تقترب ساعة الصفر فى الولايات المتحدة، بعد فرز أكثر من 70% من أصوات الناخبين فى انتخابات التجديد النصفى للكونجرس الأمريكى، والتى تحدد ملامح الفترة المتبقية من ولاية الرئيس جو بايدن وسياسات الإدارة الأمريكية فى مختلف الملفات.
وكشفت شبكة سى إن إن الأمريكية أنه بعد فرز أكثر من 70% من الأصوات تقدم الجمهوريين فى مجلس النواب فيما يقترب الديمقراطيين من السيطرة على مجلس الشيوخ.
وحسب إحصاءات سى أن إن، حصل الجمهوريون على 193 مقعدا فى النواب مقابل 170 للديمقراطيين، وعلى 192 مقبل 164 حسب ارقام فوكس نيوز، و218 مقابل 217 حسب قناة أن بى سى، وذلك بحلول الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلى، وسط استمرار فرز الأصوات وأشارت إلى أن الجمهوريون يحتاجون 218 مقعد من اصل 435 للسيطرة على النواب.
أما فى مجلس الشيوخ، يضمن الديمقراطيون لأنفسهم 48 مقعدا مقابل 47 للجمهوريين، حسب CNN وNBC، فيما تشير توقعات Fox إلى التعادل مع 48 مقعدا لكل من الحزبين حتى الآن.
ولتأمين الأغلبية، يحتاج الجمهوريون إلى 51 مقعدا، والحزب الديمقراطى الحاكم 50 مقعدا، بالنظر إلى أن لنائبة الرئيس كامالا هاريس التى تترأس جلسات المجلس حسب القانون، الصوت المرجح فى حالات التعادل.
وتشير الإحصاءات الأخيرة إلى انحسار مد الجمهوريين الانتخابى إلى حد ما بعد أن كانت توقعات سابقة تتحدث عن تقدمهم فى كلا المجلسين، مع تقدم كبير فى "النواب" بصورة خاصة.
ووفقًا لمتوسطات الاستطلاعات الأخيرة، من المتوقع أن يفوز الجمهوريون بعدد كافٍ من المقاعد فى مجلس النواب لاستعادة السيطرة على مجلس النواب بالكونجرس - والتى سيستخدمونها لإحباط أجندة بايدن وبدء التحقيقات فى إدارته، لكن توازن القوى فى مجلس الشيوخ سيعتمد على نتيجة السباقات التى كانت متقاربة فى المرحلة الأخيرة من الحملة
توقع الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب سيطرة الحزب الجمهورى على الكونجرس بعد انتخابات التجديد النصفي
وقال ترامب "أعتقد أنهم لو فازوا سأحصل على كل الفضل، لكن لو خسروا، لا ينبغى أن يوجه لى أى لوم"وأضاف "عادة ما يحدث هو أنه لو فازوا لا أحصل على أى إشادة، بينما سيلقون على بكل اللوم والمسؤولية لو خسروا، وأنا مستعد لكل شيء".
لكن ترامب، الذى أعرب أكثر من مرة عن تفكيره فى الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة، انتقد حاكم ولاية فلوريدا، رون دى سانتيس، المرشح المحتمل لمواجهته فى الانتخابات التمهيدية بالحزب الجمهوري.
وقال ترامب إن تأييده لدى سانتيس، كان هو العامل الحاسم لفوزه فى انتخابات الولاية عام 2019، وقال ترامب "لقد كنت أظن أنه سيكون أكثر امتنانا، لكنه أمر يعود إليه".
وقالت صحيفة نيويورك بوست، إن الجمهوريين استطاعوا قلب تسعة مقاعد فى مجلس النواب، أى أكثر مما يحتاجون إليه لاستعادة السيطرة على المجلس بعد أربع سنوات من الخروج من السلطة.
ووفقا للصحيفة حصل الجمهوريين على 3 مقاعد فى ولاية فلوريدا التى اختارها الرئيس السابق دونالد ترامب لتكون مقرا له بعد تركه البيت الأبيض، ومقعدان فى نيوجيرسى واخر فى جورجيا وتينيسى وتكساس وويسكونسون
وعلق زعيم الجمهوريين فى مجلس النواب كيفين مكارثى فى خطاب ألقاه فى الساعة الثانية صباحًا إنه واثق من أن الجمهوريين سيستعيدون مجلس النواب بالكونجرس على الرغم من المكاسب الأقل من المتوقع فى انتخابات التجديد النصفي.
وقال مكارثى فى مع استمرار فرز الأصوات: "من الواضح أننا سنستعيد مجلس النواب عندما تستيقظ غدًا، سنكون فى الأغلبية وستكون نانسى بيلوسى من الأقلية".
وتابع: "فى نيويورك، هزمنا رئيس حملة الديمقراطيين، شون باتريك مالونى، والتى ستكون المرة الأولى منذ أكثر من 40 عامًا التى يفقد فيها رئيس DCCC إعادة انتخابه. ليس هذا فقط، ولكن فى لونغ آيلاند، فاز أنتونى دى إسبوزيتو بمقعد"
وقال: "نحن على وشك تحقيق مكاسب تاريخية فى نيويورك وفلوريدا، حصلنا على أربعة مقاعد بمفردنا. نحن على استعداد لاجتياح ولاية أيوا بأكملها. من الحدود الجنوبية لمونيكا دى لا كروز [بتكساس] إلى فيرجينيا بيتش جين كيجانز إلى ديترويت مع جون جيمس وإلى هيوستن مع ويسلى هانت، نحن بصدد توسيع هذه الحفلة ".
إذا حصل الجمهوريون على أغلبية فى مجلس النواب، فمن المتوقع أن يتم انتخاب مكارثى رئيسًا للنواب ويكون بمثابة أداة رقابة قوية على أجندة الرئيس بايدن.
وأكد مكارثى أن "الشعب الأمريكى مستعد لأغلبية تقدم توجهًا جديدًا يعيد أمريكا إلى مسارها الصحيح".
وتشكل انتخابات التجديد النصفى للكونجرس أهمية بالغة، حيث ستعكس ملامح السياسات الأمريكية خلال الفترة المتبقية من ولاية الرئيس الأمريكى جو بايدن، كما تمهد طريق أحد الحزبين الديمقراطى والجمهورى فى انتخابات الرئاسة المقبلة والمقررة 2024.
وحتى الآن، شهدت النتائج الأولية لانتخابات التجديد النصفى العديد من المفارقات، حيث فازت المرشحة الديمقراطية مورا هيلى بمنصب حاكم ولاية ماساشوستس، لتكون بذلك أول مثلية جنس، تتقلد هذا المنصب، فيما فازت الجمهورية سارة هاكابى ساندرز بمنصب حاكم أركنسو، لتكون أول سيدة تحكم هذه الولاية، بخلاف أنها ابنة الحاكم السابق مايك هاكابى، لتكون بذلك أول ابنة تشغل منصب ابيها فى تاريخ اركانسو
واحتفظ الجمهورى العجوز تشاك جراسلى 89 عامًا بمقعده فى ولاية أيوا منذ 1981، بفوزه بالمنصب للمرة الثامنة، ليصبح عضوًا فى مجلس الشيوخ تنتهى ولايته وهو فى عمر 95 عامًا، فيما فاز الديمقراطى ويس مور بانتخابات حاكم ولاية ميريلاند، ليكون بذلك أول حاكم من أصل أفريقى للولاية.
ومساء الثلاثاء، حذر الرئيس الأمريكى جو بايدن، من أن فوز الجمهوريين سيضعف من المؤسسات الديمقراطية داخل الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن معركة مجلس الشيوخ ستكون صعبة للغاية.
وقال بايدن، إن أولوية الجمهوريين فى الكونجرس ستكون إلغاء قانون خفض التضخم وهذا سيزيد الأسعار.