اقترب الجمهوريون من تحقيق أغلبية بسيطة فى مجلس النواب، بينما لا تزال السيطرة على مجلس الشيوخ متوقعة على عدة سباقات قلسلة فى الانتخابات النصفية الأمريكية التى أجريت يوم الثلاثاء الماضى، وجاءت نتائجها متحدية لتوقعات بانتصارات ساحقة للمحافظين بسبب الإحباط من التضخم وقيادة جو بايدن.
ووفقا لإحصاء شبكة سى أن إن الأمريكية، فقد سيطر الجمهوريون حتى الآن على 49 مقعدا فى مجلس الشيوخ، مقابل 48 مقعدا للديمقراطيين. ويظل كل منهما فى حاجة للفوز بمقعدين، حيث يتمتع الديمقراطيين بصوت يكسر التساو ممثلا فى نائبة الرئيس كامالا هاريس. أما فى مجلس النواب، فقد فاز الجمهوريون حتى الآن بـ 209 مقاعد مقابل 191 للديمقراطيين، ويحتاجون للفوز بـ 218 على الأقل لتحقيق الأغلبية.
وقالت وكالة اسوشيتدبرس، إن أى من الحزبين يمكن أن يحقق أغلبية بسيطة فى مجلس الشيوخ بانتصارين فقط فى نيفادا وأريزونا، حيث كانت لم تظهر نتيجة السباقات بعد. لكن هناك احتمالية قوية، وللمرة الثانية خلال عامين، أن تتوقف أغبية مجلس الشيوخ على نتائج جولة الإعادة فى ولاية جورجيا الشهر المقبل، بعدما فشل السيناتور الديمقراطى رفائيل وارنوك والمرشح الجمهورى هيرشل ووكر فى كسب ما يكفى من الأصوات للفوز المباشر.
ولا يزال أمام الجمهوريين نحوة 10 مقاعد للفوز بالاغلبية فى مجلس النواب، 218 مقعدا بينما احتفظ الديمقراطيين بمقاعد فى عدة مقاطاعات فى ولايات فرجينيا وبنسلفانيا وكنساس، ولا تزال نتائج العديد من السباقات فى الساحل الغربى لم تحسن بعد. وفى انتصار رمزى للجمهوريين، خسر شون بارتيك مالونى من نيويورك، مدير حملة الديمقراطيين بالنواب، مساعيه للفوز بولاية سادسة.
وستحدد السيطرة على الكونجرس كيف سيكون شكل العامين المتبقين من فترة بايدن، وما إذ ا كان سيسطيع أن يحقق المزيد من أجندته، أم سيتم عرقلتها من قبل الأغلبية الجمهورية الجديدة. ومن المرجح أن يبدأ الجمهوريين سلسلة من التحقيقات حول بايدن وعائلته وإدارته لو سيطروا، فى حين أن سيطرة الجمهوريين على الشيوخ ستعيق قدرة الرئيس على التعيينات القضائية.
وكان أداء الديمقراطيين أفضل مما توقعته المؤشرات التاريخية. فعادة ما يعانى الحزب الحاكم من خسائر فى أول انتخابات نصفية للرئيس، على الرغم من أنه حتى لو فاز الحزب الجمهورى بمجلس النواب، فلن يكون بفارق كبير مثل الانتخابات الأخرى. فقد فاز الديمقراطيين بـ41 مقعدا بمجلس النواب فى عهد ترامب، وفاز الجمهوريين بـ 63 مقاعدا فى عام 2010 إبان حكم أوباما، بينما فاز الجمهوريين بـ 54 مقعدا فى الانتخابات النصفية الأولى للرئيس بيل كينتون.
وتمثل الأغلبية الصغيرة فى مجلس النواب تحديا كبيرا للحزب الجمهورى، خاصة للنائب كيفينن مكارثى الذى سيكون زعيما للأغلبية، ولن يكون أمامه حيزا للخطأ فى التنقل بين غرف الأعضاء الراغبين فى استخدام أصواتهم لتنفيذ أجندتهم الخاصة.
وفى المعركة من أجل السيطرة على مجلس الشيوخ، كانت ولاية بنسلفانيا نقطة مضيئة للديمقراطيين. فقد حقق نائب الحاكم جون فيترمان فوزا بمعقد الجمهوريين بعد خسارة المرشح الجمهورى المدعوم من ترامب محمد أوز.
بينما تستعد جورجيا لجولة إعادة أخرى فى السادس من ديسمبر المقبل. وفى 2021، استغل وارنوك الإعادة للفوز بمقعده مثلما فعل السيناتور الديمقطارى جون أوساف، ومنح هذان المقعدان للديمقراطيين السيطرة على مجلس الشيوخ.
وفى الوقت الذى اعتمد فيه الديمقراطيون إلى ولاية نيويورك الحفاظ على أغلبيتهم الطفيفة بمجلس النواب فى الانتخابات النصفية لهذا العام، كانت إحدى المفاجآت هى فوز الجمهوريين بأربعة مقاعد عن الولاية الزرقاء.
وقالت مجلة "بوليتيكو" إن الديمقراطيين "تعرضوا لضربة" فى ولاية زرقاء تقليديا لم تصوت لرئيس جمهورى منذ أربعة عقود ولم تنتخب أى عضو من الحزب الجمهورى كحاكم منذ عام 2002.