«الحلم» هو الفرق الوحيد بين الشخص الناجح والشخص الشغال، لما الطفلة بسملة سألت الرئيس: انت بتشتغل كام ساعة فى اليوم؟، فرد عليها وقالها: «أنا ما بعرفش أقعد من غير شغل.. أصل أنا بحلم يا بسملة».
الريس مش بيشتغل.. الريس عنده حلم.. مخه مبيعرفش يقف.. مبيعرفش يوقف خيال.. عينه مبتعرفش تشوف منظر قبح إلا ويغيره.. ضميره مبيعرفش يسكت على ظلم.. قلبه مبيعرفش يرضى على ظلم.. الريس مش شغال.. الريس بيحلم بمصر.. عنده حلم ورؤية وشغف، نفسه يشوف مصر حلوة وقوية، نفسه يشوف ولادها مبسوطين ومرتاحين، مش عارف يوقف شغل لأن الموضوع بالنسبة له مش شغل، الموضوع بالنسبة له «بيته اللى عاوزه أحسن بيت»، عياله اللى عاوزهم أحسن عيال.
مش رئيس جمهورية.. هو أب لا عقله ولا قلبه ولا ضميره عارفين ينشغلوا بحاجة عن بلده وعيالها، تعيش يا ريس، تعيش وتبنى وتعمر وتفرح، تعيش وتشاور على الحلاوة والجمال، تعيش ويسند عليك كل صاحب حق بيدور على حقه، تعيش وقلبك مليان خير بيملى مصر كلها.
كتبت هذه الكلمات منذ عام بالتمام والكمال على صفحتى الشخصية على «فيس بوك»، وظهرت لى هذه الكلمات ولم أكن أتذكر ما كتبته فى 5 ديسمبر 2021، لكن كانت كلمات الرئيس السيسى فى 5 ديسمبر 2022 تملأ أذنى حين قال أثناء افتتاح محور التعمير الجديد «محور الشهيد أبو ذكرى» بمحافظة الإسكندرية، «اللى أنا بعمله دلوقتى حلمت بيه من 30 سنة».
أضاف الرئيس السيسى بهذا الافتتاح صفحة أخرى فى كتاب الإنجازات التى صنعتها مصر فى سنوات قليلة، وإن تأملت الكلمات وتأملت ما نشاهده اليوم فى مصر سوف تتأكد أن هذه الكلمات حقيقة لا يمكن سوى تصديقها، والدليل هو حجم الإنجاز الذى تم على الأرض، والذى لم يكن ليتم إلا بمن يعرف مصر حق المعرفة، ويعيش معها ما تعيشه من أزمات ومشكلات مزمنة، ويدرك أيضا حجم الخير والموارد غير المستغلة على أرضها، وما نعيشه من إنجازات قامت على أرض مصر فى سنوات قليلة يؤكد أن المشاهد التى تتغير اليوم عاشت سنوات فى ذهن صاحب التغيير، تؤرقه وتزعجه، يفكر فى حلول لها ويضع استراتيجيات للتخلص منها، وما إن جاءت الفرصة وأصبح القرار فى يده نفذ على الفور ما ظل سنوات يحلم بتنفيذه، غير الواقع من مشاهد مريرة مزعجة غير آدمية فى السكن والطرق والمرافق إلى واقع آدمى فى كل الملفات، يليق بمكانة مصر وأهلها.
كلمات السيد الرئيس دائما صادقة، ولهذا لا سبيل أمام من يستمع إلا التصديق، ربما تكون الكلمات صادمة، وربما تكون قاسية بقسوة الواقع الذى نعيشه، لكنها صادقة لا زيف فيها، تضعنا كلمات الرئيس السيسى أمام حقيقة الأمر، لا تزيفه ولا تجمله، تضعنا الكلمات أمام مسؤوليات نتحملها تجاه الوطن، لنعرف ما يواجهنا من تحديات، وهو ما يجعلنا نؤمن ونصدق ونعمل ونتحمل حتى تمر الأزمة ونحن منها فائزون، وبالطبع يمكن للرئيس السيسى أن يخفى بعض الحقائق ليخفف من الصدمة، لكن هنا لا يكون الوعى الذى كان حجر الأساس فى كل ما تم من إنجازات.
الدولة المصرية استطاعت أن تبنى فى السنوات الماضية إنجازا فى كل مكان، بحلم رأه الرئيس السيسى منذ عشرات السنوات، وبوعى استطاع أن يرسخه فى عقول وقلوب المصريين، فصاروا يعرفون دولتهم ومقامها، ويدركون ما تمر بها من تحديات، ويدركون أيضا ما يمر به العالم من تحديات، ويعرفون أن الدولة تتحمل معهم وعنهم، ويصدقون ما يقول قائدها، ويستمرون فى التحمل والعمل لتصير مصر كما حلم بها وأراد لها الرئيس السيسى «أد الدنيا».