سلطت قناة القاهرة الإخبارية الضوء على الصراع بين أرمينيا وأذربيجان، حيث عرض برنامج «ملف اليوم» الذي تقدمه الإعلامية أمل الحناوي على شاشة «القاهرة الإخبارية» تقريرا بعنوان "الأزمة بين أرمينيا وأذربيجان.. حرب المائة عام".
وقال التقرير: «حرب المائة عام، هكذا يوصف النزاع بين أرمينيا وأذربيجان، فرغم محاولات التهدئة بينهما على مر العقود إلا أنها سرعان ما تفشل، فتصبح الاتفاقات هشة والهدن وهمية ووسط كل هذا الصراع يقع الإقليم القوقازي ضحية مناوئيه الذين يحيطون به من كل اتجاه، فتركيا تدعم أذربيجان وكلاهما في حالة عداء تام مع أرمينيا التي تدعمها روسيا».
وأضاف: «والضحية سكان ناجورنو كاراباخ، وبعد أن لاح في الأفق بريق أمل سرعان ما فشل إذ ألغى رئيس أذربيجان اجتماعا في بروكسيل مشترطا حضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لتتبدد الآمال مجددا، خاصة بعد اندلاع اشتباكات سبتمبر الماضي التي راح ضحيتها 286 شخصا من كلا الدولتين قبل سريان الهدنة المؤقتة».
وتابع: «يعود الخلاف بين الدولتين إلى نحو 10 عقود، والسبب الرئيسي يدور حول تبعية إقليم ناجورنو كاراباخ، حيث خلفت الحرب الأولى 30 ألف قتيل إلى جانب نزوح وتشريد الآلاف، فيما نشبت الحرب الثانية عام 2020 وخلفت أكثر من 6 آلاف و500 قتيل لتنتهي بوساطة روسية».
واستطرد: «الإقليم الملتهب.. هكذا يصف الجميع منطقة ناجورنو لكثرة عدد القتلى به، هذا الإقليم الذي يتمتع بموقع استراتيجي فريد، وغني بالمعادن الثمينة ظل لعقود محط أنظار كبريات الدول التي تبحث عن مصالحها مستخدمة سكان الإقليم».
فيما قال الكاتب والمحلل السياسي، شيخعلي علييف، إن النزاع بين أرمينيا وأذربيجان نتج بسبب مطامع أرمينيا وسياستها التوسعية.
وأضاف خلال مداخلة ببرنامج «ملف اليوم» الذي تقدمه الإعلامية أمل الحناوي على شاشة «القاهرة الإخبارية»، أن اذربيجان ترى منذ بداية النزاع أنه نزواع إقليمي نتج عن مطامع أرمينيا على أراضي أذربيجان، ونتيجة سياسة توسعية على حساب أراضي أذربيجان، وهذا النزاع أصبح ضد الشعب الأذربيجاني، ونتيجته تم تشريد مليون أذربيجاني من ديارهم في كاراباخ، والمحافظات السبع المجاورة لها، ولكن قبل سنتين حرر الجيش الأذربيجاني من وطأة الاحتلال الأرمني ونحى النزاع.
وتابع: «الآن نشهد محادثات حول تسوية المرحلة الأخيرة بالطرق السلمية، ونرى في الأيام الأخيرة أن بعض الدول لا تريد حلا نهائيا لهذا النزاع، وتسعى إلى تجميع هذه المشكلة لاستغلالها المستقبلي للضغط على أذربيجان، ولتحقيق مصالحها في منطقة جنوب القوقاز، ومن بين هذه الدول فرنسا، وكذلك إيران».
و أكد عمار قناة، أستاذ العلوم السياسية، أن روسيا تعد اللاعب الرئيسي في محاولات التوصل إلى هدنة بين أرمينيا وأذربيجان ، نظرًا للأهمية الجغرافية لمنطقة القوقاز الحاضنة للصراع بين البلدين بالنسبة لموسكو.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية، خلال برنامج "ملف اليوم" على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن الصراع بين أرمينيا وأذربيجان لطالما كان نقطة حساسة، يمكن استخدامه لتشكيل ضغط على روسيا.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية، أن المستجدات التي تشهدها الساحة الدولية في الوقت الحالي، دفعت القوى الغربية لإعادة التوظيف السياسي لهذا الملف، استنادًا للعلاقات الوثيقة التي تجمع المعسكر الغربي بأرمينيا.