بعد فترة هدوء وجيزة عاشها الرئيس الأمريكى فى اعقاب الانتخابات النصفية التي عقدت فى الثامن من نوفمبر، عادت الأزمات لمطاردة جو بايدن، لكنها هذه المرة أزمة تهدد بآثار مدمرة على الاقتصاد الأمريكي الذى لا يزال يعانى حتى الآن من آثار التضخم.
وتتمثل الأزمة فى إضراب مرتقب للعاملين بالسكك الحديدية يمكن أن يسبب خسائر بمليارات الدولارات يوميا للولايات المتحدة. وفى ظل تعثر المفاوضات بين النقابات الممثلة للعاملين وخطوط السكك الحديدية، دعا جو بايدن الكونجرس إلى التدخل ومنع الإضراب السكك الحديدية قبل الموعد النهائي المقرر الشهر المقبل لانتهاء محادثات العقود المتوقفة، وقال إن الإضراب من شأنه أن يكون له آثار مدمرة للاقتصاد الأمريكي.
وقالت صحيفة الجارديان البريطانية إن الخطوة التي قام بها بايدن تأتى فى ظل تحذير جماعات الأعمال من أن الإضراب الذى يلوح فى الأفق يمكن أن يحدث قبل موسم العطلات ويفاقم من مشكلات التضخم الأمريكى.
وقال بايدن فى بيان: "دعونا نكون واضحين: وقف القطارات سيدمر اقتصادنا.. وبدون سكك حديدية، فإن العديد من الصناعات الأمريكية ستغلق".
ويأتى الإضراب بعد وصول المفاوضات الجارية منذ وقت طويل إلى طريق مسدود، واتفاق كلا الطرفين على أن فترة تهدئة الأمور ستنتهى الأسبوع المقبل.
ويمتلك الكونجرس صلاحية فرض شروط العقد على العمال، إلا أنه ليس واضحا ما إذا كان المشرعون سيدرجونها إذا فعلوا ذلك. ويمكن أن يجبروا المفاوضات على الاستمرار فى العام الجديد. ويطالب العاملون فى السكك الحديدية بمنحهم إجازات مرضية مدفوعة الأجر وزيادة أجورهم.
من جانبها، قالت نانسى بيلوسى، رئيسة مجلس النواب إنهم مترددين فى تجاوز عملية التصديق على الاتفاق المؤقت لحل الأزمة الذى تم التوصل إليه فى سبتمبر الماضى، لكن عليهم أن يعملوا لمنع إضراب كارثى على الصعيد الوطنى، والذى قد يسحق الاقتصاد الأمريكي. وقالت بيلوسى إن مجلس النواب لن يغير شروط اتفاق سبتمبر، وهو ما سيتحدى كمجلس الشيوخ للموافقة على مشروع قانون النواب بدون إجراء تغييرات.
وقالت وكالة أسوشيتدبرس إن كلا من النقابات وخطوط السكك الحديدية تضغط على الكونجرس فى الوقت الذى تواصلت فيها المحادثات. ولو تحرك الكونجرس، فإنه سينهى المحادثات بين الشركات وأربع نقابات ترفض الاتفاقيات التي ساعد بايدن فى التوصل إليها قبل الموعد الأصلى لبدء الإضراب، والذى كان مقررا فى سبتمبر الماضى، بينما وافق ثمانية نقابات أخرى على عقود مدتها خمس سنوات، وتستعد للحصول على فرق الأجور للعاملين لديها عن زيادة نسبتها 24% بدءا من عام 2020.
ولو فعل الكونجرس ما يطلبه بايدن وفرض شروط مشتبهة لما كان تم لاتفاق عليه فى سبتمبر، فإن هذا سينعى سعة النقابات لإضافة إجازة مرضية مدفعة الأجر.
وقالت وكالة أسوشيتدبرس إن اتفاق سبتمبر الذى تحدث عنه بايدن وبيلوسى هو تحسن بسيط لما أوصى به مجلس المحكمين فى الصيف الماضى. وأضاف الاتفاق ثلاثة أيام إجازة غير مدفوعة الأجر فى السنة للمهندسين والموصلين الذين يميلون إلى المواعيد الطبية طالما قاموا بجدولتها مقدما قبل 30 يوما على الأقل. ووعدت خطوط السكك الحديدية فى سبتمبر الماضى بألا تعاقب العاملين الذين يدخلون المستشفى، والتفاوض بشكل أكبر مع النقابات بد الموافقة على العقد بشان تحسين الجدولة المنتظمة لأيام العطلات.
قالت وكالة أسوشيتدبرس، إن إضراب السكك الحديدية المتوقع فى الولايات المتحدة خلال الأسابيع القادمة، سيكون له تأثير واسع على الاقتصاد الأمريكي، مشيرة إلى أن المستهلكين الأمريكيين وتقريبا كل الصناعات ستتأثر لو توقفت القطارات الشهر الماضى.
وذهبت الوكالة إلى القول بأن المخاطر كبيرة للاقتصاد حتى أنه من المتوقع أن يتدخل الكونجرس ويفرض شروط العقد على العاملين فى السكك الحديدية. وكان آخر مرة شهدت فيها الولايات المتحدة إضرابا للسكك الحديدية فى عام 1992. واستمر الإضراب يومين قبل تدخل الكونجرس. ولم يحدث إضرابا ممتدا للسكك الحديدية منذ نحو قرن، وذلك بسبب قانون تم تمريره عام 1926 والذى يحكم مفاوضات السكك الحديدية بما يجعل على الصعب للغاية على العمال تنظيم إضراب.
وذكرت أسوشيتدبرس، أن إضراب السكك الحديدية يمكن أن يكلف الاقتصاد الأمريكي مليارى دولار يوميا بحسب ما جاء فى تقرير سابق هذا الخريف.
