يتوجه الناخبون الأمريكيون، الثلاثاء، إلى مراكز الاقتراع فى مختلف أنحاء الولايات المتحدة للإدلاء بأصواتهم فى انتخابات الكونجرس وأغلبية حكام الولايات إلى جانب الانتخابات المحلية فيما يعرف باسم الانتخابات النصفية.
ومثل الانتخابات الرئاسية، تجرى الانتخابات النصفية فى الثلاثاء الأول من نوفمبر، ما لم تكن بداية الشهر ثلاثاء، وتشمل اختيار كافة أعضاء مجلس النواب 435، و35 من أعضاء مجلس الشيوخ، و36 من حكام الولايات، إلى جانب انتخابات محلية فى مختلف أنحاء الولايات.
وعلى الرغم من أن التصويت يجرى الثلاثاء 8 نوفمبر فى مراكز الاقتراع، فيما يعرف بيوم الانتخاب، إلا أن أكثر من 40 مليون أمريكى قد أدلوا بأصواتهم بالفعل فى التصويت المبكر، ومن بينهم الرئيس جو بايدن نفسه الذى صوت فى مسقط رأسه بولاية ديلاوير.
انتخابات الكونجرس
تحظى انتخابات الكونجرس بالاهتمام الأكبر فى الدورة النصفية. ويتم انتخاب أعضاء مجلس النواب كل عامين، بينما تكون مدة الفترة فى مجلس الشيوخ ست سنوات، ويبلغ عدد أعضاء المجلس 100 عضو يمثلون 50 ولاية، سيناتوران عن كل ولاية. ورغم أن التصويت يجرى فى كل الولايات، إلا أن عددا قليلا من السباقات الرئيسية فى ولايات محددة تكون حاسمة فى الانتخابات.
وإلى جانب هذا، تنتخب 36 ولاية حكامها فى دورة التجديد النصفى. ورغم أن حكام الولايات لا يؤثرون مباشرة فى سياسات واشنطن، إلا أنهم يؤثرون بشدة فى السياسات فى ولاياتهم ويؤثرون على ممثلي الولاية فى الكونجرس.
فى الوقت الراهن يسيطر الديمقراطيون على مجلس النواب بفارق عدد ضئيل من المقاعد، بينما تترجح كفتهم فى مجلس الشيوخ بالصوت الفاصل ل نائبة الرئيس كامالا هاريس بعد تساوت المقاعد بين الحزبين.
ولو خسر الديمقراطيون الأغلبية فى مجلس الكونجرس أو إحداهما، فإن الرئيس جو بايدن لن يستطيع على الأرجح أن يمرر أي تشريعات فى النصف الثانى من فترته الرئاسية بسبب سياسى الجمهوريين القائمة منذ فترة طويلة بعرقلة كل مشروعات القوانين تقريبا القادمة من البيت الأبيض الديمقراطى.
ما هي أبرز القضايا فى انتخابات 2022؟
يعتبر الاقتصاد والتضخم الشاغل الرئيس الأولى للناخب الأمريكى. وفى الوقت الذى يحاول فيه الرئيس جو بايدن الدفاع عن سجله الاقتصادى بما حققه من معدلات قياسية فى خفض البطالة وتوفير فرص العمل، إلا أن ارتفاع الأسعار الخاصة بالسلعة الأساسية يقف عقبة أساسية فى طريق تحقيق حزبه مكاسب انتخابية.
وتشهد الولايات المتحدة أسوأ تضخم منذ 40 عاما، أدى إلى ارتفاع الأسعار وإعاقة خطط الديمقراطيين الذين يحاولون الحفاظ على أغلبيتهم. ووعد بايدن خلال جولة له في سان دييجو في كاليفورنيا بخفض التضخم، مشددا خصوصا على أهمية الاستثمارات الضخمة التي تقوم بها إدارته، ولا سيما في أشباه الموصلات والمناخ. إلا أن ارتفاع الأسعار، بمعدل 8.2% على أساس سنوي في الولايات المتحدة، لا يزال مصدر القلق الرئيس بالنسبة إلى الأمريكيين، وجهود بايدن لإظهار نفسه بأنه "رئيس الطبقة الوسطى" لا تؤتي ثمارها حاليا.
القضية الثانية التي تشغل مساحة كبيرة من اهتمامات الناخبين هي زيادة المخاوف من العنف السياسى. كشف استطلاع جديد للرأى أجرته صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية أن ما يقرب من 90% من الأمريكيين يشعرون بالقلق من زيادة خطر العنف السياسي في الولايات المتحدة.
وإلى جانب هذا، هناك القضايا المتعلقة بحقوق الإجهاض والضمان الاجتماعى وغيرها من القضايا التي تمس المواطنين الأمريكيين.
ما هي أهم الولايات الحاسمة فى تلك الانتخابات؟
هناك عدد من الولايات التي من المتوقع أن تسحم نتائجها أغلبية أي من المجلسين، وهذه الولايات هي بنسلفانيا وجورجيا واريزونا ونيفادا وميتشيجان وويسكونسن. ويشير موقع فايف ثرتى إيت الأمريكى، إلا أن أغلب النتائج ستكون متاحة بحلول التاسعة صباح الأربعاء، اليوم التالى للانتخابات. ويحتاج الجمهوريون للفوز بخمسة مقاعد على الأقل فى مجلس النواب للحصول على الأغلبية، ومقعد واحد فقط فى مجلس الشيوخ
متى ستكون النتائج؟
يختلف إعلان النتائج من ولاية إلى أخرى، وبعض السباقات تحسم سريعا، بينما تستغرق سباقات أخرى أياما وأحيانا أسابيع. ويمكن أن يكون هناك إعادة فرز الأصوات إما طواعية او إلزامية فى بعض المقاطعات التي تكون فيها نتائج الانتخابات متقاربة للغاية.
هل تؤثر نتائج الانتخابات على السياسة الخارجية الأمريكية؟
فى حال احتفاظ الديمقراطيين بأغلبيتهم فى الكونجرس، فليس من المتوقع أن يكون هناك تغييرا فى السياسة الخارجية الأمريكية خلال الفترة المتبقية من رئاسة جو بايدن.
أما لو فاز الجمهوريون بالنواب أو الشيوخ أو كليهما، فقد تتأثر بعض قرارات السياسة الخارجية الأمريكية لاسيما ما يتعلق بمساعدات أوكرانيا، حيث أبدى الجمهوريون استياءً إزاء حجم المساعدات العسكرية الهائلة التي خصصتها الولايات المتحدة لأوكرانيا فى الأشهر الماضية منذ الغزو الروسى.