«فى العمل.. التعاون يمنحك قوة أكثر من المواجهة»، كلمة سمعتها فى أحد مقاطع الفيديو الأجنبية عبر مواقع التواصل الاجتماعى، ولا أعرف هل هو مقطع من فيلم أم مسلسل، والممثل فى المقطع مغمور، لكن كلماته كانت مؤثرة جدا، وهو يقدم 7 نصائح يقول إنه تمنى لو أن أحدهم قدمها له وهو صغير فى السن، وكانت النصيحة الرابعة عن التعاون وخاصة فى العمل أيا ما كان المجال والمكان.
تذكرت هذه النصيحة الغالية والمؤثرة بعد اهتمام الكاتب الصحفى الكبير أحمد الخطيب رئيس تحرير جريدة الوطن الشقيقة، بالانفراد الذى قدمته «انفراد» على صفحاتها منذ أيام، والذى قدمه لنا الكاتب الصحفى وائل السمرى، رئيس التحرير التنفيذى لـ "انفراد"، بعنوان إنقاذ تراث سمير صبرى من الروبابيكا، والذى عرض فيه مجموعة كبيرة جدا من الصور وأفيشات الأفلام التى انتشلها وائل السمرى من على الأرصفة بعد أن قام ببيعها الورثة، وهو الموضوع الذى حقق انتشارا واسعا وتحدثت عنه عشرات القنوات الفضائية، وهو أمر طبيعى، لكن أن تتحدث عنه الصحف فهذا هو غير الطبيعى.
الطبيعى هنا أن تغار الصحف من الانفراد وتتجاهله، لكن ما قام به الزميل أحمد الخطيب من اهتمام بالانفراد وحرصه على تناول الانفراد على صفحات جريدته الوطن وفى الموقع الإلكترونى، و«تلميع» انفراد لجريدة يعتبر أنها منافسة له هو عمل لا يقبل عليه سوى الكبار، الذين تعلموا من هذه الحياة وتربوا فيها على الأصول، وأن الإشادة بالجيد لن تنتقص من النفس شيئا، مطبقا هذه الحكمة التى جاءت فى المقطع «فى العمل.. التعاون يمنحك القوة أكثر من المواجهة»، وهى للأسف الفضيلة الغائبة عن الكثيرين فى أغلب مجالات العمل.
من قال إن نجاح شخص آخر سينتقص شيئا من نجاحى، أو أن فشل شخص آخر سيمنحنى مزيدا من النجاح؟، من رسخ للقاعدة القميئة التى يتبعها كثيرون فى هذه الأيام بأن الطبيعى فى العمل هو التناحر والمواجهة وتحطيم الآخرين حتى نفوز نحن فى نهاية المطاف؟، قليلون فقط وهم «الكبار من أولاد الأصول» يعلمون أن التناحر والتكسير والمواجهة تهدم ولا تبنى، ولا يتحقق نجاح حقيقى منها، بينما يدرك هؤلاء أن النجاح عمل جماعى ومشترك، ويمتلك هؤلاء من الشجاعة ما يدفعهم للاحتفاء بما هو جيد حتى لو لم يكن لهم، ومن بين هؤلاء زميلنا العزيز أحمد الخطيب رئيس تحرير جريدة الوطن، الذى رسخ لمفهوم «الجريدة الشقيقة» بعد أن كان السائد بين الصحف هو الجريدة المنافسة، واستطاع أن يقدم خلال الأشهر القليلة الماضية منذ توليه رئاسة تحرير الوطن نموذجا مختلفا فى الصحافة، وأن يتقدم بهذه الجريدة الكبيرة خطوات كثيرة للأمام، فكل التحية للزميل الأستاذ أحمد الخطيب على ما قدمه للوطن وللصحافة المصرية، وعلى هذه الروح الطيبة التى ستضع الصحافة المصرية فى مكان أفضل بكثير.