علمت «انفراد» أن عددا من قيادات الإخوان عقدوا اجتماعا مغلقا قبل يومين بمدينة إسطنبول فى تركيا، وذلك لمناقشة مستقبل جماعة الإخوان داخل مصر والسيناريوهات المطروحة لتحديد هذا المصير، فضلا عن دراسة أسباب تراجع عدد كبير من شباب الجماعة عن المشاركة فى المظاهرات التى دعت إليها الجماعة على مدى شهر رمضان الماضى فى عدد من المحافظات المصرية، وقالت مصادر، لـ«انفراد»، إن أحد المشاركين اقترح أن يتم التواصل مع تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» خلال الفترة المقبلة، فى ظل أن عددا كبيرا من التنظيمات فى سوريا والعراق يتواصل مع داعش رسميا، كما أن عددا كبيرا من الشباب فى كثير من الدول العربية انضم للتنظيم مؤخرا. وتابعت المصادر، أن القيادى الإخوانى أكد ضرورة ألا تستبعد الجماعة من حساباتها اتخاذ قرار بمبايعة تنظيم داعش باعتبار ذلك وسيلة للضغط على النظام المصرى، فضلا عن التصعيد العنيف ضد مؤسسات الدولة المصرية.
وتابعت المصادر، أن أحد المشاركين اقترح أن تعلن الجماعة رسميا تنازلها عن مطلب عودة الرئيس السابق محمد مرسى للحكم مرة أخرى، كما تعلن الاعتراف بثورة 30 يونيو، وكذلك الاعتراف بشرعية الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى مقابل التفاوض على خروج قيادات الجماعة بالسجون المصرية، فى حين طرح آخر أن تستمر الجماعة فى الحشد الدولى ضد القاهرة، عبر إرسال وفود لعدد من الدول الغربية وعقد مؤتمرات بها للحصول على تعاطف هذه الدول مع الجماعة والضغط على النظام الحالى فى مصر، مشيرة إلى أن الاجتماع أوصى برفع عدد من المقترحات للتنظيم الدولى للجماعة، لبحث إقرارها أو وضع سيناريوهات بديلة تعيد الجماعة مرة أخرى للصورة داخل مصر بعد التراجع الشديد الذى شهدته مؤخرا.
وكان أحمد رامى، المتحدث الرسمى لحزب الحرية والعدالة المنحل، أعلن فى وقت سابق عن انضمام عدد من أبناء قيادات الإخوان لتنظيم داعش، وقال رامى: «إن أنباء انضمام أبناء قياديين من الإخوان لأحد تنظيمات داعش أمر خطير الدلالة لم يأخذ على حد علمى حقه من الاهتمام من الإخوان خاصة على مستوى القيادة»، مضيفا، فى بيان له عبر صفحته على «فيس بوك»: «كنت أود أن أتحدث إلى كل أبنائى.. إن من أهم الأسباب فى نظرى أننى وغيرى لم نعترف بأخطائنا ونتنحى جانبا لنعطى آخرين الأمل فى النجاح ولو بعد حين، فتحول الأمر من عدم رضا عن الأداء يستوجب إجراءات تصحيحية استراتيجية إلى ما هو أبعد، تحول إلى الاستجابة تحت ضغط الواقع لنوازع نفسية تكون أكثر ما تكون تأججا فى نفوس الشباب».
من جانبه قال الخبير فى شؤون الحركات الإسلامية خالد الزعفرانى، إن هناك شبابا كانوا يشاركون فى مظاهرات الإخوان، ولكن ليس لديهم أى إطار فكرى، واستطاع تنظيم داعش أن يستقطبهم لصفه، خلال الفترة الأخيرة، بينما تسعى قيادات الإخوان الحالية للتبرؤ منهم، مضيفًا، فى تصريحات خاصة، أن التنظيم الإخوانى فقد القدرة بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة على احتواء بعض الشباب الذين لم يعودوا قادرين على الاستمرار واتجهوا للعنف، وهو ما دفع تنظيم داعش لاستقطابهم للعمل فى صفوفه.
ورأى طارق البشبيشى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، أن هناك أزمة تشهدها جماعة الإخوان فى الوقت الراهن بين طرف يؤيد اتجاه الجماعة للعنف، وآخر يرى ضرورة عدم الاتجاه للعنف، دفع عددا كبيرا من كوادر الجماعة للخروج بتصريحات ومواقف مؤيدة لما تفعله داعش، بل إن هناك قيادات بالفعل بدأت تؤيد الاتجاه لنفس ممارسات تنظيم داعش، مضيفا أن معظم قيادات تنظيم داعش الإرهابى كانوا أعضاء بالإخوان ثم انشقوا عنهم، مما يجعل فكر تنظيم داعش منتشرا بقوة داخل الإخوان، خاصة أن اتجاه بعض قيادات الجماعة لممارسة نفس الأفعال لم يعد أمرًا مستبعدًا.