يتعرض مئات الآلاف من أبناء الشعب السورى لحصار شديد على عدة مدن سورية من قبل النظام السورى وقوات حزب الله، ويتعرض الكثير من السوريين للموت جوعاً فى مضايا، فالمدينة التى تتعرض لحصار منذ عدة أشهر منع أهلها من الخروج أو الدخول تحت خطر القنص أو القتل بالألغام، كما منعت المواد الغذائية ومتطلبات الحياة عن المدينة وهو ما أدى لحدوث كارثة إنسانية بالمدينة.
ولا تعد مدينة "مضايا" الوحيدة المحاصرة فى سوريا، فمدينة الزبدانى الواقعة قرب "مضايا" لا يزال فيها حوالى 500 شخص محاصرون حتى الآن، وفقاً للأمم المتحدة، على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار الموقع من كلا الجانبين.
ويوجد ما يقدر بنحو 177 ألف شخص محاصرون فى مجموعة من المناطق شرق العاصمة السورية دمشق، فى الغوطة الشرقية، وهى تحت الحصار من قبل قوات نظام الأسد منذ فترة طويلة، وضواحى دمشق الجنوبية، مثل اليرموك وداريا والكثير غيرها مازالت مطوقة من قبل القوات الحكومية منذ أكثر من عامين وتتلقى مساعدات متقطعة فقط.
داعش يحاصر السكان
ولا يعد النظام السورى القوة الوحيدة التى تفرض الحصار على السكان فى سوريا، فقد حاصر تنظيم "داعش" مدينة دير الزور شرق سوريا، وتقدر الأمم المتحدة عدد المحاصرين بـ 200 ألف شخص هناك.
كما حوصرت بلدتان شيعيتان "كفريا والفوعة" لفترة من قبل جماعة جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، ولكن سرعان ما تم إجلاءهم مؤخراً ضمن اتفاق لإجلاء بعض أهالى الزبدانى المحاصرين، وكان النظام السورى لديه القدرة على نقل الإمدادات والجنود إلى مدنها المحاصرة، ففى حالة البلدتين " كفريا والفوعة " كان نظام الأسد يرسل لهم المساعدات والإمدادات جواً دون انقطاع.
وتتحكم الحكومة السورية بوصول المساعدات الإنسانية والإغاثة لمناطق المعارضة، ووفقا لأحدث تقرير للأمم المتحدة، منع النظام سبع قوافل تحمل مساعدات إنسانية من الوصول إلى وجهاتهم فى مناطق محاصرة تابعة للمعارضة.
الأسد يوافق على وصول المساعدات للمحاصرين
وقد وافق الرئيس السورى بشار الأسد أخيرًا على السماح بوصول المساعدات لإنسانية إلى المدن المحاصرة، بعد أن تصدرت محنة السوريين المحاصرين عناوين الصحف ووسائل التواصل الاجتماعى فى جميع أنحاء العالم خلال الأيام الأخيرة؛فقد استغاث أكثر من 40 ألف سورى محاصرين من قبِل قوات الأسد من الجوع، موجهين نداءات يائسة للحصول على الغذاء والماء.
وأعربت وكالات إغاثة دولية عن قلق متنام إزاء مصير الآلاف من المدنيين العالقين فى المدن والقرى المحاصرة فى سوريا، مشيرة إلى وفاة العديد من الأشخاص جوعا فى بلدة مضايا، شمال غرب العاصمة السورية دمشق، التى تحاصرها القوات الحكومية.
ويعتقد أن نحو 400 ألف شخص يعيشون تحت الحصار فى سوريا فى ظروف أصبحت أكثر صعوبة مع حلول فصل الشتاء.
ووصفت الهيئات الدولية وصفت الوضع بأنه "صعب للغاية" بعد أن نفدت الإمدادات الغذائية والطبية فى مضايا وقريتى الفوعة وكفريا الشيعيتين فى الشمال والمحاصرتين من قبل قوات المعارضة منذ فترة طويلة.
وقرر مجلس الأمن الدولى، السبت، لأول مرة عقد جلسة خاصة، لمناقشة الأوضاع الإنسانية المأساوية فى مضايا والمدن المُحاصَرة فى سوريا.
إدخال 65 شاحنة محملة بالمساعدات لمدن مضايا
فيما أكدت وكالة الأنباء السورية "سانا" مساء الاثنين، إدخال 65 شاحنة محملة بالمساعدات لمدن مضايا، وكفريا، والفوعة، بريفى دمشق وإدلب، تحت إشراف الأمم المتحدة، والهلال الأحمر العربى السورى، والصليب الأحمر الدولى، وذلك نتيجة الكارثة الإنسانية التى تعانى منها، نتيجة الحصار المفروض عليها.