قال اللواء حاتم باشات، رئيس لجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب، إن مسئولى وزارة الخارجية أكدوا أن زيارة وزير الخارجية المصرى السفير سامح شكرى إلى إسرائيل، ليس لها أى علاقة من قريب أو بعيد بزيارة رئيس وزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو" إلى 4 دول إفريقية، مشيراً إلى أن زيارة السفير سامح شكرى كان مرتب لها منذ فترة وليست رداً على زيارة رئيس وزراء إسرائيل إلى افريقيا.
وكانت اللجنة قد عقدت، اليوم الاربعاء، اجتماعا مع مسئولى وزارة الخارجية للشئون الأفريقية ومياه النيل، وفضل الجانبان ان تكون مغلقة دون حضور الصحفيين لاعتبارات الأمن القومى حيث إنها كانت عن خطة الوزارة لتداعيات جولة رئيس الوزراء الإسرائيلى فى دول أفريقيا ( أثيوبيا، وروندا، وأوغندا، وكينيا).
وأضاف باشات، فى تصريحات للمحررين البرلمانيين اليوم الاربعاء، أن زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلى إلى عدد من الدول الأفريقية لن تؤثر سلبا على حصة مصر المائية أو العلاقات المصرية الافريقية، لافتاً إلى أن ممثلى الخارجية أكدوا أن الزيارة كانت عادية ولا خوف منها لاسيما أن حجم الاستثمارات الاسرائيلية فى أفريقيا لا تمثل خٌمس الاستثمارات المصريه فى القارة الافريقية، ولم يكن بها ما لم يكن متوقعا لكنها تدق ناقوس الخطر، حيث تأتى من اسرائيل تحديد وفى منطقة حساسة مثل القاره الأفريقية.
وتابع باشات، أن زيارة إسرائيل إلى الدول الأفريقية، تناولت الحديث عن عدد من الاستثمارات بين الطرفين، ليس من بينها ما يتعلق بشكل مباشر بالمياة إنما علاقة إسرائيل مع اثيوبيا فيما يتعلق بسد النهضة، دفع البعض للتفكير فى هذا الأمر، مشيراً إلى أن الاستثمارات التى تناولها الطرفين تعلقت بمجالات متعددة منها الزراعه والابتكار العلمى والري.
واستطرد: من حق أى دوله تتعاقد مع أخرى فى أى المشاريع لاسيما أن بعض الدول الأفريقية طاردة للمياة، أى لديها فائض، ومن حقها الاستفادة منها فى مشروعات، وذلك لا ينقص من حصة مصر المائية التى تقدر بـ55 ونصف مليار متر مكعب، وإسرائيل لها تواجد وشعبيه بالقارة الأفريقية ومن حقها ذلك، لكن دون أن ينقص ذلك من تواجدنا فى افريقيا.
ووصف باشات، العلاقات المصرية بالقارة الأفريقية بكونها "علاقة مدارس"، حيث تربطهم علاقات تاريخية، حميمه جداً ومثمرة لكن لابد من تنميتها وهناك اهتمام من القيادة السياسية بالتحرك نحو أفريقيا، مشيراً إلى أن تحركات إسرائيل فى القارة الأفريقية قائمة على المصلح، وهو أمر مفهوم على المستوى الاقليمى والدولي.
وأشار باشات، إلى أن الإعلام "سلاح ذو حدين"، وأنه يجب عدم التهويل فى تحركات رئيس الوزراء الإسرائيلي، واصفاً زيارة رئيس وزراء إسرائيل إلى عدد من الدول الأفريقية بـ" الرحلة النيلية" لكنها تضيء أيضا الضوء الأحمر، وتعطينا درس حيث كشفت نوايا بعض الدول الافريقة التى دعمت إسرائيل لمقعد المراقب فى الاتحاد الأفريقي.
وأشار باشات، إلى أن الإجتماع الذى عقدته اللجنة اليوم، تمهيدى على أن يعقد إجتماع لاحق مع الجهات المعنية لعرض خطة التحرك نحو القارة الأفريقية خلال الفترة القادمة، والاسراع فى تنفيذها فى ضوء المعطيات والظروف الراهنة، لافتاً إلى أن اللجنة ستلعب دورا فى الدبلوماسية السياسية مع الدول الأفريقية دون استعداء مع الدول المؤيدة لانضمام إسرائيل كمراقب بالاتحاد الأفريقي، أو دول أوروبا وأمريكيا، قائلا "إحنا فى وضع مايسمحش باستعداء نملة فى أفريقيا".
وأكد باشات، أن المخصصات المالية لوزارة الخارجية فى الملف الافريقي، لا تتناسب مع طموحات الرئيس بالتوجة نحو القارة الأفريقية.
وبسؤاله عما يتردد بشأن تمهيد إسرائيل وضع قاعده عسكرية لها فى اثيوبيا،أكد باشات عدم وجود معلومة مؤكدة حول وجود تعاون عسكرى بين إسرائيل وأثيوبيا يهدد أمن مصر القومي، وعلق النائب مصطفى الجندى بقوله" سألنا الخارجية فيما يتردد فقالوا علينا الحذر من صحه كثير مما يتردد، لكنهم أيضاً يأخذون الأمر فى الحسبان، وقلنا أنه علينا أيضا أن نجمع المعلومات ونحطاط".
وأشار النائب مصطفى الجندى عضو اللجنة إلى أن هناك أزمة حقيقية فى نقص مياه الشرب ورى الأراضى الزراعية فى الدلتا والصعيد، وأن ما يحدث فى أفريقيا نتاح لسنوات من الغياب المصري، ساعد فى توطيد دول مثل إسرائيل وإيران وتركيا والصين لعلاقاتها الاستراتيجية بأفريقيا.
وأضاف الجندى أن زيارة نتنياهو كشفت نوايا بعض الدول الأفريقية فى ضم دعم إسرائيل كمراقب بالاتحاد الأفريقي، وهو ما يجب أن تواجه مصر من خلال المساعى الدبلوماسية، لاسيما فى ظل وجود شعبية لإسرائيل بدول إثيوبيا وكينيا وأوغندا.
واعترف الجندى أن الصورة الكاملة مقلقة، موضحا أن سير مجرى مياه نهر النيل لا يستوعب أكثر من 85 مليار متر مكعب من المياه، فى حين تحتاج مصر إلى 90 مليار متر مكعب، ما يعنى وجود عجزا فى كل الأحوال، مشيرا إلى استهداف اللجنة لتشكيل 25 جمعية صداقة برلمانية فاعلة بانتهاء دور الانعقاد المقبل.
وأكد النائب سعيد حساسين، عضو لجنة الشئون اففريقية بمجلس النواب، أن وزارة الخارجية طمآنتهم بأن المفاوضات تمضى بشكل جيد مع الجانب الإثيوبى فيما يخص سد النهضة.
وقال حساسين، فى تصريحات للمحررين البرلمانيين، إن إخلال "إثيوبيا" بعقدها واتفاقها مع مصر فيما يخص سد النهضة جائز، لكن هناك لدى "الخارجية" خطط بديلة.
وأضاف أن زيارة نتنياهو إلى الدول الأفريقية الأربع: أوغندا، وكينيا، وإثيوبيا، وروندا تسعى من خلالها إلى عمل علاقات مع تلك الدول ، وتابع: هى جولة طبيعية ، لا تخيفينا أو تزعجنا.
وأشار إلى أن مسئولى الخارجية رحبوا بطرحه لبث قناة فضائية تخاطب أفريقيا يعمل فيها الدارسين من الطلاب الأفارقة فى مصر.