أبرز مشروعات العاصمة الإدارية توصيل الفايبر للحيين الحكومى والمالى والمشاركة فى إنشاء أكبر مركز بيانات لإدارة المشروع
حجزت مجموعة «بنية» مكانة متقدمة بقطاع الاتصالات، رغم تأسيسها منذ 5 سنوات بفضل ما تتميز به من إدارة محترفة بقيادة المهندس أحمد مكى، والذى يمتلك خبرة تتجاوز 20 عاما بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وخطة استثمارية طموحة تتماشى مع توجهات الدولة لإنشاء بنية تحتية متطورة وتحقيق التحول الرقمى بكل الخدمات الحكومية، وكذلك توطين الصناعة لزيادة الصادرات وخفض فاتورة الواردات وتوفير فرص عمل.
وتحاور «انفراد»، أحمد مكى رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذى لمجموعة بنية، للتعرف على الخطة الاستثمارية للمجموعة خلال العام المقبل، وتفاصيل الشراكات الموقعة مع كبرى الشركات العربية، ومستجدات مشروعات الشركة بالعاصمة الإدارية الجديدة،
وإلى نص الحوار..
بداية.. ما أبرز المشروعات المزمع الإعلان عنها خلال معرض القاهرة الدولى للاتصالات هذا العام؟
نحرص دائما على تقديم أفضل ما لدينا خلال مشاركتنا فى المعرض، ولذلك سنستعرض قصص النجاح للمشروعات التى نفذناها على مدار السنوات الماضية، خاصة فيما يتعلق ببناء وتشغيل مراكز البيانات، بجانب عرض رؤيتنا وخطتنا لإنتاج كابلات الألياف الضوئية، وعرض أحدث الحلول والخدمات التى نقدمها بالتعاون مع شركائنا.
ومن المخطط أن يشهد المعرض على مدار فترة انعقاده توقيع عدد من الاتفاقيات المهمة مع شركائنا، فى عدة مجالات مرتبطة بالبنية التحتية للاتصالات والتحول الرقمى.
ما أسباب اهتمام الشركة بالمشاركة والرعاية بالمعرض للعام الثالث على التوالى؟
معرض Cairo ICT يعد بمثابة العيد السنوى لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وهو من الأحداث الكبرى التى تؤمن مجموعة بنية بأهمية المشاركة بها، لأنه معرض رائد ومواكب للتطورات التكنولوجية على مدار 26 عاما، ما يتيح إمكانيات وفرص لجمع الشركاء والعملاء المحتملين، ويؤكد على قيمته المضافة للسوق والصناعة، ومع مرور السنوات شمل المعرض قطاعات جديدة تلعب التكنولوجيا دورا محوريا فى أعمالها.
وهذا العام حرصت مجموعة بنية أن تكون راعيا رئيسيا للمعرض للعام الثالث على التوالى، تأكيدا على التوجه الذى تستهدفه المجموعة خلال الفترة المقبلة، وسعيها إلى زيادة توسعاتها محليا وإقليميا، كما ستقوم «بنية» بعرض أحدث الحلول والخدمات التى تقدمها بالتعاون مع مختلف شركائنا العالميين والمحليين، وكذلك عملائنا لاطلاعهم على أحدث التطورات فى مجال التكنولوجيا وتقنية المعلومات ولبحث فرص التعاون مع العديد من الشركات المشاركة فى إطار خططنا التوسعية.
كم تبلغ حجم استثمارات مشروعات بنية خلال العام الجارى؟
يبلغ حجم استثمارات مجموعة بنية هذا العام 4 مليارات جنيه بنسبة نمو 25 % فى الاستثمارات عن العام الماضى وبلغت 3 مليارات جنيه، وتستهدف المجموعة تعزيز معدلات النمو فى الإيرادات خلال المرحلة المقبلة من خلال خطتها التوسعية فى السوق السعودى، وذلك بعد دخول شريك جديد فى المجموعة وهى شركة G42.
ما أبرز مشروعات الشركة فى العام الجديد وما هى الخطة الاستثمارية خلال الفترة المقبلة؟
تحرص مجموعة بنية فى المرحلة الحالية على التوسع الاستراتيجى فى الشرق الأوسط وبالأخص السوق السعودى باعتباره سوقا واعدا ومن أكثر الأسواق التى يجب أن يكون لنا دور فيه لعدة عوامل أبرزها العلاقات المصرية السعودية القوية، بالإضافة للفرص المتاحة فيه، وقدرتنا على تحقيق قيمة مضافة فيه بناء على الخبرات الكبيرة التى تمتلكها مجموعة بنية، وجاءت اتفاقيتنا مع شركة الفنار محفزا أساسيا للتوسع فى السوق السعودى.
وسيتم الإعلان قريبا عن نتاج هذه الشراكة التى تهدف لتعظيم القيمة المضافة المشتركة المقدمة للسوقين المصرى والسعودى عبر حلول متكاملة تسهم فى تطوير البنية التحتية بأحدث المنتجات المبتكرة.
ما تفاصيل اتفاقية الشراكة مع شركة الفنار السعودية؟
شركة الفنار السعودية من الشركات المعروفة فى مجالات الصناعات الكهربائية والإنشائية فى الشرق الأوسط وآسيا، ونهدف من خلال هذه الشراكة إلى دعم التوسعات المستهدفة للشركتين فى السوقين السعودى والمصرى، وتقديم أحدث الحلول المتطورة لدعم التحول الرقمى والبنية التحتية والطاقة المتجددة فى كلا البلدين.
وستسهم الاتفاقية فى دعم أعمال شركة الفنار من خلال توفير منتجات مبتكرة عالية الجودة، باستخدام أحدث التقنيات والتطبيقات العالمية فى المنشآت التصنيعية الحديثة، بجانب تصميم وتنفيذ الأنظمة المتكاملة الذكية من حلول الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، حيث نستهدف من هذا التعاون تقديم مجموعة واسعة من الحلول المصممة لتلبية خطط وأهداف الشركات ومقدمى الخدمات فى السوقين المصرى والسعودى.
لماذا اختارت «بنية» عقد شراكة مع الشركة الإماراتية جى 42؟
جى 42 من أكبر الشركات المتخصصة فى مجال الذكاء الاصطناعى والحوسبة السحابية فى دولة الإمارات الشقيقة، وقد وقعت مجموعة بنية شراكة معها مؤخرا بهدف توفير رأس المال والحلول التقنية اللازمة لدعم مسيرة تطوير القطاع الرقمى فى مصر، وتعزيز البنية التحتية الرقمية اللازمة لحلول الذكاء الاصطناعى، مثل مراكز البيانات وأبراج الاتصالات والتقنيات السحابية، كما أن هذه الشراكة تأتى فى إطار التزام شركة جى 42 بمصر كسوق استراتيجية للنمو ونقطة عبور نحو منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
ننتقل إلى التصنيع.. ما هى آخر تطورات إنشاء مصنع الشركة لإنتاج الألياف الضوئية؟
صناعة كابلات الألياف الضوئية من أكثر القطاعات التى تستطيع مصر أن يكون لها دور ريادى فيها، خاصة أن الاحتياج لها أصبح أساسى وهى مطلوبة بقوة وبأحجام كبيرة فى مصر والمنطقة العربية والأفريقية، وهو ما دفعنا لزيادة مساحة الأرض الصناعية المخصصة لإنشاء مصنع مجموعة «بنية» لإنتاج كابلات الألياف الضوئية، بالشراكة مع الهيئة العربية للتصنيع فى منطقة العين السخنة، لتصبح 60 ألف متر مربع بدلا من 40 ألف متر مربع، وذلك لاستيعاب توسعات المصنع خلال الفترة المقبلة.
تم الانتهاء من تنفيذ نسبة كبيرة من المصنع تصل إلى 92 %، كما تم الانتهاء من نحو 85 % من توريدات المعدات والماكينات، وجار العمل لاستكمال باقى المراحل، ومن المقرر أن يتم الانتهاء من المصنع بالكامل، وبدء التشغيل التجريبى قريبا.
ما هى خططكم لتوطين الصناعة فى مصر؟
توطين الصناعة هدف سامى لأى دولة لسد احتياجاتها، وهو ما تؤمن به مجموعة بنية فى مجالها، لذلك وضعنا هذا الهدف نصب أعيننا منذ بداية اتجاهنا لإنشاء مصنع كابلات الألياف الضوئية بنقل المعرفة والتكنولوجيا إلى السوق المصرى من خلال كبرى الشركات العالمية الرائدة فى مجال صناعة كابلات الالياف الضوئية، التى ستسهم فى زيادة المنتج المحلى وسد الفجوة فى السوق المصرى وأسواق المنطقة، وكما ذكرت سابقا فإن مصر أمام فرصة لأن يكون لها دور ريادى فى مجال صناعة كابلات الألياف الضوئية، خاصة أن الاحتياج لها أصبح أساسيا وهى مطلوبة بقوة وبأحجام كبيرة فى مصر والمنطقة العربية والأفريقية.
كم عدد الأبراج التشاركية التى قامت الشركة بإنشائها، وأبرز أماكن تواجدها؟
قامت مجموعة بنية، من خلال فريق عمل الشركات الناشئة بالعمل على تطوير فكرة إنشاء كيان متخصص لتصميم وتصنيع الأبراج التشاركية، التى تخدم قطاع الاتصالات، وشاركت مجموعة بنية مع شركة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية، فى تنفيذ النموذج الثانى من أبراج الاتصالات التشاركية، والمخطط الاعتماد عليها فى تقديم خدمات الاتصالات بالعاصمة الإدارية، لأول مرة فى مصر، حيث تعد أبراج المحمول التشاركية بمثابة طفرة فى مجال البنية التحتية لخدمات المحمول، فهى مصممة لعمل 5 شركات محمول فى نفس الوقت، ودون حدوث تداخلات بينها، باستخدام تكنولوجيا Front Hauling.
ويساهم نموذج الأبراج التشاركية بشكل كبير فى خفض نفقات شركات المحمول، ويساعدها على تقديم أفضل خدمة للعملاء بتكلفة مناسبة، ويعد هذا النموذج «تريند» عالميا، لمواكبة متطلبات شبكات المحمول من الجيلين الرابع والجيل الخامس، ونموذج الأبراج التشاركية الذى قدمته مجموعة بنية يعد سابقة أعمال مهمة جدا، سيتم تكرارها فى دول مجاورة وعدد من الدول الأفريقية، التى وقعت اتفاقيات بالفعل مع مصر لإنشاء البنية التحتية لها فى مجال الاتصالات ونسعى لتنفيذ أكبر عدد ممكن من الأبراج.
أعلنت الشركة العام الماضى عن تأسيس شركة للاستثمار فى الشركات الناشئة، ما هى آخر استثمارات هذه الشركة؟
التغيرات المتلاحقة والتحديات التى يشهدها العالم فى الفترة الأخيرة حالت دون تنفيذ بعض الخطط الخاصة بتوسعاتنا وتحديدا فى مجال الاستثمار فى الشركات الناشئة نتيجة التغيرات الكبيرة التى كانت تحدث فى الأسواق من انهيار شركات واندماج شركات فى أخرى، وهو الأمر الذى تطلب مزيدا من الوقت لدراسة الفرص المناسبة فى المرحلة المقبلة بعد وضوح الرؤية وتأثير تداعيات الاقتصاد عالميا.
ما هى تفاصيل مستجدات مشروعات الشركة فى العاصمة الإدارية الجديدة، والشراكات مع الشركات الحكومية؟
تتولى شركات مجموعة بنية تنفيذ العديد من المشروعات بالعاصمة الإدارية الجديدة، لإيمانها بأهمية ودور العاصمة والتى تعتبر إحدى كبرى المشروعات العمرانية فى الشرق الأوسط، وتوجه الدولة نحو تطبيق أحدث الحلول التكنولوجية فى تنفيذ بنيتها التحتية.
تعمل شركتنا Benya Engineering فى مجال إنشاء البنية التحتية التكنولوجية لشبكة المعلومات الخاصة بالحى الحكومى بالعاصمة الإدارية، ويعد المشروع من أكبر المشروعات فى مصر إذ يغطى مبانى الوزارات المختلفة، وقمنا بمد 15 مليون متر من الكابلات النحاسية، ومليون متر من كابلات الألياف الضوئية فى أكثر من 25 وزارة.
كما تعمل الشركة فى مشروع الحى المالى بالعاصمة الإدارية، ومشروع أبراج العاصمة الإدارية، وتقوم بإنشاء البنية التحتية التكنولوجية، وانتهت من مد مليون متر من الكابلات النحاسية و200 ألف متر من كابلات الألياف الضوئية لخمسة بنوك كبرى وسبعة مبان إدارية وتجارية.
هذا فضلا عن التعاون مع شركة Benya Systems فى مشروع مدينة المعرفة فى العاصمة الإدارية الجديدة، فى إنشاء وتشغيل البنية التحتية التكنولوجية لشبكة المعلومات، عن طريق مد 600 ألف متر من الكابلات النحاسية و100 ألف متر من كابلات الألياف الضوئية.
كما تعمل شركة Benya Systems أيضا فى المرحلة الأولى لمدينة المعرفة لإرساء التطبيقات التى تساعد على متابعة الأعمال اليومية الخاصة بتشغيل أنظمة المبانى المختلفة، مثل إدارة المياه والكهرباء والبيئة والمخلفات والمراقبة والنقل والتحكم فى الإضاءة وغيرها مما يسهم فى تقليل النفقات والاستخدام بطريقة فعالة.
هل هناك خطة للاستثمار فى إنشاء مراكز بيانات؟
تعد شركة Benya Systems مزود الخدمات المتكامل للمجموعة، وتعمل فى مختلف القطاعات من بينها مشروع مراكز البيانات الضخمة Data Center، ومشروع التحول الرقمى للدولة المصرية Cloud P&G ضمن تحالف شركات عالمية، لتأسيس نظام متكامل لبناء وإدارة البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات فى مدينة المعرفة داخل العاصمة الإدارية، بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
كما تعمل شركة Benya Engineering فى العديد من المشروعات الخاصة بإنشاء البنية التحتية التكنولوجية لمراكز البيانات Data Center، منها مراكز بيانات عدد من بنوك القطاع المصرفى وشركات الاتصالات.
كم عدد العدادات الذكية التى تم توريدها لمشروعات العاصمة الإدارية؟
قامت مجموعة «بنية» بتوريد وتركيب 231 ألف عداد ذكى لخدمات المياه والكهرباء والغاز فى العاصمة الإدارية الجديدة يتم توريدها على عدة مراحل، بالتعاون مع الشركة المصرية للاتصالات، وذلك عن طريق شركة «Benya Engineering» إحدى شركات مجموعة بنية.
من وجهة نظرك، ما أبرز القرارات والتشريعات لتحفيز نمو القطاع؟
يولى الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية والحكومة المصرية اهتماما كبيرا لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات باعتباره قطاعا حيويا يساهم فى تسريع النمو لكل القطاعات الأخرى، وبناء عليه كانت التوجيهات واضحة بدعم القطاع الخاص وتسهيل الفرص للتصنيع والإنتاج، وكانت قرارات الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات فيما يخص وضع إطار تنظيمى لإنشاء مراكز البيانات وتقديم خدمات الحوسبة السحابية من القرارات المهمة والفاعلة التى ستسهم فى نمو القطاع وجذب استثمارات إضافية له.
ما أبرز التحديات التى تواجه قطاع الاتصالات فى الوقت الحالى؟
قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لا ينفصل عن تداعيات الأزمات الاقتصادية العالمية بسبب جائحة كورونا ثم لحقتها الحرب الروسية الأوكرانية، وهو ما خلق أزمات كبيرة فى سلاسل الإمداد والتموين وبطئا شديدا فى وصول المنتجات ومستلزمات الإنتاج للسوق المحلى، وبالتالى كان هناك تأثير كبير على تسعير المنتجات والخدمات المقدمة التى قد تدفع الشركات لرفع الأسعار لمواجهة تحديات السوق، مع تقليل اعتمادها على القروض بعد اتباع الدول لسياسة رفع الفائدة خلال الفترة الحالية.