يتوجه الناخبون الأمريكيون اليوم الثلاثاء، إلى مراكز الاقتراع فى مختلف أنحاء الولايات المتحدة لانتخاب كافة أعضاء مجلس النواب البالغ عددهم 435 ، و35 من مقاعد مجلس الشيوخ، و33 من حكام الولايات، وتشير التوقعات إلى تحقيق الجمهوريين مكاسب كبيرة وفقدان الديمقراطيين سيطرتهم التامة على الحكم فى واشنطن.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إنه مع إجراء الانتخابات النصفية الأمريكية غدا الثلاثاء، فإن الديمقراطيين يستعدون لخسائر محتملة بينما يتوقع الجمهوريون موجة حمراء.
وذكرت الصحيفة أن حملة الانتخابات المضطربة استمرت خلال الساعات الماضية، حيث أظهر الناخبون، المنزعجون من التضخم القياسى والقلق بشأن سلامتهم الشخصية والمخاوف المتعلقة بالاستقرار الأساسى للديمقراطية الأمريكية، مؤشرات على الاستعداد لرفض سيطرة الديمقراطيين على واشنطن، والاستعداد لحكم منقسمة.
ومع مواصلة المرشحين فى مختلف انحاء البلاد إقناع الناخبين ببرامجهم، دخل الجمهوريون المرحلة النهائية من السباق واثقين بأنهم سيفوزون بأغلبية مجلس النواب، وربما الشيوخ. بينما أعد الديمقراطيون أنفسهم لخسائر حتى فى الولايات التي تعتبر "زرقاء".
وظهر الرئيس الامريكى جو بايدن أمس الأحد لدعم حاكمة نيويورك كاثى هوكول فى الولاية التي فاز بـ 80% من الأصوات فى 2020، مما يشير إلى التحديات العميقة التي تواجه حزبه بعد عامين من كسبه تفويض لسن أجندة داخلية هائلة. من جانبه، ألقى الرئيس السابق دونالد ترامب خطابا لأنصاره فى ميامى، فى إشارة أخرى على تفاؤل الجمهوريين بأن الحزب قد يقلب أكثر المقاطعات ازدحاما بالسكان فى فلوريدا لأول مرة منذ 20 عاما.
وفى الفعالية التي شارك فيها بايدن فى برونكسفيل بنيويورك، وصف يوم الانتخاب والحملة الرئاسية القادمة بأنها نقاط انعكاس للعشرين عاما المقبل. وقال إن الناخبين أمامهم اختيار واضح بين رؤيتين مختلفتين بشكل جذرى لأمريكا.
من جانبه، وقف ترامب على المنصة لمدة 90 دقيقة لمهاجمة الديمقراطية ووصفهم بالتراخى إزاء الجريمة، وأعاد الحديث عن المظالم المتعلقة برئاسته وانتخابات 2020، وتفاخر بأنه كان محفزا للناخبين اللاتينيين خاصة فى فلوريدا من أجل التحول نحو الحزب الجمهورى.
وقالت نيويورك تايمز إن ظهور كل من بادين وترامب يمثل تتويجا لحملة انتخابات غير عادية، فهى الأولى بعد وباء كورونا، والأولى بعد حكم المحكمة العليا الأمريكية بإلغاء حق الإجهاض، والأولى بعد أحداث اقتحام الكونجرس فى بلد منقسم بشدة هزه العنف السياسى والاكاذيب المتعلقة بالانتخابات الأخيرة.
وفى حين يقول أغلبية الناخبين أن الاقتصاد هو مبعث قلقهم الأول، فإن ثلاثة أرباع الأمريكيين تقريبا يعتقدون أن الديمقراطية فى خطر، ويصف الأغلبية منهم الحزب المعارض بأنه التهديد الأكبر. وفى حال فاز الجمهوريون فى سباقات مجلس النواب، فإن أغلبيتهم يمكن أن تقوى شوكة الجناح المينة فى الحزب، ومنح حيز أكبر للمشرعين الذين يتجاوبون مع نظريات المؤتمرة والأكاذيب مثل النائبة ماريجورى تايلور جرين من جورجيا ومات جايتز من فلوريدا.
وهذبت الصحيفة الأمريكية إلى القول بان السؤال الأساسى الذى يواجه الديمقراطيون هو ما إذا كانت هذه اللحظة ستتغلب على رياح تاريخية معاكسة. فمنذ عام 1934 ، خسر حزب كل رئيس تقريبا مقاعد فى أول انتخابات نصفية بعد توليه الرئاسة. وعادة ما يعاقب الناخبون الحزب الموجود فى السلطة على الأوضاع الاقتصادية السيئة ، وهو ما يشير إلى تحقيق الجمهوريين مكاسب.
لكن تظل كل الاحتمالات قائمة، ما بين سيطرة الديمقراطيين على مجلس الشيوخ، أو سباق متقارب على مجلس النواب، والسبب فى ذلك أن هناك العديد من السباقات على الحافة. ففي مجلس الشيوخ، تظل السباقات الأكثر احتمالا فى تحديد الأغلبية متقاربة بشكل استثنائى، وتشيير الاستطلاعات إلى أن السباقات حامية فى جورجيا وبنسلفانيا وأريزونا ونيفادا ونيوهامبشير.
والأمر كذلك أيضا فى مجلس النواب. فرغم أفضلية الجمهوريين حتى الآن، إلا أن العشرات من السباقات تظل معلقة. وهناك احتمالية أيضا لنتائج مفاجئة، مقل فوز ساحق حقيقى للجمهوريين، أو سيطرة الديمقراطيين على الكونجرس، فقد سبق أن اخطأ توقعات استطلاعات الرأي، ويظل للناخبين القول الفصل.