رقم قياسي جديد وصل اليه معدل التضخم في المملكة المتحدة بعد وصوله الى 11.1% خلال شهر أكتوبر مسجلا اعلى مستوى منذ أكتوبر 1981 وفقا لبيانات مكتب الإحصاء الوطني، مما دفع الى تحركات استثنائية في الأسواق وفي الحكومة ضمن محاولاتها السيطرة على الامر.
بالإضافة الى هذا قال الدكتور سواتي دينجرا المسؤول في بنك إنجلترا إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أضاف 6 في المائة إلى أسعار المواد الغذائية، حيث تتعرض مستويات المعيشة لضغط هائل هذا العام بسبب التضخم القياسي، لا سيما في أسعار المواد الغذائية والطاقة ، لكن الدكتور دينجرا قال إن بريطانيا ستعاني أكثر كنتيجة مباشرة لترك الاتحاد الأوروبي.
بدأت بعض سلاسل السوبر ماركت البريطانية وضع حد اقصي لكميات البيض المتاحة للعملاء، حيث يواجه مزارعو الدواجن أكبر انتشار لمرض إنفلونزا الطيور على الإطلاق مع تصاعد الحالات في الوقت الذي يعانوا فيه من ارتفاع أسعار العلف و تكاليف الطاقة بمعدل لا يعكس الزيادة في أسعار سلعهم.
قال متحدث باسم "اسدا" احد سلاسل السوبر ماركت الشهيرة : "نحن نعمل بجد مع موردينا لحل تحديات الصناعة التي تؤثر حاليًا على جميع محلات السوبر ماركت وللتأكد من أن أكبر عدد ممكن من العملاء يمكنهم شراء البيض ، لقد أدخلنا حدًا مؤقتًا لصندوقين لكل عميل".
وفقا لصحيفة دايلي ميل، اتخذت سلسلة اخري خطوة غير عادية باستيراد بيض من إيطاليا لتعويض ما وصفته بـ "بعض تحديات الإمداد"، كما اضطرت بعض المطاعم والبارات إزالة البيض من قائمة الطعام بسبب التأثير الحالي لأنفلونزا الطيور على الإنتاج.
أظهرت الأرقام التي نشرها مكتب الإحصاءات الوطنية أمس أن تضخم أسعار الغذاء السنوي بلغ 16.2 في المائة في اكتوبر، وهو أعلى مستوى منذ عام 1977، وزادت أسعار البيض وحده بنسبة 35.3 في المائة.
اقترح أندرو أوبي من اتحاد التجزئة البريطاني أن المستهلكين لن يدفعوا أسعارًا أعلى للبيض. وأضاف: "تحصل محلات السوبر ماركت على الغالبية العظمى من طعامها من المملكة المتحدة وتعلم أنها بحاجة إلى دفع سعر مستدام لمزارعي البيض ولكنها مقيدة بمقدار التكلفة الإضافية التي يمكن أن تنقلها إلى المستهلكين أثناء أزمة تكلفة المعيشة".
يقول المزارعون إن مشكلة البيض دليل على أزمة غذاء وطنية مشيرين الى ان محلات السوبر ماركت لديها كمية محدودة من زيت عباد الشمس ، والتي يتم الحصول عليها إلى حد كبير من أوكرانيا.
من جانبه قال ريشي سوناك، رئيس وزراء بريطانيا، إن "أولويته الأولى المطلقة" هى التعامل مع الوضع الاقتصادى بعد صدور تقرير التضخم الأخير، وأضاف في كلمة ختامية في قمة مجموعة العشرين "إنه الشيء الأول الذي يدور في أذهان الناس. إنه الشيء الذي يسبب معظم القلق.. هذا هو السبب في أننا نتحكم فيه".
من جانبه، اعتبر حزب العمال إن الأرقام التي تظهر ارتفاع التضخم إلى 11.1 في المائة الشهر الماضي "مقلقة للغاية"، وزعم جوناثان أشوورث ، وزير عمل الظل والمعاشات التقاعدية ، أن المملكة المتحدة كانت أقل قدرة على "مواجهة هذه العواصف" بسبب ما وصفه بـ "12 عامًا من الأداء الاقتصادي الباهت" في ظل حزب المحافظين.
قال وزير الخزانة البريطانى جيريمى هانت إن الأولويات الحالية للحكومة هى تحقيق الاستقرار والنمو وتوفير الخدمات العامة، مضيفا أنه سيقدم اليوم خطة لمعالجة أزمة تكلفة المعيشة وإعادة بناء الاقتصاد؛ حيث تهدف إلى خفض فواتير الطاقة وتحقيق نمو أكبر وتوفير نظامين صحى وتعليمى أقوى.
وأشار إلى أن التضخم المرتفع هو العدو لتحقيق الاستقرار، لأنه يؤدي إلى ارتفاع الأسعار وارتفاع معدلات الرهن العقاري وفشل الشركات ويسبب اضطرابات صناعية ويؤدي إلى تآكل المدخرات كما أنه يؤثر بشكل أكبر ويضر بالفقراء.
وتابع إن العوامل العالمية هي السبب الرئيسي للتضخم الحالي في المملكة المتحدة، مضيفا أن معظم دول العالم تتعامل مع تداعيات جائحة تحدث مرة كل قرن ومشيرا إلى أن الإجازات التم تم منحها وتوفير اللقاحات واستجابة هيئة الخدمات الصحية الوطنية تجعل بريطانيا فخورة بما قامت به في هذه الفترة.
وأوضح أن بريطانيا تشهد تضخما إلا أنه أعلى في كل من ألمانيا وإيطاليا وهولندا، كما أن معدلات الفائدة ارتفعت في المملكة المتحدة، لكنها أسرع في كل من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا ونيوزيلندا.
وتابع إن "العائلات البريطانية قدمت تضحيات يومية من أجل العيش في حدود إمكانياتها وكذلك يجب على حكومتها لأن المملكة المتحدة ستواصل دائما طريقها.. إنني أدرك الدوافع وراء الميزانية المصغرة التي قدمها سلفي وهو على حق في تعريفه للنمو بأنه يعد من الأولويات.. لكن التخفيض الضريبي غير الممول محفوف بالمخاطر كالإنفاق غير الممول".