اللى اختشوا ماتوا، ربما يكون هذا المثل هو الأكثر دقة فى وصف حال الجماعة الإرهابية وإعلامييها ونشطائها على مواقع التواصل الاجتماعى وغيرهم من دعاة الخراب والفوضى، فبعد أن حشدوا أنفسهم وأدواتهم وأذرعهم ومنصاتهم ودولارات مموليهم لتجديد الدعوة لنزول المصريين إلى الشارع والتظاهر ضد رئيس مصر عبدالفتاح السيسى، وبعد تكرار مشهد الفشل فى 11/11 أصبح هؤلاء كالطير المذبوح «يرفص» دون أن يدرى كيف ولماذا، بهتت وجوههم، وظلت البجاحة تكسوها، فكان من الصعب عليهم بل مستحيل الاعتراف بالهزيمة، فى البداية سيطرة الفبركة على المشهد وقرروا تزييف فيديوهات ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعى باعتبارها بداية للحراك، فكانت الطامة الكبرى لهم بملايين التعليقات التى تؤكد كذبهم، وأن هذه الفيديوهات منها القديم ومنها فيديوهات خارج مصر ومنها فيديوهات مكررة لنفس الأشخاص ونفس الأماكن فى أكثر من محافظة، ولما انفضح أمرهم حذفوا جميع الفيديوهات واتجهوا إلى السيناريو الثانى أن القبضة الأمنية فى مصر وانتشار المخبرين وتحذير المواطنين من النزول والقبض العشوائى على المصريين هى السبب فى فشل الحراك، فردها المصريون فى صدورهم ونزلوا إلى الشوارع ليؤكدوا أن الحديث عن القبضة الأمنية ما هو إلا حجة للبليد، فلما شاهد الخونة المصريين يملأون الشوارع، يردون على ادعائهم، ويرفعون أعلام مصر ويهتفون بحياة قائدها الرئيس السيسى ويحتفلون بنجاح قمة المناخ، جن جنونهم، ورغم هذا التسلسل الذى سبقه محاولات ودعوات وخيبات أيضا لن يعترف أمثالهم بالهزيمة أو الخيبة، لن يخرج أحدهم ليعترف أن المصريين فضحوا أمرهم وأن أصواتهم غير مؤثرة أو أن دعواتهم غير مستجابة، لن نرى أحدهم يعترف بشجاعة بأن ما يحدث على أرض مصر فى الواقع لا علاقة له بالسموم التى يبثونها يوميا عبر قنواتهم، لن نرى شجاعا منهم «كما يزعمون فى أنفسهم» يعترف أن الشعب المصرى فقد تلك الحالة الثورية المدمرة وعرف طريقا آخر «صحيحا» فى إصلاح البلد ولا رغبة لديه فى النزول إلى الشارع، فالمصريون أحوالهم تتغير وهم يلمسون هذا التغيير، وبلدهم تتقدم، وحجم ما يشاهدونه من إنجاز على الأرض أنهى تلك العدوى الهيستيرية بالنزول إلى الشارع وتنظيم الوقفات والاحتجاجات والتظاهرات، حتى وإن واجهتهم بعض المشكلات الاقتصادية التى تواجه العالم كله، حتى وإن كانت هناك أخطاء فى بعض الملفات، أدرك المصريون أن هذا لن يحل بالتظاهر وإنما بالعمل وبناء الدولة، وهو ما اعترف به المصريون، لكن وبطبيعة الحال لن يعترف أمثال هؤلاء ممن يدعون للتظاهر من خلف الكيبورد وهم فى بلاد أوروبية، بل سيستمرون فى الإنكار والبحث عن شماعات أخرى لدعواتهم تصل لحد التطاول على الشعب الذى يدعى أنه يريد مصلحته، فيقول شعب خانع وخائف وجبان، وشعب ارتضى بالظلم، وقطعت ألسنتهم على هذا القول، فما كانت هذه من صفات المصريين يوما، بل هو شعب عظيم يحب الحياة ويضحى بها فى نفس الوقت من أجل وطنه، يناضل لرفعته لا لخرابه ويتعلم من أخطائه فلا يكررها، بينما أمثالكم يكررون الأخطاء فيفضح العالم غباءهم، ويستمرون فى الغباء والتطاول حتى أصبحوا أضحوكة، لكن ما عاد هذا التطاول مقبولا، والحديث عن مصر ورئيسها وشعبها يجب أن يكون بأدب إن أردتم حفظ ما تبقى من ماء الوجه، ولا أظن فيكم ذلك.