تعتبر منطقة الأمازون التي يُطلق عليها "رئة الأرض" من أهم المناطق في العالم حيث أن بها أكبر تنوع بيولجى في العالم ، ولها أهمية كبيرة في الاستقرار البيئي العالمى، و تخزن الأمازون ما بين 90 و140 مليار طن من الكربون، وتساعد بذلك على استقرار المناخ العالمي.
وتمثل غابات الأمازون المطيرة وحدها 10٪ من إجمالي الكتلة الحيوية للكوكب. وفي المقابل فإن الغابات التي تمت إزالة شجرها ونباتها هي أكبر مصدر لانبعاثات الغازات الدفيئة. وإزالة الغابات من أجل تحويلها لأراض تستخدم للزراعة ينتج عنها إطلاق غازات دفيئة في الغلاف الجوي وتزعزع استقرار المناخ.
ولكن حذرت اللجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبى "سيبال" إن منطقة الأمازون التى يُطلق عليها "رئة الأرض" فقدت 18% من غاباتها وهو ما ينذر بإطلاق ملايين الأطنان من غاز ثانى أكسيد الكربون.
وأشارت صحيفة "اولتيماس نوتثياس" الإسبانية إلى أنه تم تسجيل قطع الأشجار فى مساحة 12الف كيلومتر من الغابات الكبيرة، وبذلك تكون الأمازون فقدت 18% من غاباتها، فى الوقت الذى يحذر فيه الخبراء من تحول تلك الغابات إلى مجرد حشائش للسافانا، التى تطلق ملايين الأطنان من الكربون.
وأوضحت الصحيفة أنه فى ثمانينيات القرن العشرين وتسعينياته، كانت غابات الأمازون تمتص من الغلاف الجوى مليارى طن من ثانى أكسيد الكربون سنويًا، لكن هذه الكمية السنوية انخفضت الآن بنحو النصف.
وبلغ إجمالى إزالة الغابات فى البرازيل وبوليفيا وبيرو وكولومبيا حوالى مليونى هكتار، وتعتبر حالة الغابات، بشكل أساسى، أحد عوامل الخطر التى يمكن أن يكون لها تأثير كبير لأنه، بالإضافة إلى ذلك، فى حالة فقدان التنوع البيولوجى، سيتم إطلاق كمية هائلة من الكربون، والتى يتم تخزينها بين الغطاء النباتى والتربة، ويقدر أنها ستصل إلى 200 مليار طن.
وفقًا للجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية فإن منطقة الأمازون تضم حوالى 7.4 مليون كيلومتر مربع تتقاسمها فنزويلا والبرازيل وكولومبيا وبوليفيا والإكوادور وبيرو وسورينام وجيانا، وهى منطقة بها احتياطيات مائية، وتنوع بيولوجى واسع وكتل كبيرة، تم فقد 18 % منها تمامًا.
ويقول الخبراء أن فقدان الأمازون سيؤدى بطبية الحال إلى تفاقم أزمة المناخ العالمية وزيادة بأكثر من 1.5 درجة مئوية فى ظاهرة الاحتباس الحراري.
وتضم منطقة الأمازون 47 مليون شخص، ولا يزال منهم من السكان الأصليين، وبالمثل تعد منطقة الأمازون منطقة كبيرة من التنوع البيولوجى والحياة البرية حيث بها 22% من أنواع النباتات، وأيضا الثدييات والطيور والبرمائيات وأسماك المياه العذبة ومجموعة متنوعة من الأنوع الفريدة الأخرى.
ومع ذلك، فقد غيرت الأنشطة البشرية الدورة الطبيعية للغابات الاستوائية، حيث تم منح أكثر من 15 % من الأراضى لأنشطة التعدين والنفط.
ووفقا للتقرير فإن فقدان الأمازون سيغير مناخ أمريكا الجنوبية بشكل جذرى، ويذكر أيضًا أنه سيساهم فى تدهور الأمن الغذائية
وهناك دراسات تشير إلى أن الوضع الحالى للمنطقة سيعنى، إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة، نقطة تحول فى الفترة 2025-2030، حيث أن إزالة الغابات ستكون بين 20 و25%. بعبارة أخرى، مع وجود غابات أقل بقليل من 5%، ستكون هناك نقطة تحول قد تفقد فيها الأمازون قدرتها على التعافى من تلقاء نفسها.
الحرائق وإزالة الغابات
من ابرز الأسباب التي أدت إلى تدمير جزء كبير من غابات الأمازون، هي الحرائق والتي زادت في الآونة الأخيرة بسبب تغير المناخ ، حيث تم الكشف عن 12906 حريقا منذ بداية العام الجارى، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 13٪ مقارنة بالأشهر السبعة الأولى من عام 2021.
نشرت هيئة النقل والبيئة في منطقة الأمازون تقريرا يربط بين قطع الأشجار الهائل المتنامى في المنطقة والتقدم في محاصيل فول الصويا لتصنيع الوقود الحيوى في أوروبا، وهو ما جعل إزالة غابات الأمازون التي يطلق عليها رئة الأرض تصل لأعلى مستوى لها منذ 15 عاما.
وفى عام 2021، سجل المعهد الوطنى لأبحاث الفضاء في البرازيل أعلى ذروة لإزالة الغابات في الـ 15 عاما الماضية، وهى زيادة تشكل جزءا من اتجاه تصاعدى أصبح فيه فقدان هكتارات الغابات منتشرا على نطاق واسعة.
تحذيرات كولومبية
وحذر رئيس كولومبيا جوستافو بيترو من عدم حماية غابات الأمازون التي تعد "رئة الأرض"، مشيرا إلى أن هناك احتمال انقراض الجنس البشرى في غضون قرن أو قرنين بسبب التأثيرات السلبية على الصحة التى ستحدثها أزمة المناخ.
وأكد الرئيس بيترو في خطابه الافتتاحى في ساحة بوليفار على التغييرات التي التزم بها قبل وصوله للمنصب، والتى منها تحسين البلاد ونوعية حياة الكولومبيين، حسبما قالت صحيفة "نيوبو سيجلو" الكولومبية .
ويطلب بيترو من الدول الغنية والشركات متعددة الجنسيات دفع أموال للفلاحين لحماية غابة الأمازون وإعادة المناطق التي أزيلت منها الأشجار.
وقال بيترو، خلال زيارته مدرسة للسكان الأصليين في ليتيسيا: "نحتاج إلى إنشاء صندوق مالي بنحو 500 مليون دولار سنوياً، بشكل دائم ولمدة عشرين عاماً، لتتمكن الشركات الكبرى في العالم وأغنى الحكومات، إذا كانت تريد فعلاً دفع مكافحة تبدل المناخ قدماً، من تمويلنا إما عن طريق أرصدة الكربون أو عبر مساهمات مباشرة".
وتقترح عدد من الشركات في البرازيل زراعة وحماية 4 مليون هكتار من الأمازون بزراعة حوالى مليارى شجرة ، في المناطق التي أزيلت فيها الغابات في البرازيل ، عبر تمويل مشروع خلال بيع ائتمانات تعويض الكربون في السوق التطوعية.
بحلول عام 2025، تتوقع مجموعة من الشركات أن تبدأ تعيين عمال، وتؤسس حضانات الأشجار، حيث ستُزرع الشتلات قبل نقلها إلى الحقول، وتهدف الشركات إلى زراعة أكثر من ملياري شجرة أصلية على مساحة مليوني هكتار، فيما تستثمر في المحافظة على مليوني هكتار أخرى من الغابات الأصلية. من المتوقع أن يستغرق المشروع 20 عاماً.