يعقد الرئيس الأمريكي جو بايدن والصينى شى جينبينج الاثنين، اجتماعا هو الأول منذ تولى بايدن الرئاسة، وفى ظل توترات متصاعدة بين البلدين، من المتوقع أن ينعكس على هذا اللقاء.
وقالت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية إن الزعيمين سيلاحقان بعضهما البعض لتحديد كيفية إدارة العلاقة بين بلديهما، والتى تعتبرها الولايات المتحدة أكبر تهديد عسكرى واقتصادى. وفى نفس الوقت، فقد شدد المسئولون الأمريكيون مرارا أنهم يرون أن الاحتكاكات بين البلدين فى إطار المنافسة، وأنهما يرغبان فى تجنب الصراع.
وسلطت الوكالة الضوء فى تقرير لها على ما يأمل كل طرف تحقيق فى أول اجتماع مباشر بين شى وجو منذ توليهما الرئاسة والذى سيعقد فى جزيرة بالى بإندونيسيا.
وقالت أسوشيتدبرس إنه بالنسبة للولايات المتحدة سيحاول بايدن والمسئولون الأمريكيون بشكل أساسى فهم أين يقف شى. فقد أشار بايدن إلى أنه يريد تحديد الخطوط الحمراء لكل طرف، وفهم ما يعتقد أنه مصالح وطنية هامة للصين، والمصالح القومية للولايات المتحدة. وأخبر بايدن الصحفيين اليوم الأحد إنه أجرى دائما محادثات مباشرة مع شى، وأن هذا قد منعا أيا منهم من إجراء حسابات خاطئة بشأن نواياهما.
وسيرغب الرئيس الأمريكي فى إرسال رسالة لنظيره الصين بأن البيت الأبيض يشعر بالقلق إزاء ممارسات بكين الاقتصادية، وستكون تايوان حاضرة بالتأكيد. كما سيرغب بايدن فى أن يؤكد لتشى أن الولايات المتحدة ستكون مستعدة للدفاع عن الجزيرة لو تعرضت لهجوم من الصين. وسيسعى بايدن إلى توضيح مخاوفه المتعلقة بحقوق الإنسان فى الصين مثلما فعل فى اتصالاته السابقة مع رئيسها.
وسيسعى بايدن للضغط من أجل موقف أكثر قوة من شى إزاء الغزو الروسى لأوكرانيا بعد أن امتنعت بكين عن انتقاد بوتين.
وأخيرا سيرغب المسئولون الأمريكيون فى رؤية إمكانية التعاون بين القوتين العظمتين. فعلى الرغم من وجود مجالات عديدة لن يتفق حولها بايدن وشى، إلا أن البيت الأبيض أسرد قائمة بالقضايا التي يمكن التعاون فيها مثل الصحة وتغير المناخ.
أما عن الصين، تقول أسوشيتدبرس إن بكين تريد تحركا أمريكيا بشأن التجارة وتايوان. وربما الأكثر أهمية هو أن قمة العشرين فى بالى والاجتماع مع بايدن يمنح الرئيس الصينى أمنية للترويج لصورة بلاده كطرف عالمى، ولشى باعتباره شخصية تصنع التاريخ وتستعد دور الصين كقوة سياسية واقتصادية.
وتريد بكين من واشنطن أن ترفع التعريفة الجمركية التي فرها الرئيس السابق دونالد ترامب فى 2019 وتتراجع عن زيادةى القيود على الوصول الصينى على الرقائق وغيرها من التكنولوجيا الأمريكية.
من ناحية أخرى، قالت شبكة سى إن إن، إن اللقاء الرئاسي الأول بين جو بايدن ونظيره الصينى محفوف بكثير من المخاطر فى ظل توقعات قليلة بأن يسفر عن شيء.
عندما تعرف جو بايدن وشى جينبينج لأول مرة قبل أكثر من 10 عاما، كانت الولايات المتحدة والصين تتقاربان أكثر على مدار ثلاث عقود برغم الخلافات بينهما.
وقال بايدن فى 2011، عندما كان نائبا للرئيس، أثناء زيارته لبكين لبناء علاقة شخصية مع زعيم الصين المنتظر فى هذا الوقت شى جينبينج إن مساء العلاقة إيجابى بالتأكيد، وهذا بالتأكيد من المصلة المشتركة لكلا البلدين.
وأثناء جلوسه مع شى فى أحد فنادق بكين، قال بايدن أمام عدد من قادة الاعمال الأمريكيين والصينيين إنه متفائل للغاية بشأن السنوات الثلاثين القادمة للعلاقات الثنائية وأشاد بشى لكونه مباشرا.
إلا أن تلك الإيجابية والتفاؤل قبل 10 سنوات قد حل محلها الشكوك والعداء المشترك. وعندما عاد بايدن إلى البيت الأبيض رئيسا، تسلم علاقات مع الصين فى أسوا حالاتها منذ عقود، مع زيادة التوترات حول التجارة والتكنولوجيا والسياسية والإيديولوجية.
ويأتى الاجتماع القادم، أول لقاء شخصى بين بايدن وتشى منذ تولى الأول الرئاسة، فى وقت حرج لكليهما. ويشارك شى فى هذا الاجتماع باعتباره أقوى زعيم صيني منذ ماوتسي تونج.
وتقول "سى إن إن" إن المخاطر فى هذا اللقاء المنتظر كبيرة، ففي ظل ما يشهده العالم من غزو روسيا لأوكرانيا ووباء كورونا ودمار التغير المناخى، فإن كلا القوتين تحتاجان للعمل معا أكثر من ذي قبل لإرساء الاستقرار، بدلا من التوترات العميقة حول العديد من القضايا السياسية الدولية.
إلا أن التوقعات الخاصة باجتماع بايدن وشى ليست كبيرة. فكلا من الصين وأمريكا عالقتان فى خصومة القوى العظمى، وتختلفان معا فى كل قضية كبرى تقريبا من تايوان إلى الحرب فى أوكرانيا وكوريا الشمالية ونقل التكنولوجيا إلى شكل النظام العالمى.