كان افتتاح محور التعمير الجديد «المشير أبوذكرى»، مناسبة لاستعراض حجم العمل فى الإسكندرية، وما تم من إنجاز ه من مجتمعات عمرانية تمثل امتدادات للإسكندرية تستوعب الزيادة السكانية المتوقعة، واستعراض ما تحقق فى تطوير قصر وحديقة المنتزه، بشكل حولها إلى واحدة من أكبر الحدائق التاريخية فى المتوسط، وقد أصبحت متاحة للجمهور.
تم افتتاح محور أبوذكرى، وعدد من المشروعات القومية الجديدة فى محافظة الإسكندرية، منها المرحلة الثالثة من مشروع «بشاير الخير 2»، وعدد من مشروعات الطرق الجديدة فى المحافظة، واستمعنا مع الرئيس السيسى إلى عدد من الأفلام التسجيلية التى استعرضت المشروعات القومية فى الإسكندرية، ومنها صورة منطقة وقصر المنتزه بعد تطويرها واستعادة صورتها الأولى، وإظهار حضارية المكان كأكبر حديقة أثرية على البحر المتوسط.
ما شاهدناه فى رحلة الذهاب والعودة، يكشف عن جهد ضخم وتخطيط ، واستخدام لأحدث تقنيات هندسة التربة والبناء، لإنشاء محور حضارى يساهم فى حل اختناقات المرور فى الإسكندرية، فضلا عن أنه يفتح المجال لامتداد عمرانى للإسكندرية شرقا وغربا لاستيعاب الزيادة المتوقعة للسكان.
محور أبوذكرى احتاج جهدا هندسيا وعلميا ضخما، وفر سنوات وحول المستحيل إلى واقع، وهو جهد شرحه ببساطة وعمق الأستاذ الدكتور عبدالسلام سالم، الأستاذ بكلية الهندسة فى جامعة القاهرة، والاستشارى المشرف على تنفيذ «محور أبوذكرى»، والذى أكد أن تنفيذ العمل شبه مستحيل لكن حجم الجهد غير العادى الذى تم فى زمن قياسى حول المستحيل إلى واقع، حيث كانت طبيعة المكان فى أرض ملحية وطينية تتطلب معالجات للتربة تحتاج عشر سنوات، لكنها تمت خلال عامين، وقال «شرفت أيضا بالمشاركة والمتابعة وإبداء المشورة أثناء التنفيذ مع أبنائى وزملائى من ضباط الهيئة الهندسية للقوات المسلحة والزملاء المتخصصين من جامعة الإسكندرية والشركات الوطنية المنفذة للمشروع، وكيف كانوا جميعا على مستوى المسؤولية والالتزام»، وأضاف «إن المشروع عملاق لما به من صعوبات فى تنفيذه نظرا لمرور مساره فى بحيرات وملاحات.. ومسار مصارف بها أمتار من الترسبات التى احتاجت معالجة دقيقة لتطهير هذه التسربات قبل إنزال مكونات الردم لجسم الطريق».
وشرح كيفية زرع أعمدة رملية لمعالجة الطين والميول العرضية والطولية، وتلافى هبوط الطريق بسبب طبيعة التربة، إذا لم تؤخذ له الاحتياطات كان يستغرق عشر سنوات ولا يفتتح الطريق، كان لا بد من التدخل لتحسين حالة الصرف للطين بمصارف رأسية، من خلال أعمدة رملية رأسية تصل إلى مكونات الرمل، أى «عمود الرمل بين رملين»، وهو ما سهل من عمل المشروع، وبالتالى فالهبوطات يمكن متابعتها وفق الصيانة الدورية، تم أخذ كل ما يلزم من الاحتياطات الفنية طبقا للمواصفات والمعايير العالمية، ويكون المحور بذلك صالحا للتشغيل.
المهندس كامل الوزير، وزير النقل، قال إن وزارة النقل تعمل وفق استراتيجية لخدمة أهداف التنمية المستدامة فى الإسكندرية، وأن توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، أثمرت تخطيطا شاملا لتطوير منظومة النقل بالمحافظة، حيث تم تطوير جميع المحاور الطولية والعرضية التى تربط الإسكندرية بالقاهرة، وتطوير وتوسعة طريق القاهرة - الإسكندرية الزراعى، وإنشاء 10 كبارى علوية والانتهاء من عدد 4 كبارى، وتنفيذ 6 كبارى أخرى، وتطوير وتوسعة طريق الإسكندرية - القاهرة الصحراوى، وبدء تنفيذ محور جديد بطول 207 كم، ويشمل 30 عملا صناعيا، وإنشاء محور عمر سليمان بقوسيه الشرقى والغربى بعدد 6 حارات فى كل اتجاه.
وشرح الوزير، أنه مع تنفيذ محور المحمودية، يجرى إنشاء 3 محاور رصف لميناء الإسكندرية الكبير وربطه بمحور أبوذكرى، لتسيير حركة الشاحنات من وإلى الميناء، وعدد من مشروعات النقل السككى والجر الكهربائى فى ضوء تطوير مشروعات النقل بالإسكندرية، بجانب تطوير شبكة النقل النهرى، وميناء الإسكندرية الكبير لخدمة حركة التجارة العالمية.
الوزير أعلن أنه جرى تطوير خط السكة الحديد القاهرة - الإسكندرية بطول 208 كم، شاملة نظم الإشارات والسيطرة والتحكم للقطارات وكل الخدمات اللوجستية للخط السككى، وتطوير محطتى مصر وسيدى جابر مع الحرص على حفظ الشكل المعمارى والطراز التاريخى للمحطة، ووعد أنه بنهاية 30 يونيو سيجرى رفع كفاءة كل القطارات ولن يكون هناك قطار قديم كما كان فى السابق، لخدمة 54 مليون راكب سنويا، وفيما يخص مترو «أبو قير - الكيلو 21»، فإن المرحلة الأولى «أبوقير - محطة مصر» بطول 21.7 كم، ويجرى تطوير ترام الرمل، ومن المقرر أن يربط الخط الرابع للقطار الكهربائى السريع بورسعيد - أبو قير عددا من المدن المصرية.
اللواء أحمد العزازى، مدير إدارة المشروعات الكبرى للقوات المسلحة، شرح تنفيذ مشروع محور التعمير الجديد بالإسكندرية، وأن ما تم تنفيذه خلال المشروع من طرق وكبارى وفق طبيعة التربة فى كل منطقة، حيث تم تنفيذ أعمال تطوير وصيانة 6 كبارى قائمة، وإنشاء كبارى خرسانية، وتنفيذ الأعمال الصناعية لتحويل المياه ورفع جودة المياه داخل بحيرة مريوط، وتكوين جزيرة طبيعية داخل البحيرة، واستخدام 13 كراكة بحرية لأعمال التطهير، وتم حصر كل التعديات على البحيرة، 1001 تعد على البحيرة وفق حالات الإزالة الواردة من هيئة الثروة السمكية.
العزازى قال أيضا إنه تم تنفيذ 12 منطقة استثمارية، وجار تخطيط 3 مناطق جديدة فى امتداد المحور، حيث شارك فى العمل 15 شركة و1500 معدة ثقيلة و6 آلاف عامل ومهندس وفنى.. 10 آلاف فرصة عمل مباشرة و30 ألف فرصة عمل غير مباشرة.. وخلال العمل فى هذا المشروع تمت مراعاة كل الإجراءات الاحترازية للعاملين فى المشروع.
الرئيس عبدالفتاح السيسى، تحدث عن تطوير منطقة المنتزه، مشيرا إلى الآراء التى ظهرت وقتها تعترض وتنتقد، فهل هؤلاء يشاهدون الآن ما تحقق؟ قائلا: «أنا عاوز أفكركم لما جينا نبدأ فى المنتزه.. ناس كانت بتقول هتعملوا إيه.. وناس زعلت.. إحنا مش هنحرم حد أبدا.. المنتزه مفتوحة لكل الناس.. ومتاحة للكل.. ولم ننازع أحدا فى ملكيته.. نرجع كل حاجة زى ما كانت.. ده تاريخنا.. وعمرنا ما هنعمل حاجة إلا كل خير.. ما فيش إلا الخير.. اتفرجوا عليها لما نخلصها.. طب لمين.. الناس اللى موجودة فى الإسكندرية».
الرئيس قال إن الدولة تحترم الملكية الخاصة، وتعوض من تأخذ منه أرضه للمنفعة العامة وحتى الذين اعتدوا على أراضى الدولة تم تعويضهم بـ700 مليون جنيه لإخلاء مكان محور المحمودية.
ووجه الحكومة والمحافظين بمتابعة الصيانة وتحصيل مقابل الصيانة للحفاظ على بشاير الخير، وكل المجتمعات التى تم نقل سكان المناطق الخطرة إليها، وأن يتم عمل صندوق لاستمرار الصيانة، للحفاظ على هذه الأسر، الذين تم نقلهم من وضع صعب، وتم إنفاق 150 مليار جنيه، والهدف ليس سكنا ومبانى لكن تحسين حياة هؤلاء ومتابعتهم ضرورة، من الحكومة والمحافظين والتضامن والداخلية، والمجتمع الأهلى، وعمل نقاط شرطة لحماية هؤلاء السكان ومتابعة متطلباتهم للحفاظ على البشر والخدمات بنفس الكفاءة.