استمرارًا لجرائم الاحتلال الإسرائيلى بحق الفلسطينيين تحت ذريعة تطبيق الشريعة اليهودية، أصدر "إيال كريم" - الحاخام الأكبر المُعين على رأس المؤسسة العسكرية مؤخرًا، بعض الفتاوى العنصرية ضد العرب والفلسطينيين، منها جواز اغتصاب الأسيرات من قبل جنود الاحتلال فى حالة الحرب.
وقالت د. إيمان الطيب أستاذ التلمود والعهد القديم بكلية الآداب جامعة أسيوط، إن الحاخام استند فى فتواه إلى النص الوارد فى سفر التثنية "متى أتى الرب إلهك إلى الأرض التى أنت داخل إليها لتمتلكها وطرد شعوبا كثيرة من أمامك.. فلا تقطع لهم عهداً ولا تشفق عليهم"، واستند كذلك إلى "هو يبيدهم ويذلهم أمامك"، فاعتبر الحاخام أن اغتصاب الأسيرات يندرج تحت عدم الإشفاق على العدو ويندرج تحت بند إذلالهم!! وبرر الحاخام ذلك بأن هذا الفعل جزء من الحفاظ على الاستعداد واللياقة القتالية.
وأكدت "الطيب"، لـ"انفراد"، أنه فى الوقت الذى استخلص فيه الحاخام هذه الفتوى الغريبة عن طريق تأويل النص التوراتى وتحميله من المعانى ما لا يحمل تحت مسمى اتباع التعاليم الدينية أصدر فى الوقت ذاته فتوى تبيح اختراق قواعد الاحتشام والطهارة الدينية لدى المجندات اليهوديات فى الجيش، بل وأجاز لهن الاختلاط بالرجال.
وأوضحت "الطيب"، أنه رغم أن التلمود ممثل المرجعية الربانية الأولى لدى اليهود المتدينين فى إسرائيل جاء بنص صريح فى هذا الشأن، حيث ذكر متن التلمود فى باب "كتوبوت" - أى عقود الزواج: الفصل السابع التشريع الخامس والسادس - أن من يجبر امرأة يهودية على عدم الالتزام بقواعد الاحتشام مهما كانت الأسباب يُعد فاسقًا حتى وإن كان من يجبرها زوجها ففى هذه الحالة تُطلق منه وتسترد مهرها كاملاً، موضحة أنه يجب على اليهودية الالتزام بقواعد الاحتشام كغطاء الرأس وعدم الاختلاط وعدم التحدث مع الأغراب وخفض الصوت أثناء الكلام، بل واعتبر الحاخام موسى بن ميمون وهو من كبار فقهاء الشريعة اليهودية، أن هذه القواعد تُعد من أسس الديانة اليهودية لدى المرأة اليهودية.
وأكدت "الطيب"، أن الحاخام "إيال كريم" أصدر فتوى سابقة بعدم الأخذ بشهادة المرأة فى المحاكم اليهودية، واستند فى ذلك لما ورد فى التلمود "باب سنهدرين وباب مكوت" - أى باب دار القضاء الأعلى وباب الجلد - حيث اعتبرت الشريعة اليهودية، أن المرأة ليس لها شخصية قانونية وعديمة الأهلية، ولا يؤخذ بشهادتها على الإطلاق لا فى القضايا الكبرى ولا الصغرى.
ولفتت "الطيب"، إلى أن هذا الحاخام صاحب الفتاوى الغريبة، قد أصدر فتوى من قبل بالحض على قتل الجرحى العرب، بل واعتبرهم فى مرتبة الحيوانات، ولقد اعتمد فى فتواه هذه على ما ورد فى التلمود "باب عفوداه زراه" - أى العبادة الغريبة - وهو الباب الملىء بالكراهية للأغيار والذى يحض على قتلهم واستباحة دمائهم وعدم إنقاذهم إذا كانوا جرحى ومعاملتهم معاملة الحيوانات.
وأوضحت، أن هذه الفتاوى الغريبة لابد أن يعلم العالم بأثره أنها متأصلة فى كتب اليهود الدينية، وأن العنصرية جزء لا يتجزأ من الشخصية اليهودية، وأن اليهودى يعتقد أن الإضرار بالغير هو فعل يُثاب عليه من الرب.
ومن اللافت للنظر، أن تأتى المؤسسة العسكرية اليهودية بالحاخامات أصحاب الفتاوى المتشددة ضد الآخر وتضعهم على رأس المنظومة للتنكيل بالعرب، فى الوقت الذى يبيح هؤلاء الحاخامات أنفسهم للجنود اليهود ما يشتهون على الرغم من مخالفته للشريعة.