تقوم استراتيجية مصر الرقمية، على 3 محاور أهمها تنمية القدرات الرقمية من خلال توسيع قاعدة الكوادر الرقمية المتمكنة من أدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وذلك من خلال إطلاق عدد من المبادرات التى يتم تنفيذها وفقا لمجموعة من المحددات منها: صقل المتدربين بمجموعة مهارات متكاملة من مهارات تقنية وشخصية، وقدرات لغوية، وإتاحة خبرات عملية متخصصة لهم تساعدهم وتدعمهم لخوض غمار المنافسة بفاعلية فى سوق العمل المحلى والإقليمى والدولى، وكذلك إتاحة التدريب فى التخصصات التقنية المطلوبة فى سوق العمل الحالى والمستقبلى، وإقامة شراكات مع الجامعات الدولية المرموقة والشركات العالمية العاملة فى مصر لبناء مسارات تدريبية مختلفة للشباب.
وأعدت وزارة الاتصالات مسارا تدريبيا متكاملا بدءًا من الصف الأول الإعدادى لطلاب المدارس مرورًا بتدريب طلاب الجامعات سواء فى كليات متخصصة أو من تخصصات أكاديمية مختلفة ويرغبون فى تغيير مسارهم المهنى وحتى توفير برامج متخصصة للدراسات العليا، كما تم إنشاء جامعة مصر للمعلوماتية وهى أول جامعة متخصصة فى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والمجالات المرتبطة بها فى أفريقيا، حيث يتم منح شهادة مزدوجة بالتعاون مع جامعة بيردو الأمريكية.
كما تم البدء فى إنشاء مراكز إبداع مصر الرقمية فى مختلف المحافظات لخلق مناخ محفز للفكر الابتكارى، حيث يتم استضافة رواد الأعمال وتوفير سلسلة من الأنشطة والفعاليات تشمل معسكرات العصف الذهنى، ومسرعات الأعمال، واحتضان الشركات، بالإضافة إلى إقامة محافل للتشبيك مع المستثمرين، مضيفا أنه تم إنشاء 8 مراكز للإبداع، ويتم حاليًا إنشاء 10 آخرين سعيًا للوصول إلى 30 مركزا موزعة على محافظات الجمهورية بحلول 2024.
وتبنت وزارة الاتصالات سياسات فعالة بشأن الابتكار القائم على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يتم من خلالها تضافر الجهود بين الأطراف الفاعلة والتى تشمل القطاع الحكومى، والجهات الأكاديمية والبحثية، والمؤسسات المالية، والقطاع الخاص، ورواد الأعمال، وشبكات الدعم من أجل احتضان الأفكار الخلاقة وتحويلها إلى منتجات ذات قيمة مضافة تستطيع مواجهة تحديات التنمية المستدامة، وتقوم الوزارة بـ4 جهود فى هذا الصدد:
1- الذكاء الاصطناعي
تحرص وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على دمج التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعى فى النظام الرقمى وتفعيل تطبيقاتها لدعم اتخاذ القرار، فى إطار تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي.
وتهدف استراتيجية الذكاء الاصطناعى إلى توطين هذه الصناعة فى مصر من خلال تنمية المهارات والتكنولوجيا والنظام البيئى والبنية التحتية وآليات الحوكمة وذلك لضمان استدامتها وقدرتها التنافسية.
وبدأت مصر فى إطلاق عدد من المبادرات الرئيسية، لتحقيق أهداف التنمية فى مصر فى القطاعات الرئيسية باستخدام الذكاء الاصطناعى، إلى جانب تشكيل المجلس الوطنى للذكاء الاصطناعى بقيادة وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بالإضافة إلى ذلك، وضعت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعى، بالتعاون مع وزارة التعليم العالى والبحث العلمي.
2- الشركات الناشئة
تحرص وزارة الاتصالات على دعم رواد الأعمال الشباب فى مصر، وأصحاب الشركات الناشئة التى تم تأسيسها حديثًا، أو أولئك المهتمين بتحويل أفكارهم إلى شركات ناجحة، وذلك من خلال توفير برامج حاضنات أعمال متكاملة والتى تشمل دعم مادى وخدمات عينية ومرشدين، إلى جانب توفير البرامج والأجهزة اللازمة للشركات الناشئة التى تعمل فى مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وتعمل الوزارة أيضًا على تشجيع نمو الشركات الناشئة ونشر ثقافة الابتكار بين الشركات الصغيرة والمتوسطة فى مصر، حيث تساعدهم على بناء قدراتهم لتوليد أفكار مبتكرة لمستقبل عمل أفضل وتنفيذها، ذلك من خلال تقديم خدمات استشارية احترافية وإنشاء شراكات بين القطاعين العام والخاص أو تقديم مساحات عمل مجانية.
3- مركز الابتكار التطبيقي
تم إنشاء مركز الابتكار التطبيقى لتعزيز استخدام التكنولوجيات الناشئة فى التغلب على التحديات الوطنية وتحليلها ومعالجتها، وذلك بهدف تحقيق التنمية المستدامة فى مختلف القطاعات ومنها الزراعة والرعاية الصحية والتعليم، كذلك تطوير رأس المال البشرى وخلق بيئة مواتية لنمو الشركات الناشئة المبتكرة.
ويتعاون المركز مع شركات عالمية فى مشروعات بحثية متخصصة لإيجاد حلول عملية للتغلب على التحديات التى تواجه المجتمع وبناء مهارات متقدمة فى مختلف التخصصات، ويتولى المركز حاليًا تنفيذ مشاريع فى مجالات الصحة والزراعة والتخطيط الحضرى والاقتصاد الكلى ومعالجة اللغة وتحسين دقة قراءة النصوص.
4- مدينة المعرفة
يهدف إنشاء مدينة المعرفة على مساحة 211 فدانًا فى العاصمة الإدارية الجديدة إلى تعزيز الابتكار وريادة الأعمال لتكون مركزًا إقليميًا فى البحث والابتكار، تجمع المراكز المتخصصة فى التقنيات المتقدمة، مثل الذكاء الاصطناعى وإنترنت الأشياء والأنظمة المدمجة وغيرها.
كما تضم المدينة جميع عناصر صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بما فى ذلك مراكز التدريب وحاضنات التكنولوجيا ومسرعات الأعمال، هذا بالإضافة إلى مقرات الشركات العالمية والمحلية المتخصصة فى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
5- مراكز إبداع مصر الرقمية
ابتكارى فريد حيث يعمل على معالجة الأسباب الجذرية التى أدت إلى البطالة بطرق واقعية وعملية من خلال دمج الخدمات الضرورية لنمو أى عمل تجارى فى مكان واحد يسهل الوصول إليه من الشباب الذين يسعون إلى تطوير خطط أعمالهم أو من لديهم عمل تجارى قائم أو أصحاب الشركات الناشئة فى مراحلها المبكرة.
وتم إنشاء مراكز إبداع مصر الرقمية داخل عدة جامعات حكومية منها سوهاج وجنوب الوادى بقنا والمنوفية والمنيا والمنصورة والإسماعيلية وأسوان، الأمر الذى يعكس الدور الحيوى الذى تؤديه الجامعات فى نشر ريادة الأعمال والإبداع بين الشباب.
وتوفر المراكز مساحة للإبداع والتفاعل مع الموجهين وعقد الاجتماعات والفعاليات وورش العمل وتجربة المنتجات وإطلاقها وعدد من الأنشطة الجماعية الأخرى.