لم يعد التعجب والدهشة من بين ردود الفعل على ما تشهده الدولة المصرية بين اليوم والآخر من إنجاز فى مجال ما من المجالات، صار الإنجاز عادة نعرفها ونعيشها بين اليوم والآخر، وحل محل الدهشة والتعجب، فخر وفرحة بالإدارة المصرية والإرادة المصرية التى لا يمر على إنجازها وقت، لتعلن إنجازا آخر فى مجال آخر، فها هنا نحن اليوم ما زلنا نتذوق طعم الفرحة والفخر والعزة بعد استضافة مصر لمؤتمر المناخ فى هذه الظروف التى يمر بها العالم، والإنجاز الذى حققته الدولة فى التنظيم والإدارة، ونجاح مصر فى أن يتصدر اسمها كل الصحف والمواقع العالمية بشكل إيجابى رغم كل المحاولات، ونجاحها فى أن تقدم للعالم نموذجا فى التنظيم أشاد به العالم أجمع، ما هى إلا أيام قليلة وتعلن مصر انتصارا جديدا يمثل تحديا جديدا وانتصارا جديدا فى ظل واحدة من أصعب الظروف العالمية التى يمر بها العالم أجمع.
مصر لم تتوقف عن العمل، ولن تتوقف، وهذا هو السر وراء كل إنجاز وكل نجاح، مصر تستثمر فى كل شبر من أرضها، وفى كل فرد من أبنائها، ولعل أبلغ دليل على ذلك، كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسى أمس أثناء افتتاح مدينة المنصورة الجديدة، عندما قال أن المشروعات والطرق تنفذها شركات ويعمل بها على أقل تقدير 5 ملايين عامل يمثلون 5 ملايين أسرة وهذا على أقل تقدير، والدولة قادرة على أن تطعم هؤلاء وتوفر لهم «حياة كريمة» عن طريق تكافل وكرامة وتمنحهم الأموال التى تخصصها لهذه المشروعات، ولكن ماذا بعد؟ تكفلت بهم الدولة الدولة اليوم، ماذا عن الغد؟ وماذا عن أبناء هؤلاء؟ وماذا عن مستقبل هذه الدولة، ومستقبل أبنائها؟ الأصح هو العمل، أن تبنى الدولة وتستثمر وتقيم مشروعات يعمل بها أفراد، وتقوم الجمهورية الجديدة، أفراد يبنون دولتهم ويبنون أسرهم، يصنعون المستقبل لأبنائهم ولأسرهم.
الشاهد فى كل هذا، والذى رددناه وما زلنا نردده وسوف نظل نردده ما حيينا، أن مصر دولة استطاعت أن تبقى صامدة وثابتة فى ظل أزمات عالمية استمرت لسنوات، وأدت لانهيار اقتصادات كبرى لدول لم نكن نتخيل يوما أن تهتز مكانتها الاقتصادية، والحقيقة أن مصر لم تصمد فقط، بل تقدمت وأنجزت واستثمرت وأقامت مشروعات وانشأت مدنا جديدة بنظم عالمية ذكية تواكب أكبر مدن العالم، استثمرت فى البناء والتطوير، ولم تترك ملفا صغيرا كان أو كبيرا، سياسيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا أو دينيا أو غيره ذلك، إلا وفتحت هذا الملف ودرسته وطورت به، وكل هذا حدث فى سنوات عجاف واضطراب داخلى عقب 2011 و2013، وما إن بدأت الأوضاع تستقر حتى شهد العالم أجمع اضطرابات خارجية بدأت بجائحة كورونا ثم الحرب الروسية الأوكرانية، إلا أن مصر بفضل إرادة وإدارة قوية تمثلت فى رئيس جمهورية يعرف طريقه ولا يسمح لظرف أن يثنيه عن هذا الطريق لم يستسلم وأصر على العمل، الذى كان كلمة السر وراء كل إنجاز، والذى حول كل محنة تمر بها مصر أو يمر بها العالم إلى منحة وإنجاز وفخر لكل مصرى وإلى مستقبل نصنعه بأيادينا اليوم، ليصبح بعد سنوات تاريخا ثم حضارة جديدة على أرض مصر.