تحمل كثير من الأعاصير أسماء مؤنثة، اخرها "نيكول" ، التي انضمت لقائمة الكوارث الحاملة لأسماء مؤنثة ، والتي منها ساندى ونورا ، وجوليا، ووعدد من الأعاصير الأخرى التى شهدتها دول أمريكا اللاتينية والوسطى بجانب الولايات المتحدة الامريكية.
اجتاحت العاصفة الاستوائية "نيكول" ولاية "جورجيا" الأمريكية، بعدما أثارت الفوضى يوم أمس في ولاية فلوريدا، أثناء مرورها بها كإعصار قبل أن تنخفض قوتها إلى عاصفة استوائية.
وقال المركز الوطني للأعاصير في بيان إن العاصفة نيكول قد تُثير ما يصل إلى 6 بوصات (15 سنتيمترا) من الأمطار فوق جبال بلو ريدج على مدار اليوم، بنحو ينذر باحتمالية حدوث فيضانات مفاجئة وحضرية مع هطول الأمطار في شرق وادى أوهايو ووسط المحيط الأطلسى ومنطقة نيو إنجلاند.
وتسببت العاصفة في مقتل شخصين على الأقل وتدمير العديد من المنازل على طول ساحل فلوريدا المطل على المحيط الأطلسي وألحقت أضرارًا بالعديد من البنايات الأخرى، بما في ذلك الفنادق وصفوف من الوحدات السكنية الشاهقة.
وكانت نيكول أول إعصار يضرب الولاية في شهر نوفمبر منذ عام 1985 والثالث فقط منذ بدء تسجيل الأحداث المناخية المتطرفة في عام 1853.
ووصلت العاصفة إلى ولايات جورجيا وكارولينا الشمالية والجنوبية ، مثيرة رياحا مدارية لمسافة 450 ميلاً (720 كيلومترًا) في بعض الاتجاهات.
ولم يكن ساندى وجوليا الإعصارين الوحيدين اللذين يحملان اسم "مؤنث" فلسنوات عديدة أصبح يعتاد على إطلاق اسم مؤنث على العديد من الظواهر الجوية التى أدت إلى اعاصير اجتاحت البلاد، ووجدت دراسة أجريت عام 2014 أن الأعاصير التى يطلق عليها اسم أنثى تسبب عددًا أكبر من الوفيات، وذلك لأنه يُنظر إليها على أنها أقل خطورة، وبالتالى أقل استعدادًا لها، وفقا لصحيفة "إيه بى سى" الإسبانية.
لماذا تسمى الأعاصير والعوصف القوية بأسماء نثوية
فى هذا الصدد، يقول كليمنت وراج، وهو عالم أرصاد أسترالى، إنه بدأ بإعطاء أسماء مؤنثة للعواصف الإستوائية قبل نهاية القرن التاسع عشر، نسبةً إلى استخدام إسم امرأة لعاصفة فى رواية "العاصفة" لجورج ستيوارت عام 1941، وهى تورية عن غضب المرأة وإنفعالها. ومنذ تصويرها من قبل والت ديزنى، خلال الحرب العالمية الثانية أصبحت هذه الممارسة واسعة الانتشار فى مناقشات خريطة الطقس بين المتنبئين وخاصة الجيش والأرصاد الجوية البحرية، حيث رسموا تحركات العواصف على مساحات واسعة من المحيط الهادئ، وسموها بأسماء النساء.
ومن أمثلة تسمية الأعاصير والعواصف بمسميات النساء، إعصار هارفى الذى ضرب ولاية تكساس وألحق ضرراً كبيراً بها، وهارفى هو اسم سيدة.
وإعصار كاترينا الذى ضرب خليج المكسيك وبعض دول أمريكا الجنوبية، ولا سيما الولايات المتحدة، وألحق اضرار بالغة، وكان ذلك فى عام 2005 حيث تعرض 1800 شخص للموت تصنيفه على أنّه أكثر الكوارث الطبيعية تكلفة فى تاريخ الولايات المتحدة، وسبب الإعصار العديد من المشاكل الصحية العامة، وتمّ تسمية الإعصار بهذا الاسم من قِبَل المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
وأيضا اعصار ساندى ، الذى ضرب الساحل الأطلسى، فهو من أكثر الأعاصير فتكاً بدولة كوبا، وجامايكا، والباهاماس، ثم مدينة نيوجيرسى ومدينة أتلانتيك بالولايات المتحدة. ويعد "ساندى" ثانى أكبر إعصار تواجهه أمريكا.
اما اعصار نورا فهو ضرب إعصار المكسيك في أغسطس العام الماضي، ويعتبر من أشد الأعاصير التي حدثت خلال الفترة الماضية، حيث إنه وقع عدد كبير من الضحايا، بجانب اقتلاع الأشجار من مكانها وانقطاع الكهرباء لفترة طويلة وساد الظلام فى المكسيك بنسبة 75%.
ودفع إعصار فيونا ، الذي وصل إلى بورتوريكو في 18 سبتمبر ، الحكومة إلى إعلان حالة كارثة كبرى ، حيث تسبب في فيضانات وترك 1.4 مليون شخص بدون كهرباء.
من ناحية أخرى ، في الآونة الأخيرة ، تم تصنيف العاصفة الاستوائية جوليا كإعصار من الفئة 1 ، حيث أوصت حكومة كولومبيا بأن يحتمي سكان جزيرتي سان أندريس وبروفيدنسيا وأن يلتفتوا إلى مؤشرات الكيانات المحلية ووكالات الطوارئ.
وادى جوليا الى وفاة حوالى 35 شخص فى فنزويلا وفقدان 52 آخرين، كما ادى الى عدد من الوفيات الأخرى فى دول السلفادور وجواتيمالا، بالاضافة الى دمار عدد من الاشجار.