منذ اللحظة الأولى وعلى مدار سنوات اتخذت الدولة المصرية طريقا محددا هو الاستمرار فى العمل والاتجاه إلى الهدف وعدم الالتفات إلى أى محاولات للتعطيل أو لفت الانتباه، حدث ذلك منذ اللحظة الأولى، وتجسد بوضوح فى قمة المناخ 27، والاستعداد والتنظيم والحشد والعمل المتواصل لتنظيم قمة خرجت بشكل مبهر، وانعكس النجاح فى تغطيات وتحليلات واسعة فى الصحافة العالمية الأوروبية والأمريكية والأفريقية والعربية والآسيوية والروسية، التى غطت على محاولات صغيرة من منصات فشلت فى التشويش، وعجزت عن التغطية على نجاح القمة.
إذ أشادت الصحف العالمية بنجاح الدولة المصرية فى تنظيم القمة، بشكل يثبت قوة وصلابة وتأثيرا إقليميا وعالميا، تمثل فى تقدير واضح من القادة والرؤساء المشاركين فى قمة المناخ cop27، للتنظيم المشرف فى شرم الشيخ، وقد انعكس هذا التقدير فى تغطيات وسائل الإعلام بأنواعها، الصحف والوكالات والمواقع والفضائيات، سواء الأوروبية أو الأفريقية والآسيوية، التى ركزت بشكل موضوعى ليس فقط على التنظيم، ولكن على مساحة التفاعل التى أبداها الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى لقاءات ودية أثناء جولاته، وتناولت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، لقاء الرئيس مع الناشطة وراكبة الدراجات السويدية دوروثى هيلدبراندت، التى وصلت إلى شرم الشيخ بدراجتها، لرفع مستوى الوعى بقضايا المناخ.
التغطيات الإعلامية تناولت الحوارات الفاعلة والجلسات التى تعاملت بجدية مع قضية التغير المناخى، وأتاحت الفرصة لطرح بدائل، وأيضا المبادرات المصرية لبدائل الطاقة النظيفة، أو التمويل والتعامل لوفاء الدول الكبرى بتعهداتها تجاه الدول المتضررة فى أفريقيا أو العالم الثالث، بجانب نجاح القمة فى الترويج للسياحة، وتوقيع العديد من الاتفاقيات فى مجالات الطاقة الخضراء وطاقة الرياح والطاقة الشمسية، والنظيفة، وإنتاج الهيدروجين الأخضر.
ركزت وسائل الإعلام «الأوروبية والآسيوية والعربية والأفريقية» على النجاحات التى حققتها مصر فى الترويج للمقاصد السياحية، وتوقيع العديد من الاتفاقيات فى مجالات: الطاقة الخضراء، طاقة الرياح، الطاقة الشمسية، الطاقة النظيفة التى تم توقيع اتفاقية بشأنها مع السعودية، وأخرى لإنتاج الهيدروجين الأخضر مع دولة الإمارات بما يتجاوز مليارى دولار.
ركزت وسائل الإعلام الأمريكية والكندية واللاتينية «البرازيل، المكسيك، تشيلى، الأرجنتين، كوبا»، على النجاحات التى حققها المؤتمر، خاصة تحقيق انفراجة فى النقاشات بشأن القضايا الشائكة، وأبرزها قضية «الخسائر والأضرار»، الخاصة بالتحاور حول كيفية دفع الدول الغنية مقابل الأضرار التى تسببت فيها ظاهرة الاحتباس الحرارى فى الدول الأفقر حول العالم، وحثها على الوفاء بالتزاماتها.
أثارت تقارير أمريكية، منها مجلة «فوربس» الصادرة فى المكسيك، قلقا بشأن بطء التوصل لاتفاق بشأن القضايا الشائكة فى القمة، وتحذير صحيفة «اليونيفرسال» المكسيكية، من أن تمويل المناخ فى خطر بسبب الأزمات العالمية.
وأشارت وكالة الأنباء الكوبية «برنسا لاتينا» إلى أهمية أن تعترف الدول المتقدمة أن تمويل الخسائر والأضرار يجب أن يكون فى إطار المسؤولية أو التعويض، وترى دول «الجنوب» أن «الشمال» هو سبب التلوث وتغير المناخ على الكوكب، وأنه على الدول الصناعية تقديم 100 مليار دولار سنويا، وهو رقم يعتبره الخبراء والحكومات غير كاف، رغم أنه لم يتم الوصول إليه مطلقا.
واهتمت وسائل الإعلام البريطانية ـ رصده التقرير الإعلامى لهيئة الاستعلامات - بالتعاون الجارى بين مصر والبنك الأوروبى للإنشاء والتعمير من ناحية، والاتحاد العربى للتنمية المستدامة والبيئة من أخرى، كما سلّط الإعلام البريطانى الضوء على إقامة معرض «مصر وإرثها البيئى» على هامش قمة المناخ، الذى يعرض نحو 20 قطعة أثرية.
وركزت وسائل الإعلام السويسرية الناطقة بالألمانية على إعلان ألمانيا والولايات المتحدة دعم التوسع المصرى الهائل فى الكهرباء الخضراء، وطاقة الرياح والطاقة الشمسية، مشيرة إلى ترحيب وزيرة التنمية الألمانية «سفينيا شولز» بنتائج جولة المحادثات الثلاثية بين مصر وألمانيا والولايات المتحدة، ونوهت الوزيرة إلى أن هذا التعاون يمثل إشارة قوية لتبنى المزيد من طموحات حماية المناخ، وقالت: إن مصر تتمتع بـ«شروط فريدة» لتنمية الطاقات المتجددة، وأن ألمانيا ستدعم المبادرة المصرية بأكثر من 250 مليون يورو.
وبالطبع اهتمت وسائل الإعلام الأفريقية بالجهود التى بذلت فى القمة، وأكد الإعلام الجنوب أفريقى أن الأفارقة كسبوا التحدى فى القمة بوضع مبدأ التعويض عن الأضرار على أجندة القمة، موضحا أن الدول الغنية قد تدفع 1.8 تريليون دولار للدول النامية بحلول عام 2050 لمساعدتها فى مجابهة الآثار الضارة لتغير المناخ.
كل هذه التفاصيل والتفاعلات مع قضية المناخ، طرحت نفسها على المناقشات، وبالطبع فإن مصر طرحت مبادرات لبدائل التمويل، وخاضت مفاوضات صعبة، ضمن مساع للخروج بتعهدات وتوصيات متوازنة، وهى جهود يتوقع أن تثمر، لتضيف المزيد من الثقة فى الدولة المصرية وقدراتها، من خلال دبلوماسية «البدائل والمبادرات».