قالت صحيفة واشنطن بوست، إن إعلان الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب المبكر عن ترشحه للرئاسة قد أخفق فى حشد الجمهوريين حوله.
وأوضحت الصحيفة، أن ترامب قال لمساعديه والمقربين منه أنه يريد أن يكون ترشحه الثالث للبيت الأبيض مشابها للأول، تقتصر على إعلان ارتجالى بسيط ويصور نفسه على أنه قادم من الخارج. إلا أن إعلانه الرسمى عن الترشح يوم الثلاثاء شابه إطلاق محاولته الأولى للرتشح فى عام 2015 بطرق أخرى أقل تفضيلا له، حيث افتقر إلى مميزات شاغل المنصب والحزب الموحد خلفه.
فالقادة الجمهوريون فى واشنطن وفى مختلف أنحاء أمريكا يلومون ترامب صراحة على قيادة الحزب إلى ثالث انتخابات مخيبة على التالى. وعادت الصحافة المحافظة، التى كانت قد احتفت برئاسته إلى إحياء النبرة العدائية التى تبنتها العديد من وسائل الإعلام اليمينية عندما ظهر لأول مرة على الساحة السياسية عام 2015. وقد تقدمت مجموعة جريئة من لمنافسين المحتملين لترامب فى عام 2024 لتشير إلى احتمال ترشحها لتقدم مستقبل بديل للحزب، حتى لو لم ينضموا للسباق رسميا بعد.
وذهبت واشنطن بوست إلى القول بأن عددا قليلا من المانحين الكبار أو حتى مسئولى إدارة ترامب السابقين سارعوا للدفاع عنهم، وقال بعضهم وأبرزهم الرئيس التنفيذى لمجموعة بلاكستون ستيف سكوارزمان، الذى كان مستشارا لترامب فى رئاسته، أنه سيدعم شخصا آخرا. وتشير بعض استطلاعات الرأى إلى تراجع كبير فى الدعم الذى يحظى به ترامب بين الجمهوريين.
وقال جون تيلمان، رئيس مشروع الثقافة الأمريكية، وهى منظمة محافظة غير ربحية أسسها مانحين كبار للحزب الجمهورى، أنه لأول مرة منذ انتخابات 2020، يتضح أن ترامب فى خطر أكبر مما كان الناس يعتقدون. ومع مواصلة تركيز ترامب على نفسه وانتقاده لرفاقه الجمهوريين، ودع المرشحين الأقل منافسة، فإن هذا يعنى أنه يساعد المزيد والمزيد من ناخبى الحزب الجمهورى التمهيديين على رؤية أخطائه.
قال وزير الخارجية الأمريكى الأسبق مايك بومبيو أن الحزب الجمهورى بحاجة إلى زعيم لا يدعى أنه ضحية، فيما قالت صحيفة ذا هيل أنه ضربة إلى الرئيس السابق دونالد ترامب الذى أشار مرارا إلى نفسه بأنه ضحية خلال الخطاب الذى ألقاه مساء الثلاثاء، وأعلن فيه ترشحه للرئاسة فى 2024.
وكتب بومبيو على تويتر يقول: إننا بحاجة إلى مزيد من الجدية وضوضاء أقل، والقادة الذين يتطلعون إلى الأمام وليس من يحدقون بالمرآة ويزعمون أنهم ضحايا.
وعلى الرغم من أن بومبيو لم يذكر ترامب بالاسم، إلا أن تصريحاته جاءت بعد ساعات من خطاب ترامب. وقال ترامب فى مارالاجو بفلوريدا: "انا ضحية، سأقول لكم إنى ضحية".
ويعتبر بومبيو من بين عدد متزايد من الشخصيات البارزة فى الحزب الجمهورى، والذين يشاع أنهم قد يترشحوا فى سباق 2024، ودعوا إلى مرشح آخر فى الانتخابات الرئاسية القادمة.
قال مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكى السابق، أن الناخبين يبحثون عن قيادة جديدة بعد نتائج الانتخابات النصفية المخيبة التى حققها الجمهوريون، والذين يتجادلون علانية الآن ما إذا كان ينبغى أن يحتفظ ترامب بدور قيادى فى الحزب.
وفى مقابلة مع وكالة أسوشيتدبرس، بعد ساعات من إعلان ترامب ترشحه للبيت الأبيض مرة أخرى، رفض بنس القول ما إذا كان يعتقد أن رئيسه السابق مناسب للعودة إلى منصبه القديم، إلا أن هذا الموقف الضمنى يضعه كبديل محتمل للجمهوريين الساعين إلى قيادة محافظة بدون فوضى عهد ترامب.
وقال بنس: "أعتقد أننا سيكون لدينا الخيارات الأفضل فى 2024، أنا واثق للغاية من أن الناخبين الجمهوريين فى السباق التمهيدى سيختارون بحكمة. وأوضح أنه سيجتمع هو وعائلته على مدار الإجازات وسينظرون بعين الاعتبار للدور الذى يمكن أن يلعبوه فى الأيام القادمة".
وردا على سؤال حول ما إذا كان ترامب يتحمل مسئولية خسائر الجمهوريين فى الانتخابات النصفية، قال إن الجهود المستمرة للرئيس السابق للتشكيك فى الانتخابات الأخيرة قد لعبت دورا، لكن كل مرشح مسئول عن حملته الخاصة.