجديد حبسها.
وقالت نهال محمد مرسى، شقيقة الطفلة ميار ضحية الختان بالسويس، للنيابة العامة، إنها دخلت المستشفى مع شقيقتها التوأم ميار، والأطباء أجروا لها "العملية" قبل شقيقتيها، مضيفة: "ولقد شاهدت شقيقتى قبل دخولها للعمليات وقبلل وفاتها وهى نظرات لن أنساها طوال حياتى".
وأكدت نهال، أن ما قالته والدتها أمام النيابة صحيح تماما، وأن والدتها تعرضت لضغوط من المستشفى الخاص لنقل شقيقتها بعد وفتها، متابعة: "أكدوا لأمى أنه لو تركت ابنتها بالمستشفى ستحضر الشرطة وتتعرض شقيقتى ميار للتشريح بالطب الشرعى وهذا سبب خوف والدتى ونقل شقيقتى سريعا إلى منزل جدتى"، واستكملت نهال: "فقدت شقيقتى التوأم وهو أحساس وشعور قاتل جدا، لأن ميار كانت شقيقتى وصديقتى وكنا لا نترك بعضنا البعض أبدا، وكانت ميار إنسانة طيبة جدا ومتدينة وتعشق كل أسرتها".
وكشفت التحقيقات بالنيابة العامة بالسويس، أن الطبيبة "ن . أ"، التى أجريت العملية الجراحية للضحية هى فى الأساس متخصصة طبيبة أمراض جلدية وليس جراحة، وهذا أمر معروف بين الجميع بالسويس، وأنها كانت تعمل بالرغم من ذلك كطبيبة أمراض نساء.
وكشف مصدر بالنيابة العامة بالسويس، عن أن موقف المستشفى الخاص بالسويس التى أجريت به عملية ختان الإناث للضحية، أصبح موقفهم صعب بالتحقيقات، خاصة بعد اعترافات والدة ضحية الختان أن المستشفى هى من سعت لإخفاء الحقائق بعد وفاة الضحية.
من جانبة، أكد صدقى سيدهم، مفتش الصحة بالسويس، أنه بالرغم ما تعرض له من محاولات تشوية من جانب المتهمين بإجراء عملية ختان الإناث ولكنة مرتاح الضمير لانه قال كلمة الحق.
وأوضح سيدهم، أننى أؤكد أن ما أجرى للفتاة وتسبب فى وفاتها هو إجراء عملية ختان الإناث وليس شئيا آخر غير ذلك.