خبير طاقة لـ«القاهرة الإخبارية»: دول «غاز المتوسط» يهمها التغلب على التأثيرات السلبية للغازات الدفيئة
مراسل القاهرة الإخبارية في مارسيليا: فرنسا تعاني من تدهور المناخ وتسعى لتقليل الكربون
سلط برنامج مطروح للنقاش، المذاع على قناة القاهرة الإخبارية، الضوء على غاز شرق المتوسط، حيث قال خالد شقير، مراسل قناة القاهرة الإخبارية في مارسيليا، إن كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي في قمة المناخ أكدت على أن القمة قمة التمويل والتنفيذ، موضحا أن فرنسا تريد بالفعل الوصول إلى نقطة التنفيذ لأنها تعاني من تدهور المناخ، فالصيف في فرنسا شهد حرائق في الغابات أثرت بصورة كبيرة على الإنتاج الزراعي والحيواني، كما شهدت أمطارا رعدية وعواصف في جزرية كورسيكا راح ضحيتها 5 أشخاص.
وأضاف خلال مداخلة ببرنامج «مطروح للنقاش»، الذي تقدمه الإعلامية إيمان الحويزي على شاشة «القاهرة الإخبارية»: « لذلك فهي تدرك أهمية إزالة الكربون، كما تقود فرنسا العالم نحو اتخاذ قرار توفير التمويل اللازم للدول الأكثر ضعفا، وهو ما جاء على لسان الرئيس الفرنسي إيمانيول ماكرون في قمة العشرين، وأكد على خشيته أن تؤدي أزمة الطاقة إلى أزمة في الغذاء».
وتابع: «إذا كانت هناك نتيجة من نتائج الحرب الروسية الأوكرانية، فهي نتيجة واحدة فقط وهي أن الاعتماد على مصدر واحد للطاقة خطر كبير، ووزير الاقتصاد الفرنسي أدى جولات للشرق الأوسط، وتبقى مشكلة لوجستية في نقل الغاز وذلك لنقص عدد السفن التي تستطيع حمل الغاز، وكذلك عدم استعداد عدد من الدول الأوروبية لعدم امتلاكها محطات تسييل الغاز».
فيما قال الدكتور عمرو صالح، أستاذ الاقتصاد السياسي، إن القيمة المضافة السياسية والاقتاصدية التي خلقتها مصر بمنتدى غاز المتوسط كبيرة للغاية، موضحا أن مصر لديها رؤية للابعاد الإستراتيجية والخريطة الجيوسياسية الموجودة على مستوى العالم، فمصر الآن أحد المراكز القوية لتصدير الغاز الطبيعي، والطاقة على مستوى العالم.
وأضاف خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «مطروح للنقاش»، الذي تقدمه الإعلامية إيمان الحويزي على شاشة «القاهرة الإخبارية»: «أولى الخطوات الإستراتيجية التي هزت المنطقة هي اتفقيات الغاز، والتي وضعت مصر بشكل كبير على مكامن مصادر الطاقة، ثم المرحة الثانية ببناء البنية التحتية في مجال تسييل الغاز الطبيعي».
وتابع: «مصر بها محطات وبنية تحتية قوية لتصدير الغاز الطبيعي، واحدة في إدكو في البحيرة، وأخرى في دمياط، وهي ما تمكنا من استيراد الغاز لتسييله ثم إعادة تصديره إلى أوروبا من خلال ناقلات الغاز، وخطوط الأنابيب لذلك أصبحنا قوة إقليمية في مجال إنتاج الطاقة في ظل لأزمة التي خلقتها الحرب الروسية الأوكرانية».
واستطرد: «الرئيس السيسي وضع الأمور في نصابها بشكل شفاف وموضوعي وأصبح الأمر متعارف عليه، ثم جرى تأسيسي منتدى غاز المتوسط، لتتحول هذه الدول من دول يمكن أن تتصارع إلى دول ذات مصالح مشتركة منظمة، وبالتالي فالمنتدى أعطى نوعا من الاستقرار والثقة والطمأنينة لأوروبا، لتقول إن هذه المنطقة قادرة على أن توفي احتياجات أوروبا دون أي مشكلات ما بينها».
بدوره قال المهندس مدحت يوسف، خبير الطاقة، إن دول منتدى غاز المتوسط لديها أهداف متنوعة ويهمها في المقام الأول التغلب على التأثيرات السلبية للغازات الدفيئة، خصوصا ثاني أكسيد الكربون، وهو المتسبب الرئيسي للتأثيرات المناخية التي أثرت على المناخ العام للعالم.
وأضاف خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «مطروح للنقاش»، الذي تقدمه الإعلامية إيمان الحويزي على شاشة «القاهرة الإخبارية»: «طالما هناك آثار سلبية على المناخ والطبيعة نفسها لمعظم الدول الأعضاء، فيهُم الدول في المقام الأول الاهتمام بتلك التأثيرات الضارة، فكان اهتمامهم ببدائل للوقود الأحفوري لضمان الاستمرارية والاستخدام الآمن والنظيف على مدى سنوات طويلة».
وتابع: «أهم التحديات هي الإمكانيات، وأهمها إنتاج الكهرباء النظيفة والخضراء من خلال الطاقة الشمسية، أو من خلال طاقة الرياح وتطلب استثمارات ضخمة جدا ويهمنا توافر الكوادر الفنية القادرة على التشغيل، وكذلك فالمياه متوفرة ويمكن استخدام مياه الأنهار أو البحار وتحليتها، ومهم جدا تقليل التكلفة من خلال إنتاج الطاقة النظيفة بما يوازي ويحقق نوع من التوازن السعري للتكلفة المرتبطة بالتأثيرات المناخية والحصول على أسعار منافسة للغاز الطبيعي».
من جانبه قال عامر الشوبكي، مستشار الطاقة الدولي، إن مصر أحدثت تحولا في خارطة الغاز الطبيعي والغاز الطبيعي المسال عالميا، والآن مع وجود محطات التسييل في إدكو ودمياط، ومع وجود إنتاج كبير من حقول الغاز المختلفة أو من الغاز الذي يأتي إلى مصر لتسسيله وتصديره إلى أوروبا أصبحت مصر مركزا لا يستهان به.
وأضاف خلال مداخلة ببرنامج «مطروح للنقاش»، الذي تقدمه الإعلامية إيمان الحويزي على شاشة «القاهرة الإخبارية»: «يمكن أن نقول إن إنتاج الغاز من دول منتدى غاز المتوسط سيصل إلى نحو 12 مليون طن، لتصبح مصر المصدر للغاز المسال، والذي كان يصدر من روسيا إلى أوروبا، وهي كمية معتبرة ومهمة للقارة الأوروبية».
وتابع: «أوروبا الآن تحتاج أي كمية من الغاز سواء مسال أم لا، لتغطية ولو جزء من احتياجاتها التي كانت تأتيها من روسيا، وهناك كميات تأتي من الجزائر والنرويج والولايات المتحدة وغيرها».
وأكد: «بمصر بموقها الاستراتيجي كمركز للطاقة في المنطقة، وتملك المحطات الوحيدة في المنطقة لتصدير الغاز مسالا؛ هي السبيل الوحيد لتصدير الغاز في الفترة الحالية».