شغلت القضية الفلسطينية، اهتمام السلطات المصرية عام 1948، حيث تسعى القاهرة بشتى الطرق الودية للتفاوض لتهدئة الأوضاع في قطاع غزة والوصول إلى حلول شاملة وعادلة على أساس حل الدولتين ومقررات الشرعية الدولية ذات الصلة، وكذلك إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وبعد تولي الرئيس السيسي، ظلت القضية الفلسطينية قضية مركزية بالنسبة لمصر وبذلت مصر العديد من الجهود لوقف إطلاق النار لتجنب المزيد من العنف وحقن دماء المدنيين الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني الذين يدفعون ثمن مواجهات عسكرية لا ذنب لهم فيها، فضلاً عن الجهود الإنسانية التي قدمتها مصر من خلال فتح معبر رفح لاستقبال الجرحى والمصابين الفلسطينيين والمساعدات الغذائية والدوائية للشعب الفلسطيني
ففي عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، نجحت القاهرة في إتمام المصالحة الفلسطينية – الفلسطينية، وذلك بالتوقيع على اتفاقية المصالحة التى طالما سعى إليها الشعب الفلسطيني لوقف نزيف الدم والخلاف الفلسطيني – الفلسطيني.
دعم مالي لإعادة إعمار غزة
وفي مايو عام 2021، أعلنت مصر، بحسب بيان رئاسي، تقديم منحة مالية تقدر بـ500 مليون دولار لصالح إعادة إعمار غزة، جراء التدمير البالغ الذي شهده القطاع بسبب الهجومات الإسرائيلية.
كما شارك طواقم هندسية مصرية بمساندة آليات ومعدات ثقيلة وصلت من القاهرة، في إزالة ركام المباني، خاصة المنشآت الآيلة للسقوط، والأبراج العالية المدمرة.
وفي سبتمبر 2021، أعلنت مصر من داخل قطاع غزة بدء المرحلة الثانية من إعادة الإعمار، لتثبت للجميع أنها أولى بالقطاع، وأن القاهرة ماضية في تنفيذ ما تعهدت، وأنها ترد بشكل عملي على كل الدعاوى المشككة في نوايا القيادة المصرية تجاه الأشقاء الفلسطينيين وخصوصًا في القطاع.
وتحتفل مصر في يوم 30 من نوفمبر من كل عام، بيوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، وتحي القاهرة غدا الأربعاء، هذا اليوم تضامنا مع شعب فلسطين الصامد وتأكيدا على حضور القضية الفلسطينية حية حاضرة، في المحافل الدولية وفى الضمير العالمى، الذي يقف داعما للشعب الفلسطينى فى مطالبه العادلة والمشروع، وحقه فى إقامة دولة مستقلة.
وقالت وزارة الخارجية في بيان، إن "مصر حكومة وشعبا، ومن واقع مسؤوليتها التاريخية، تقف داعمة دائما للقضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للأمة العربية، مؤكدة أن ثوابت الموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية لم ولن تتغير، وأن التزامها بمسؤوليتها إزاء قضية فلسطين والشعب الفلسطيني والقدس ومسجدها الأقصى التزاما أصيلا، تبذل في سبيله كل غال ونفيس حتى ينال الشعب الفلسطيني الشقيق حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة".
وأكدت جمهورية مصر العربية أن القضية الفلسطينية ستظل دائما قضية العرب الأولى، التي لا يتصور أن يتحقق استقرار إقليمي حقيقي في منطقة الشرق الأوسط دون تسويتها تسوية عادلة وشاملة على أساس حل الدولتين ومقررات الشرعية الدولية ذات الصلة.
وتابعت: "ومن هنا، تؤكد مصر على ضرورة وضع حد لحلقة العنف القائمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتوقف عن اتخاذ الإجراءات الأحادية التي مضت على التسوية العادلة والنهائية لقضايا الحل النهائي، وفي مقدمتها أنشطة الاستيطان غير الشرعية، وسياسات الطرد والإخلاء للفلسطينيين بمدينة القدس وتغيير الطابع الديموغرافي للمدينة، والتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى ومحيطه".
جهود مصرية لا تتوقف لدعم فلسطين
كما أكدت أن "مصر من واقع مسؤوليتها التاريخية والتزامها بدعم حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، سوف تستمر في بذل جهودها الدؤوبة والمخلصة لاستئناف عملية السلام، ولتشجيع الأطراف على العودة إلى طاولة المفاوضات، بدعم من المجتمع الدولي والشركاء الدوليين".
من جانبه استقبل سامح شكرى وزير الخارجية، اليوم الثلاثاء، رياض المالكى وزير خارجية فلسطين فى إطار زيارته الحالية إلى القاهرة.
وأشار السفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية إلى أن الوزير الفلسطيني حرص على استعراض آخر المستجدات على الساحة الفلسطينية، والمشاورات الجارية لتشكيل الحكومة الاسرائيلية وتأثيراتها المحتملة علي مستقبل القضية الفلسطينية، منوهاً بما تشهده الأراضي المحتلة من تدهور أمني كبير في ضوء الوتيرة المتزايدة والمتسارعة لأعمال العنف ضد أبناء الشعب الفلسطيني، بجانب الاقتحامات المتكررة والانتهاكات المتتالية التي تستهدف الأماكن المقدسة.
وأضاف المتحدث الرسمي، بأن الوزير شكري أكد من جانبه على قلق مصر البالغ من تطورات الأوضاع في الأراضي المحتلة، موضحاً متابعة مصر عن كثب لكافة المستجدات على الساحتين الفلسطينية والإسرائيلية، ومؤكداً على أن مصر، وهي تشارك الجانب الفلسطيني والعالم في الاحتفال باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفسلطيني اليوم، ستظل دائماً داعمة لكافة الحقوق الفلسطينية، خاصةً حق الشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وأنها لن تألوا جهداً فى توظيف كافة طاقاتها وقدراتها الدبلوماسية في سبيل تحقيق هذا الهدف.
وقام وزير الخارجية في هذا الصدد بإبراز ما تبذله مصر من جهود متواصلة مع مختلف الأطراف الدولية والإقليمية لتهدئة الأوضاع ووقف العنف وكسر الجمود الحالي الذي يعتري عملية السلام، بهدف إعادة إطلاق مسار تفاوضي جاد يفضي إلى تحقيق السلام الشامل والعادل وفقاً لمبدأ حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
كما أشار الوزير شكري إلى جهود مصر لتخفيف معاناة أبناء الشعب الفلسطيني في ضوء الأوضاع الاقتصادية الإنسانية الصعبة التي يمرون بها، بما في ذلك تقديم مختلف أوجه الدعم لإعادة إعمار قطاع غزة.
القضية الفلسطينية هي القضية المركزية لمصر والعرب
وكشف السفير أبو زيد، أن الوزيرين ناقشا تنسيق الجهود على المستويين الإقليمي والدولي من أجل إعادة وضع القضية الفلسطينية فى بؤرة الاهتمام الدولي، بما فى ذلك من خلال تنسيق الجهود مع الدول العربية الشريكة والأطراف الدولية المعروفة بدعمها للحقوق الفلسطينية.
في السياق ذاته أكد السفير محمد مصطفى عرفي المندوب الدائم لمصر لدى جامعة الدول العربية أن مصر لا تزال كعهدها دوماً، تدعم حقوق الشعب الفلسطيني وضرورة إقامة مفاوضات للوصول لحل الدولتين في إطار سقف زمني وإقرار حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته على حدود يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية التي تضم كنيسة القيامة والحرم المقدسي، كما ترفض أية محاولات لتهويد المدينة.
جاء ذلك في كلمة مصر خلال الاحتفال باليوم العالمي للتضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني الذي انطلق بالجامعة العربية اليوم الثلاثاء.
وقال مندوب مصر الدائم لدى الجامعة العربية "يأتي تجمعنا هذا في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذى لايزال يضرب أروع أمثلة البطولة والفداء في مواجهة احتلال غاشم، ومازال الاحتلال يصادر الأرض والممتلكات، ولكن لن يصادر إرادة الفلسطينيين".
وشدد على أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للعرب، برغم كل ما تشد المنطقة في السنوات الأخيرة، ولكن لا شيء يغير الموقف العربي من القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن القومية العربية اتكأت في نشأتها على القضية الفلسطينية إلى حد كبير، لافتا إلى أنه قد تتنوع مواقف العرب وتتباين في بعض القضايا إلا تجاه القضية الفلسطينية".
ونوه مندوب مصر الدائم لدى الجامعة العربية إلى أن مصر تدعم الشعب الفلسطيني وتساعده بكل قوة على بناء كوادره ومؤسساته ، وها نحن اليوم نشهد تطورات بالغة الأهمية وهي قرار اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، مؤخراً، بشأن فلسطين وقضايا مثل وكالة غوث وتشغيل للاجئين الفلسطينيين (الأونروا) والاستيطان والطلب من محكمة العدل الدولية أن تقدم فتوى قانونية بشأن الاحتلال الإسرائيلي"، مؤكدا أن المعركة الحالية قد تكلل بالنجاح وقد تحصل فلسطين على العضوية الكاملة للأمم المتحدة.
ووجه تحية صادقة للأم الفلسطينية الثكلى، ولأطفال فلسطين الأيتام الذين فقدوا آباءهم، وقادة الشعب الفلسطيني الراحلين في مقدمتهم الزعيم الراحل ياسر عرفات، مشدداً على أن قضية الفلسطينية تمثل نبراساً لكل أحرار العالم من كل الأديان والقوميات.
يذكر أن الجمعية العامة للأمم المتحدة دعت عام 1977، للاحتفال في 29 نوفمبر من كل عام باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني (القرار 32/40 ب)، وفي ذلك اليوم من عام 1947 اعتمدت الجمعية العامة قرار تقسيم فلسطين (القرار 181 (II)
كما طلبت الجمعية العامة بموجب القرار 60/37 بتاريخ 1 ديسمبر 2005، من لجنة وشعبة حقوق الفلسطينيين في إطار الاحتفال باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في 29 نوفمبر، تنظيم معرض سنوي عن حقوق الفلسطينيين بالتعاون مع بعثة فلسطين لدى الأمم المتحدة، وتشجع الدول الأعضاء على مواصلة تقديم أوسع دعم وتغطية إعلامية للاحتفال بيوم التضامن.
وفي العام 2015، تم رفع العلم الفلسطيني أمام مقرات ومكاتب الأمم المتحدة حول العالم، واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا برفع أعلام الدول المشاركة بصفة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة، بما في ذلك علم دولة فلسطين، وقد اقيمت مراسم رفع علم دولة فلسطين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك يوم 30 سبتمبر 2015.